أخبار

يرفضون المشاركة في حكومة الدمى

مجموعة موالية لأوكرانيا تتحدى بوتين في سيمفيروبول

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سيمفيروبول:رغمالضغوط التي تمارسها موسكو، ما زالت حفنة من الناشطين والصحافيين وممثلي الاقليات الموالين لأوكرانيا، تنشط في سيمفيروبول عاصمة القرم بعد ثلاثة اسابيع على استفتاء مثير للجدل ألحق شبه الجزيرة بروسيا.

فروسلان زيوف القصير القامة والبدين، يصعد سبعة طوابق مشيًا وينزل محملاً بعلب كرتون، ولا يسبب له أي مشكلة الصعود والنزول عشر مرات. ومنذ شهر اختار روسلان الذي سماه مبشرون اميركيون كاهنًا في 1991، العمل في مجال نقل اثاث البيوت.

ومنذ بداية الازمة في القرم، يساعد الجنود الأوكرانيين الذين يغادرون شبه الجزيرة. وقال روسلان الذي يضع نظارتين صغيرتين مستديرتين ويعتمر قبعة "جيش الانقاذ" الذي يرأسه في المنطقة، "لقد تابعت امور 200 منهم على الاقل. اني اساعدهم على تنظيم شؤونهم، وآخذ على عاتقي نقل حاجياتهم".

وفي الصباح البارد، يساعد روسلان كولونيلا وعائلته على مغادرة منزلهم في ضاحية سيمفيروبول. وفيما كان يكدس الرزم على الرصيف، قال وهو يلهث ان "كييف لا تفعل شيئًا من اجلهم، ولا مال معهم ولا يتلقون أي مساعدة للمغادرة".

وقال إن "حبه لبلاده" يدفعه الى هذا العمل، لكنه يواجه في كل مرة السكان المحليين الموالين لروسيا، "الذين يسألوننا ماذا نفعل هنا ولماذا نساعد الجنود. ويلتقط بعض منهم صورًا". واكد روسلان أن "ما نقوم به بالغ الخطورة"، ويتحدث عن عمليات التفتيش التي يخضع لها يوميًا، وعن تعرضه لاعتداء من عناصر ميليشيات موالين لروسيا قرب قاعدة أوكرانية. وبات يخشى اجهزة الاستخبارات الروسية.

تهديدات

وقد غادر القسم الاكبر من ناشطي القرم الذين تعرضوا للتهديد وحتى الخطف، شبه الجزيرة. وتلقى صحافيون محليون واجانب ايضاً تهديدات او ارغموا على اتلاف معداتهم. وقالت آنا شايدوروفا في مقر "مركز الصحافة الاستقصائية" المعارض لموسكو في القرم، "نعرف اننا نخضع للمراقبة".

وهذه الصحافية الشابة الخضراء العينين "لا تتحدث ابدًا على الهاتف" حيث تسمع احياناً "صدى غريبًا". وفي بداية اذار (مارس)، رأت عناصر ميليشيات موالين لروسيا يدخلون قاعة التحرير لممارسة ضغوط. وتقول "نحن البوابة الاخيرة للمعارضة، واذا ما اغلقوها، سيتخطى ذلك كل الحدود".

لكنّ الصحافيين الذين يعملون في الموقع الذي تضخم زائروه كثيرًا في الاسابيع الاخيرة، "ادرجوا في اللائحة السوداء"، كما تقول. وبات الجهاز الاعلامي لبرلمان القرم يرفض منحهم بطاقات اعتماد.

وتقول زميلتها نتاليا كوكورينا التي كانت ترتدي قميصاً مزيناً برسوم زهور وبنطلون جينز إن "العمل هنا بات بالغ الخطورة". واضافت "لكننا مستقلون وما نضعه نصب اعيننا هو قول الحقيقة". وما هي الحقيقة في نظر هذه المرأة التي تبلغ الخامسة والعشرين من العمر، والتي تضع علمًا أوكرانيًا على مكتبها؟ هي ان "القرم تتعرض لاحتلال ويقولون ذلك".

وفي إحدى قاعات "المجلس" برلمان التتار في القرم، وهم اقلية مسلمة من شبه الجزيرة تم تهجيرها ايام ستالين في الحقبة السوفياتية والمعارضة لروسيا، يلقي عبد الرحمن اغويز خطابًا حاسمًا. وقال إن "حكومة القرم مجرمة وغير شرعية في أوكرانيا وتتصرف خلافاً للقوانين الدولية".

حكومة دمى

ويمثل عبد الرحمن (30 عامًا) الذي انتخب في المجلس منذ سنة، شريحة موالية للغرب في مجموعته. وقال "انا واحد من الذين يقولون ان التتار يجب الا يشاركوا في حكومة الدمى هذه". وتعبيراً عن معارضته، يرفض التحدث باللغة الروسية في المباني الرسمية للقرم ويستخدم اللغة الأوكرانية "لأن هذه أوكرانيا".

ويقول انه لم يتعرض لضغوط من السلطات الجديدة "حتى الان" لأن روسيا "تريد أن تثبت شيئاً للعالم". لكنه واثق أنها ستمارس ضغوطًا "عندما تسيطر على كل شيء". والامور تتقدم باستمرار. فقد بدأ هذا الاسبوع ازالة اللوحات المكتوبة باللغة الأوكرانية في شوارع سيمفروبول واستبدالها بلوحات باللغة الروسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف