فخورة ببحرينيتها ومتمسّكة بوجودها في سوق المنامة
آل كيولرام الهندوسية في البحرين: تاريخ تجاري وطموح برلماني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ساهمت عائلة كيلورام الهندوسية في إرساء مداميك التجارة البحرينية منذ العام 1910، وهي تطمح اليوم إلى الفوز بمقعد برلماني.
ساره الشمالي: إنها عائلة هندوسية، وطأ جدها الأكبر أرض البحرين في العام 1910، فأسّست تجارتها في اللؤلؤ، وساهمت في تأسيس المعبد الهندوسي في سوق الطواويش، وهو لا يزالقائمًا حتى اليوم. إنها عائلة كيولرام الهندوسية، التي جالت عليها "الوسط" البحرينية، مستعرضة قصة نجاحها منقطع النظير، وذلك ضمن سلسلتها "حكايات من سوق المنامة القديمة".
من المنامة
طافت الكاتبة البحرينية ريم خليفة السوق القديمة، باحثة عن مكاتب عائلة كيولرام، حتى عثرت عليها، "في مبنى يبدو أنه بني في أواخر الستينات، وبداية السبعينات، ووصلنا إلى الطبقة الأولى، وقبل أن ندخل إلى المكاتب رأينا بابًا خشبيًا، يحمل في الأعلى ضمن إطار اسم عائلة كيولرام بالسيراميك الملون، وفي الوسط تتدلى ليمونة وأكثر من فلفلة حمراء وخضراء، على رأس كل من يدخل".
وبحسب رجل الأعمال كيشور كيولرام، علقت الليمونة والفلفل الأحمر والأخضر لإبعاد عين الحسد والشر، وهو تقليد هندوسي قديم.
شربت خليفة الشاي بالحليب، أو "مسالا تشاي"، مع كيشور وابنه هيشانك، البالغ خمسة وعشرين عامًا، وابنته سنيه، البالغة ستة وعشرين عامًا.
بحسب رواية "الوسط"، يدير كيشور من المنامة مجموعة واسعة من المشاريع التجارية لشركة عائلته، وفروعها في الكويت ودبي وأبوظبي، لأنه يعشق البحرين، "فهنا المجتمع حيوي، والبحرينيون ينسجمون مع الهنود والأعراق الأخرى، بصورة لا تجعلك غريبًا في وسط البحرينيين، ونحن لا نشعر بأننا غرباء، فنحن جزء من هذا المكون المجتمعي منذ زمن طويل، ونحن فخورون بذلك، على رغم توسع تجارتنا خارج حدود البحرين"، كما يقول.
توسّع الأعمال
قال كيشور للوسط: "جدي الأكبر اختار البحرين لشهرتها في مجال اللؤلؤ الطبيعي، لكن عندما بدأت تتأثر السوق في هذا الجانب، بدأ تأسيس أول محل يبع أطعمة وتوابل هندية في المنامة في 1922، وكان يستوردها من الهند. لكن أبناءه توسعوا في مجال استيراد الأقمشة الهندية، كالحرائر والساري الهندي والآن الياباني، وانتقلوا في العام 1960 إلى بيع الإلكترونيات الهندية، والآلة الكاتبة برذرز اليابانية، وكنا أول من باعها، وبدأت معها نقلة نوعية داخل المجتمع البحريني، إذ كانت قيمتها مثل الحاسوب اليوم". وتوسعت العائلة في أعمال العقارات والتعليم عبر فتح المدارس الخاصة، وتملك اليوم محلًا لبيع المجوهرات.
عدد أفراد عائلة كيولرام اليوم 32 فردًا، ويصل عددهم في دبي إلى 120 فردًا، وفي أبوظبي 40 فردًا. أما في الكويت فالعدد قليل.
سنية، التي تحمل شهادة ماجستير في التسويق، ترتدي زيًا هنديًا زاهي الألوان، وتفخر ببحرينيتها، لكنها لا تتكلم العربية، "فالجميع في البحرين يتكلم الإنكليزية والهندية، ولا يستخدمون العربية إلا قليلًا في السوق".
وبحسب سنية، لا تنوي عائلتها مغادرة المنامة وسوقها القديمة، "فلا يمكن ترك هذا المكان، الذي هو أساس اقتصاد البحرين، وفيه التنوع الثقافي والعرقي والديني ببساطة، فبالقرب من المعبد هناك هند صغيرة، وحبذا لو أن الحكومة البحرينية جددت المنطقة بأسلوب يحافظ على قدم وتراث المكان، وذلك بصورة تسمح بعدم دخول السيارات".
طموح برلماني
ويرى هيشانك كيولرام، خريج كلية ريجنت في لندن في إدارة الأعمال، أن أجمل ما في المنامة "أنك تلتقي الناس من كل شكل ونوع، وهناك الكثير لنتعلمه من سوق المنامة القديمة، والمجتمع حيوي جدًا، فنحن الجيل الرابع من العائلة، ولد وشبّ في البحرين، ومن الضروري أن نحظى بمعقد برلماني في المستقبل، وهذا شرف لنا، لأننا جزء من المجتمع البحريني على غرار الطوائف الأخرى في البحرين".
قال كيشانك للوسط إن المعبد الهندوسي قريب من مكان العمل، فيصلِّي فيه يوميًا، ويرفض مغادرة المكان، ويتمنى كأخته تعديل السوق والطريق المؤدي إلى المعبد.
التقت كاتبة التقرير في المعبد الهندوسي بعميد العائلة أبو كيولرام، وكان يتناول غداءه، فدعاها إلى تناول حلوى جولاب جومون، ومشاركة العائلة فرحها.
ونقلت عنه قوله: "البحرين بلدنا. لا نشعر بالغربة هنا، فأصدقائي من التجار البحرينيين كثر، واللغة الدارجة في السوق اليوم هي الهندية والإنكليزية. أما في الماضي فقد كانت الفارسية، والبحرين اقتصاديًا وتجاريًا تطورت، وفي العام 1992 لعبت عائلتي دورًا في غرفة تجارة وصناعة البحرين، ونتطلع إلى تطوير مجالات شتى، فنحن جزء من المجتمع البحريني، وهذا يسعدنا".