أخبار

اوباما يلتزم الحذر بعد اتفاق جنيف حول اوكرانيا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: لخص الرئيس باراك اوباما "الاختراق" الاخير الذي حققته الادارة الاميركية في الدبلوماسية المعقدة المعتمدة مع فلاديمير بوتين حول ملف اوكرانيا، بالتأكيد على ضرورة توخي الحذر.

ولم يعلق المسؤولون الاميركيون آمالا كبيرة على مفاوضات جنيف الرامية لانهاء الفوضى في شرق اوكرانيا وحمل اوباما روسيا مسؤوليتها لدعمها المتمردين الانفصاليين. لكن الاتفاق الذي اثار مفأجاة وابرم بين روسيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة قام على ما يبدو بتسوية اخر بؤرة توتر في مشهد الازمة الاوكرانية. واكد البيان الختامي الصادر في سويسرا على ضرورة انسحاب كافة المجموعت المسلحة من المباني الحكومية والقاء السلاح ووقف العنف. ولاوباما عدة اسباب دبلوماسية وسياسية تدفعه الى عدم التفاؤل بشأن الاتفاق عبر عنها اثناء اجتماع عقده لاحقا في البيت الابيض. وقال اوباما "لا اعتقد انه في امكاننا ان نكون الان واثقين من اي شيء". واضاف "وقع الروس البيان. ويبقى السؤال الان هل انهم سيستخدمون النفوذ ذاته الذي ادى الى هذه الفوضى لاستتباب الامن" في اوكرانيا؟. وتأمل واشنطن في ان يكون هناك بعض الامل لتنظيم الانتخابات في اوكرانيا المقررة الشهر المقبل والسماح لكييف بتطبيق اصلاحات اللامركزية التي وعدت بها ومنح شرق اوكرانيا حكما ذاتيا اوسع. ومثل هذا الاجراء اعتبر الحل الانسب لتسوية الاوضاع في اوكرانيا ولتبديد مخاوف الكرملين من ان الغرب يحاول اخراج كييف من فلك روسيا. وقال اوباما معلقا على الاتفاق الذي اجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري مفاوضات للتوصل اليه "آمل في ان نرى فعلا تطبيقا على الارض في الايام المقبلة لكنني لا اعتقد نظرا الى التجارب السابقة انه يمكننا التأكد من ذلك". والتشكيك الاميركي ناجم عن دوافع بوتين الفعلية في الاسابيع الماضية وعن ادراك الغرب انه كان دائما متأخرا في التحرك في حين ان الرئيس الروسي ضم شبه جزيرة القرم على ان تكون الخطوة المقبلة شرق اوكرانيا. كما اقر مسؤولون اميركيون بانه خلال الجهود الدبلوماسية الاخيرة لنزع فتيل الازمة الاوكرانية يبدو ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لم يكن لديه الصلاحية اللازمة للتفاوض. وتأتي المفاوضات التي استمرت اربعة ايام بعد ان اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الامل في الا يضطر الى استخدام "حقه" في ارسال قوات الى شرق اوكرانيا لحماية حقوق الناطقين بالروسية. ورأت واشنطن في ذلك اما تهديدا مبطنا بالغزو او محاولة للحصول على تغطية سياسية للتنازلات التي تم تقديمها في جنيف. كما ان اوباما هدد بعد التوصل الى الاتفاق في جنيف بفرض مزيد من العقوبات على روسيا في حال اعتبر انها لم تلتزم بتعهداتها. وتحادث اوباما هاتفيا مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل واتفقا على ان "الولايات المتحدة واوروبا على استعداد لاتخاذ خطوات اضافية في حال لم يتم نزع فتيل الازمة في المستقبل المنظور" بحسب ما قال البيت الابيض. وتحادث اوباما ايضا هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للتحقق من ان الاحداث في اوكرانيا لم تؤثر على عزيمة اوروبا بفرض عقوبات على روسيا. وموقف اوباما الحذر من اتفاق جنيف يترجم رغبة الرئيس الاميركي في حماية سمعته. فمنذ ان قرر اوباما عدم توجيه ضربات عسكرية لنظام دمشق العام الماضي اثر اتفاق ابرم مع روسيا يقضي بتعهد سوريا بتدمير اسلحتها الكيميائية تحت اشراف دولي، وصفه العديد من النقاد بالساذج ورأوا ان بوتين تلاعب بالرئيس الاميركي مرارا. وقال بريندان باك المتحدث باسم الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الاميركي جون باينر "اذا اراد الروس ان يظهروا جديتهم بشأن نزع فتيل الازمة عليهم الانسحاب من شبه جزيرة القرم". واظهر تصريح باك هشاشة اتفاق جنيف الذي لم يعالج سوى التوتر الحالي ولم يعالج مسألة وحدة اراضي اوكرانيا التي يرى محللون انها لم تعد قائمة. اما السناتور الجمهوري ماركو روبيو فرحب من جانبه باتفاق جنيف لكن بحذر. وقال "ان تصريحات الرئيس بوتين اليوم تدعو للقلق بشأن جدية روسيا في احترام وحدة اراضي اوكرانيا او في تسوية الازمة سلميا". ورأى انطون فيدياشين خبير روسيا في الجامعة الاميركية في اتفاق جنيف خطوة ايجابية. وقال "اعتقد ان كافة الاطراف ادركت ان الوضع في شرق اوكرانيا بات يخرج عن السيطرة بسرعة". واضاف "اعتقد انه كان للاعتدال والمنطق الغلبة وانه تم التمهيد لحل سياسي للازمة بدلا من تبادل الاتهامات والتهديد بفرض عقوبات على روسيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف