أخبار

القوات السورية تستعيد السيطرة على مدينة معلولا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دمشق: استعادت القوات النظامية السورية اليوم الاثنين السيطرة على مدينة معلولا في منطقة القلمون الواقعة شمال دمشق والتي خرجت بشكل شبه كامل من ايدي مقاتلي المعارضة. وياتي ذلك غداة اعلان الرئيس السوري بشار الاسد ان الازمة في بلاده المستمرة منذ ثلاثة اعوام دخلت في "مرحلة انعطاف" لصالح نظامه.

وقال مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس "اعيد الامن والامان الى معلولا في سياق السيطرة على منطقة القلمون" الاستراتيجية، مضيفا ان "الارهاب انهار في القلمون". واشار المصدر الى ان العملية التي "جاءت في سياق السيطرة على منطقة القلمون اسفرت عن مقتل عدد كبير من الارهابيين، فيما فرت اعداد قليلة ستتم ملاحقتهم في البؤر التي لجأوا اليها".

واعتبر المصدر ان استعادة معلولا ومناطق اخرى في القلمون "ستؤدي الى احكام المزيد من السيطرة على المعابر الحدودية بشكل كامل". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته ان "منطقة القلمون باتت بشكل شبه كامل تحت سيطرة حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري".

واشار الى استمرار وجود جيوب للمعارضة المسلحة في نقاط محددة في الجبال وقرب الحدود مع لبنان، وبلدات صغيرة مثل حوش عرب وعسال الورد، بالاضافة الى نقطة تجمع كبيرة للمقاتلين في الزبداني في جنوب القلمون.

وقال عبد الرحمن ان مقاتلي المعارضة ينطلقون من هذه النقاط لتنفيذ "عمليات ليلية على حواجز النظام وحزب الله". كما تحدث عن "وساطات جارية لايجاد تسوية لمدينة الزبداني لتجنيبها القصف الجوي".
وقال "خلال الايام الماضية، اقدم حوالى اربعين مقاتلا في الزبداني على تسليم اسلحتهم الى قوات النظام كبادرة حسن نية".

وتقع معلولا على بعد 55 كلم شمال دمشق وغالبية سكانها من المسيحيين الذين نزحوا منها بعد بدء العمليات العسكرية. وشهدت معلولا معارك بين القوات النظامية ومجموعات من المعارضة المسلحة في ايلول/سبتمبر انتهت بسيطرة المقاتلين المعارضين، قبل ان تستعيد قوات النظام السيطرة عليها. ثم انسحبت هذه القوات مجددا في كانون الاول/ديسمبر، ودخلها مقاتلون غالبيتهم اسلاميون.

وتاتي السيطرة على معلولا بعد اسبوع من دخول قوات النظام الى رنكوس. وكانت وكالة الانباء الرسمية (سانا) والمرصد اشار صباحا الى تقدم القوات النظامية نحو بلدة الصرخة وتلال جديدة محاذية للحدود مع لبنان.

وبدأت معركة القلمون في نهاية السنة الفائتة، وتمكن خلالها الجيش السوري بمؤازرة من عناصر تابعة لحزب الله اللبناني من التقدم الى بلدات وقرى عديدة طاردا منها المجموعات المسلحة.

وتشكل القلمون صلة وصل بين دمشق ومحافظة حمص في وسط البلاد، ويعتبر هذا الامتداد الجغرافي حيويا بالنسبة الى النظام، على صعيد الامدادات والسيطرة السياسية. كما ان سيطرة النظام على القلمون من شانها ان تحرم المعارضة في ريف دمشق من قاعدة خلفية مهمة.

في وسط البلاد، نفذت القوات النظامية السورية الاثنين غارات جوية عدة على الاحياء المحاصرة في حمص القديمة، غدة استقدام تعزيزات لجيش الدفاع الوطني الموالي للنظام الى المنطقة، بحسب المرصد. وقال عبد الرحمن ان قوات النظام كانت استقدمت امس تعزيزات من جيش الدفاع الوطني الى المناطق التي تتواجد فيها في محيط هذه الاحياء.

وسجل خلال الايام الماضية تصعيد في عمليات القصف على هذه الاحياء بعد نوع من الهدنة استمرت اسابيع وتم خلالها ادخال مواد غذائية ومساعدات بموجب اتفاق بين السلطات ومقاتلي المعارضة الموجودين في المنطقة باشراف الامم المتحدة.

وتم بين 7 و13 شباط/فبراير اجلاء اكثر من 1400 مدني من الاحياء المحاصرة في حمص، بحسب رقم تقريبي يستند خصوصا الى ما اعلنته السلطات. ولم يعرف بالتحديد عدد الاشخاص الذين كانوا لا يزالون متواجدين في هذه الاحياء المحاصرة منذ حوالى سنتين والتي تفتقر الى ادنى المستلزمات الحياتية والمواد الغذائية والادوية.

الا ان المرصد وناشطين اكدوا ان مئات من الناشطين والمقاتلين خرجوا بدورهم في وقت لاحق بموجب تسويات مع السلطات، ولم تعرف وجهتهم.

سياسيا، صرح الرئيس السوري الاحد ان "هناك مرحلة انعطاف في الازمة ان كان من الناحية العسكرية والانجازات المتواصلة التي يحققها الجيش والقوات المسلحة في الحرب ضد الارهاب، او من الناحية الاجتماعية من حيث المصالحات الوطنية وتنامي الوعي الشعبي لحقيقة اهداف ما تتعرض له البلاد".

ونقلت عنه سانا قوله خلال لقائه اساتذة وطلاب كلية العلوم السياسية في جامعة دمشق ان "الدولة تسعى الى استعادة الأمن والاستقرار في المناطق الرئيسية التي ضربها الإرهابيون لتتفرغ بعد ذلك لملاحقة البؤر والخلايا النائمة".

في لاهاي، اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الاثنين ان دمشق سلمت ثلثي ترسانتها الكيميائية تقريبا في اطار الاتفاق الروسي الاميركي المبرم في ايلول/سبتمبر الذي تلاه صدور قرار بالمعنى نفسه عن مجلس الامن واتفاق موقع بين المنظمة والسلطات السورية

واعلنت المنظمة في بيان ان "الحكومة السورية قامت بعملية التسليم الثالثة عشر لمواد كيميائية شحنت على متن سفن شحن لنقلها خارج سوريا"، ما يرفع نسبة المواد الكيميائية التي تم اخراجها من البلاد الى اكثر من 65 في المئة من الترسانة الكيميائية الموجودة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف