رقم قياسي في رئاسة البلاد بأكثر من 14 عامًا
بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة رغم متاعبه الصحية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يبدو عبد العزيز بوتفليقة الذي ناهز عمره الـ76سنة من أكثر الشخصيات التي تركت بصمة في الحياة السياسية الجزائرية، خصوصا وانه يحكم البلاد رغم متاعبه الصحية منذ 1999، وهو مقبل على دورة رئاسية رابعة بلا شك.
الجزائر: يعد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي رشّحه حزب جبهة التحرير لولاية رابعة في الانتخابات المقررة في 17 نيسان/ابريل، مهندس المصالحة الوطنية التي وضعت حدًا لحرب اهلية اسفرت عن 200 الف قتيل على الاقل.
متاعب صحية
وبوتفليقة الذي ناهز عمره الـ 76 سنة من أكثر الشخصيات التي تركت بصمة في الحياة السياسية الجزائرية، خصوصا وانه يحكم البلاد رغم متاعبه الصحية منذ 1999.
ومنذ دخوله المستشفى العسكري في باريس اول مرة في 2005 للعلاج من قرحة في المعدة، اصبح اختفاؤه يثير التساؤلات ويتسبّب في انتشار شائعات حول وفاته كما حدث عند نقله للعلاج في المرة الاخيرة في نيسان/ابريل 2013 بسبب جلطة دماغية ابعدته عن الجزائر ثلاثة اشهر.
وعاد الى الجزائر على كرسي متحرك ليخضع لفترة نقاهة لم يخرج منها الى اليوم رغم ظهوره على التلفزيون من حين لآخر لاستقبال بعض زائريه. لكن ظهوره الابرز كان في 29 ايلول/سبتمبر عندما ترأس اول اجتماع لمجلس الوزراء خلال سنة 2013.
رئيس لـ 14 عامًا
حطم بوتفليقة الرقم القياسي في رئاسة البلاد بأكثر من 14 سنة بينما كان الرئيس هواري بومدين قضى 13 سنة في رئاسة وصل اليها بانقلاب عسكري وما كان ليتركها لو لم يغيبه الموت (1965-1978).
وغداة الاستقلال في 5 تموز/يوليو 1962 تقلّد بوتفليقة منصب وزير الشباب والرياضة والسياحة في اول حكومة للرئيس احمد بن بلة (1962-1965).
ولم يمنعه سنه الصغير (26 سنة) من ان يصبح وزيرا للخارجية خلفا لمحمد خميستي الذي اغتيل امام المجلس الوطني (البرلمان) في 11 نيسان/ابريل 1963، وبقي في هذا المنصب 16 سنة الى ما بعد وفاة هواري بومدين.
وصل بوتفليقة الى الحكم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في 1999 بنسبة 90,24% من الاصوات، ثم اعيد انتخابه في 2004 و2009 بفضل تعديل دستوري يلغي تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين.
مهندس السلم والمصالحة
بادر بوتفليقة منذ ولايته الاولى الى اعادة السلم الى بلاده التي انهكتها "حرب اهلية" كما وصفها في التسعينات وأسفرت عن حوالى 200 ألف قتيل، حسب مصادر رسمية.
وفي 1999 قدم الرئيس الجزائري قانون الوئام المدني للاستفتاء الشعبي ثم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في 2005 وهو ما سمح باطلاق سراح آلاف الاسلاميين من السجون والقاء السلاح بالنسبة لآلاف آخرين والعودة الى الحياة الطبيعية مقابل "العفو عنهم" وعدم متابعتهم امام القضاء.
الإرهاب
لكن ذلك لم يوقف الهجمات بصفة نهائية في البلاد، التي شهدت تفجيرات في 2007 ضد قصر الحكومة والمجلس الدستوري ومكتب للامم المتحدة.
وعادت المخاوف لدى العواصم الغربية من تدهور الوضع الامني مجددا بعد هجوم مجموعة اسلامية مسلحة في كانون الثاني/يناير 2013 على الموقع الغازي في ان اميناس شرق الصحراء واحتجاز مئات الرهائن الجزائريين والاجانب قتل منهم 37.
ركود السياسة
تميّزت الحياة السياسية خلال حكم بوتفليقة بالركود وغياب النقاش الحقيقي حتى داخل الحكومة حول القضايا الكبرى بما انه كان يمرر كل القوانين والتعديلات الدستورية بدعم من حزبه جبهة التحرير الوطني وحليفه الدائم التجمع الوطني الديموقراطي.
ووصف وزير سابق عمل في حكومة بوتفليقة من 1999 الى 2002 الرجل بانه "مزاجي" وبدون اي مشروع سياسي، حتى ان "رؤساء الحكومات كانوا لا يجرأون على الحديث خلال اجتماع مجلس الوزراء نظرا لاحتقاره لهم".
ويتذكر الوزير السابق ان بوتفليقة دافع مرة بقوة عن عودة التدريس باللغتين العربية والفرنسية كما كانت الحال حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي، "ثم تراجع وحذّر بشدة من المساس بالمكانة المقدسة للغة العربية".
وواجه بوتفليقة خلال حكمه عدة أزمات سياسية خرج منها بسلام بفضل توفر اموال النفط وحنكته الدبلوماسية. ففي 2001 ثارت منطقة القبائل المعروفة بعدائها للسلطة. وبعد عشر سنوات اندلعت احتجاجات ضد غلاء المعيشة، تبعتها مطالب بتغيير النظام.
النجاة من الربيع العربي
وقد قرر في 2002 تعديل الدستور لاعتبار اللغة الامازيغية لغة وطنية، وهو احد مطالب منطقة القبائل.
ولامتصاص غضب الشارع في 2011 اعلن رفع حالة الطوارئ بعد 19 سنة من فرضها كما اعلن اصلاحات سياسية تفاديا لتداعيات الربيع العربي، من خلال سن قوانين انتقدتها المعارضة بقوة واعتبرت انها تكريس لاستفراد الرئيس بالسلطة.
حياة حافلة
واتجهت انظار المجتمع الدولي الى بوتفليقة المولود في 2 اذار/مارس 1937 في وجدة (المغرب) منذ توليه وزارة الخارجية، قبل ان يتعرّض للتهميش والاتهام بالفساد بعد وفاة الرئيس هواري بومدين في كانون الاول/ديسمبر 1978، وهو الذي كان من اقرب مقربيه ومرشحا لخلافته. فقرر الابتعاد عن الحياة السياسية في 1981 والاقامة في دبي وسويسرا.
والتحق الرئيس الجزائري بجيش التحرير الوطني في 1956 لمحاربة الاستعمار الفرنسي، وبعد الاستقلال في 1962 تقلّد حقيبة وزارة الشباب لفترة وجيزة خلال حكم الرئيس احمد بن بلة ثم عين وزيرا للخارجية من 1963 الى 1979.
ابرز المحطات في عهد بوتفليقة
في ما يلي ابرز المراحل في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي انتخب رئيسا للجمهورية للمرة الاولى في نيسان/ابريل 1999:
15 نيسان/ابريل 1999
انتخاب عبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية سابقا رئيسا للجمهورية بنحو 73,79% من اصوات الناخبين. اعترض خصومه الستة الذين انسحبوا عشية الاقتراع، على انتخابه مؤكدين ان الادارة تفضله وان "النتائج محسومة" سلفا.
كانت الجزائر في أوج حرب اهلية بدأت في 1992 بعد قرار السلطات الغاء الانتخابات التشريعية على اثر تقدم هائل سجلته الجبهة الاسلامية للانقاذ في الدورة الاولى من الاقتراع في نهاية 1991. تم حل الجبهة بعد ذلك.
اسفرت الحرب الاهلية عن سقوط مئتي الف قتيل. استسلم حوالى 15 الف اسلامي منذ 1999 ورفعت حال الطوارئ في 2011.
29 ايار/مايو
في اول خطاب الى الشعب الجزائري، بوتفليقة يمد يده الى الاسلاميين المسلحين ويعرض الخطوط العريضة لولايته من خمس سنوات.
16 ايلول/سبتمبر
المصادقة في استفتاء على قانون الوئام المدني (98,63% نعم) الذي ينص على عفو عن الاسلاميين الذين لم يرتكبوا جرائم وعمليات اغتصاب في حال استسلامهم للدولة.
18 نيسان/ابريل 2001
مقتل طالب في الثانوية في مركز للدرك الوطني بالقرب من تيزي وزو (منطقة القبائل شرق العاصمة) يفجر اضطرابات "الربيع الاسود" التي قمعتها السلطة بشدة (126 قتيلا وآلاف الجرحى).
08 نيسان/ابريل 2004
اعادة انتخاب بوتفليقة لولاية ثانية من خمس سنوات بنحو 84,99% من اصوات الناخبين.
29 ايلول/سبتمبر 2005
استفتاء جديد يسمح بتبني "ميثاق السلم والمصالحة" الذي يمنح "الصفح" للاسلاميين الذين ما زالوا يقاتلون، مقابل استسلامهم و"توبتهم".
طبقًا لهذا الميثاق، اطلق سراح أكثر من 2200 مسجون بسبب"الارهاب" من بينهم مؤسس الجماعة الاسلامية المسلّحة عبد الحق لعيايدة واعلن استسلام 300 اسلامي مسلح في آذار/مارس 2006.
26 تشرين الثاني/نوفمبر
الرئيس بوتفليقة يدخل مستشفى فال دو غراس العسكري بضاحية باريس بسبب نزيف في المعدة.
11 نيسان/ابريل 2007
32 قتيلا في تفجيرين متزامنين استهدف احدهما قصر الحكومة وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي (الذي كان الجماعة السلفية للدعوة والقتال) مسؤوليته عنهما. في السادس من ايلول/سبتمبر استهدف هجوم انتحاري موكب الرئيس بوتفليقة في باتنة (شرق). اسفر التفجير عن مقتل 22 شخصا.
وفي 11 كانون الاول/ديسمبر، استهدف تفجيران انتحاريان مقر المجلس الدستوري ومكتب الامم المتحدة (41 قتيلا) تبنتهما القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
09 نيسان/ابريل 2009
اعادة انتخاب بوتفليقة لولاية ثالثة (90,24%). كان البرلمان قد صادق في نهاية 2008 على تعديل في الدستور يلغي تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين.
- من 05 الى 09 كانون الثاني/يناير 2011
تظاهرات ضد غلاء المعيشة في بداية "الربيع العربي" ، اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص و800 جريح، تبعتها احتجاجات للمطالبة بالسكن وبوظائف دائمة وزيادة الاجور.
في 24 شباط/فبراير، رفعت حال الطوارئ المفروضة منذ 1992 مع بداية العنف الاسلامي.
10 ايار/مايو2012
حزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الواحد سابقا) الذي يرأسه بوتفليقة "فخريا"، يتقدم بفارق كبير في الانتخابات التشريعية على التجمع الوطني الديموقراطي حليفه في الحكومة.
- من 16 الى 19 كانون الثاني/يناير 2013: جماعة اسلامية مسلحة تهاجم موقعا للتنقيب عن الغاز في ان امناس (1300 كلم جنوب شرق الجزائر) وتحتجز رهائن. العملية انتهت باقتحام القوات الخاصة الجزائرية الموقع ما اسفر عن مقتل 37 رهينة اجنبية وجزائري واحد على الاقل.
27 نيسان/ابريل
نقل عبد العزيز بوتفليقة الى باريس للعلاج من جلطة دماغية. امضى الرئيس الجزائري ثمانين يوما في فرنسا. في ايلول/سبتمبر قام بوتفليقة بتعديل حكومي واسع وعين مسؤولين جددًا على رأس ادارتي المخابرات والامن.
22 شباط/فبراير 2014
اعلن ترشيح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة بعد خلاف استمر اسابيع داخل السلطة العسكرية. تشهد البلاد منذ ذلك الحين تظاهرات اذ ان الوضع الصحي للرئيس يثير شكوكا في قدرته على مواصلة الحكم.
قبلت اللجنة الدستورية الجزائرية في 13 آذار/مارس طلبات ستة مرشحين بينهم بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 17 نيسان/ابريل.
المرشحون الخمسة الآخرون هم عبد العزيز بلعيد وعلي بن فليس ويعتبر المنافس الأكبر لبوتفليقة، وموسى تواتي ولويزة حنون وعلي فوزي رباعين.
عين وزير النفط الجزائري يوسف يوسفي (72 عاما) رئيسا للوزراء لفترة انتقالية لكي يتسنى لرئيس الوزراء عبد المالك سلال ادارة حملة عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات.