اشترط النزاهة وليس الديانة في المتقدم لخوض الانتخابات
المرجع الصدر يتصدى للحائري ويجيز انتخاب المرشح العلماني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تصدى المرجع الشيعي العراقي حسين اسماعيل الصدر لفتوى أثارها نظيره المقيم في مدينة قم الايرانية كاظم الحائري حرم فيها انتخاب المرشحين العلمانيين في الانتخابات المقبلة. وأجاز الصدر انتخاب أي كان شرط توفر الكفاءة في المرشح.
لندن: إثر الضجة التي اثارتها فتوى أصدرها المرجع الشيعي العراقي المقيم في مدينة قم الايرانية كاظم الحائري مؤخرًا بتحريم انتخاب العلمانيين في الانتخابات العراقية المقبلة، تصدى له المرجع الشيعي حسين أسماعيل الصدر المقيم بمدينة الكاظمية في بغداد اليوم مخالفًا رأيه ومجيزًا انتخاب العلمانيين مشترطاً الكفاءة والاخلاص وليس الديانة في المرشح.
وقال المرجع الشيعي العراقي السيد حسين أسماعيل الصدر ردًا على سؤال لاحد اتباعه حول التصويت للعلمانيين واطلعت على نصه "ايلاف" الخميس إن المهم هو التأكد من وجود الوطنية والكفاءة والنزاهة لدى المرشح وشدد بالقول "لا تشترط الديانة في اختيار الأصلح فربما شخص من ديانة مختلفة لديانة الناخب يكون أصلح لمنصب معين من شخص آخر متفق في الديانة".
وقد كان السؤال الذي وجه إلى الفقيه الصدر يقول: "لقد اشتهر لدى بعض المؤمنين بأن انتخاب المرشحين العلمانيين حرامٌ شرعاً ولا يجوز للمؤمنين إعطاء أصواتهم لهؤلاء المرشحين، بل يجب عليهم الإختيار من بين الإسلاميين، هل هذا الرأي صحيح؟". فأجاب المرجع حسين الصدر قائلاً: "الملاك في اختيار المرشحين هو التأكد من وجود الوطنية والكفاءة والنزاهة لدى المرشح، حيث لا يجوز إعطاء الصوت لمن ليست له الكفاءة في المجالات المختلفة المتعلقة بإدارة الدولة، كما أنه لا يجوز التصويت لمن ثبت عدم وطنيته ونزاهته في تحمل الأمانة الثقيلة لتولية أمور المجتمع العراقي ومن الممكن أن يتورط في الفساد".
واضاف ان من ثبتت فيه الشروط الثلاثة يصح اختياره في الانتخابات ليكون ممثلاً عن الشعب، حسب الأولوية الأفضل فالأفضل. ومن لم تثبت فيه الشروط أو ثبت عكس ذلك فيه لا يجوز اختياره لما سيخلف ذلك من فساد ومشاكل كبرى للمجتمع العراقي ويتحمل مسؤولية ذلك الشخص غير المؤهل بإضافة الناخب الذي أعطى صوته له.
وشدد المرجع الصدر بالقول "عليه لا تشترط الديانة في اختيار الأصلح، فربما شخص من ديانة مختلفة لديانة الناخب يكون أصلح لمنصب معين من شخص آخر متفق في الديانة. فالعقيدة أمر شخصي يرتبط بقناعات الأفراد ولا تدل بالضرورة على كفاءة ووطنية ونزاهة صاحبها".
وأشار إلى أنّ المرجعية الشيعية العليا في النجف في اشارة إلى المرجع الاعلى آية الله السيد علي السيستاني قد نَصَحَتْ ووَجَّهَتْ ايضاً على إختيار الكفوء النزيه الأصلح، دون التطرق لمواصفات العقيدة لديه. وقال "ما يبدو لنا هو أن اختيار المرشحين على أساس مجرد التوافق في العقيدة أو الطائفة والعشيرة دون التدقيق في الشروط المذكورة آنفاً لا يجوز ولا يبرئ ذمة الناخب".
معروف أن آية الله السيد حسين الصدر يعتبر من المراجع العصرية التي تتوافق آراؤه ومواقفه الاصلاحية مع متطلبات الراهن من احتياجات الناس وتعاملهم في الشؤون الدينية والدولية. وللصدر مركز ثقافي حواري في لندن يحمل اسم " مركز الحوار الانساني" تلقى فيه محاضرات اسبوعية فكرية حوارية حول مختلف القضايا الراهنة من قبل مثقفين واعلاميين ومفكرين وفنانين عراقيين وعرب وبريطانيين ينتمون إلى مختلف الاتجاهات والافكار، حيث عرف عن الفقيه الصدر تشجيعه للحوار والاستماع إلى الرأي الآخر واحترامه.
والمؤسسة هذه فكرية رائدة في مجالها تهتم بفتح آفاق الحوار بين المجتمعات والشخصيات والمؤسسات الفكرية في العالم بمختلف إتجاهاتها الفكرية والدينية من اجل تحويل الحوار إلى ظاهرة انسانية عالمية تغطي جميع المساحات المعرفية وإحداث تفاعل حضاري بناء بين الأفراد والجماعات.
وكان المرجع الشيعي المقيم بمدينة قم الايرانية كاظم الحائري قد اصدر الشهر الماضي فتوى دينية حرم فيها على مؤيديه التصويت للمرشحين العلمانيين والقوائم العلمانية في الانتخابات البرلمانية العراقية التي ستجري في الثلاثين من الشهر الحالي.
وقد فوجئ العراقيون في أول أيام انطلاق الدعاية الانتخابية في الاول من الشهر الحالي بمن يحرّض الناس على عدم انتخاب الأحزاب والشخصيات العلمانية، والتوجّه نحو الأحزاب الدينية ورجال الدين لاختيارهم، بغضّ النظر عن كل شيء، وهو ما دعا البعض إلى الإشارة إلى أن ما يحدث هو محاولات لتخويف المواطنين وإبعادهم عن معاناتهم الحقيقية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، من خلال فقدان الأمن وغياب الخدمات والفساد المالي والإداري الذي أصبح معروفًا لأبسط مواطن عراقي، فضلًا عن الطائفية التي تضرب البلد بقوة.