لأنه مسكون بحب السلطة ولن يتركها
جزائريون: وعود بوتفليقة بتسليم الشباب ذر رماد في العيون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يشكك الجزائريون في أن يفي عبد العزيز بوتفليقة بوعده بتسليم زمام القيادة للشباب، لأنه مسكون بحب السلطة، وإعادة انتخابه تكريس للأمر الواقع.
ينتظر الجزائريون أن يفي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي انتخب الخميس لولاية رابعة، بوعده تسليم السلطة للاجيال الجديدة، لكن الشباب الذين يشكلون اغلبية في البلاد يشكون في حدوث ذلك. ويقول نائب شاب معارض بلهجة لا تخلو من شك: "بوتفليقة مسكون بحب السلطة، ولن يقبل جيله ابدًا الانسحاب لترك المجال للشبان، ووعده بتسليمهم المشعل ليس سوى ذر للرماد في العيون".
أين عنصر الشباب؟
انتخب بوتفليقة (77 عامًا)، الذي يحكم البلاد منذ 15 عامًا رغم مرضه، رئيسًا لولاية رابعة منذ الدورة الاولى الخميس، وبنسبة بلغت 81,53 بالمئة من الاصوات. وخلال حملته الانتخابية، التي لم يقم بها شخصيًا، كرر مبعوثوه في التجمعات الانتخابية التأكيد على رغبته في ادخال عنصر الشباب في الطبقة السياسية، وداخل الحاشية من التكنوقراط والعسكر.
وقال عبد المالك سلال، مدير حملته الانتخابية، لوكالة الصحافة الفرنسية إن رئيس الدولة سيسلم السلطة للجيل الذي ولد بعد الاستقلال في 1962، في هذا البلد الذي تجاوز اهم قادته السبعين. لكن الوعد يثير شكوكًا، كما لاحظت صحيفة لو كوتديان دوران، التي كتبت أن البوتفليقية فازت مع نتائج اقتراع الخميس، واصفة الظاهرة بأنها ترجمة لـ "خوف من المستقبل ومن التحرك" وانعكاس لجمود محبب، يستمر بفعل نفقات اجتماعية هائلة.
واضافت الصحيفة: "مع هذا الفوز خسرنا فرصة انتقال جميل وقطيعة ناعمة، فنحن نؤجل المستقبل".
الشيتة الذهبية
كرر مبعوثو بوتفليقة أثناء الحملة الانتخابية شعارات تقدمه في صورة المنقذ الاشبه بالمقدس. وقال وزير الداخلية طيب بلعيز، لدى اعلانه النتائج الجمعة بحماس، إن بوتفليقة رفع الجزائر إلى السماء السابعة والثامنة إن كان هناك من سماء ثامنة". أما سلال، فقال مرارًا إن بوتفليقة أخرج الجزائر من الظلمات إلى النور.
واطلق متصفحون على الانترنت مسابقة "الشيتة (فرشاة الاحذية) الذهبية" لمكافأة اشد انصار بوتفليقة تملقًا. وتقول زاهية (34 عامًا)، الطبيبة في مستشفى عام: "ليس هناك أي امل في أن يتغيّر النظام الذي اقيم منذ الاستقلال خلال ولاية واحدة".
اضافت: "نحتاج إلى الكثير من السنوات لاقتلاع هذا النظام، فالتغيير كان يجب أن يبدأ بانتخاب رجل ليس مسنًا كثيرًا، ويملك كامل لياقته البدنية، وليس بوتفليقة المسن والمريض جدًا".
أثر مدمر
وكان بوتفليقة أدى واجبه الانتخابي الخميس على كرسي متحرك، واحتاج مرافقًا في الخلوة. ورأى المحلل السياسي شفيق مصباح، ضابط المخابرات السابق، أن يوتفليقة أراد اللعب على مشاعر الجزائريين الذين يأخذون بخاطر المريض.
واضاف: "رئيس الدولة لم يهتم للاثر المدمر لهذه الصورة في الخارج". من جهته، قال المحلل رشيد قريم: "لا يرى الشباب يبرزون في النظام الحالي، ومن الواضح أن اعادة انتخاب بوتفليقة تكرس الاستمرارية".
وايده المحلل رشيد تلمساني، الذي قال إن التجديد لبوتفليقة سيكرس ترسيخ الامر الواقع، "لكن عليه بالتأكيد أن يقوم بمراجعة الدستور، الذي ترتهن خطوطه الكبرى إلى صفقة أبرمت بين مختلف مراكز قوى النظام، بشأن ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة".
اضاف تلمساني: "بوتفليقة مريض، ولا يمكنه ادارة البلاد، وبعد اعادة انتخابه فإن الجزائر أصبحت بين يدي مراكز القوى التي اتخذت البلاد رهينة منذ مرضه في نيسان (ابريل) 2013".