الأسد يزور معلولا والمعارضون يشنون هجومًا مضادًا في حمص
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: زار الرئيس السوري بشار الاسد الاحد بمناسبة عيد الفصح مدينة معلولا، التي استعادها الجيش السوري من المسلحين قبل ايام، في حين شنّ هؤلاء هجومًا مضادًا على قوات النظام في مدينة حمص وسط البلاد.
وفي الفاتيكان دعا البابا فرنسيس اطراف النزاع السوري الى التحلي "بالشجاعة للتفاوض حول السلام المنتظر منذ وقت طويل جدا"، وطالبهم بالكفّ عن "استخدام القوة لنشر الموت، وخصوصًا بحق السكان العزل" وبالسماح بايصال "المساعدات الانسانية الضرورية" الى المدنيين.
وبث التلفزيون شريطا عن الزيارة وخبرًا في اسفل شاشته، قال فيه "في يوم قيامة السيد المسيح ومن قلب معلولا، الرئيس الاسد يتمنى فصحًا مباركا لجميع السوريين، وعودة السلام والامن والمحبة الى ربوع سوريا كافة"، واضافت القناة ان "الرئيس الاسد تفقد دير مار سركيس وباخوس، واطلع على اثار الخراب والتدمير، الذي لحق بالدير على يد الارهابيين".
وهذا الدير، الذي شيّد في نهاية القرن الخامس، هو اقدم دير الشرق الاوسط. وقال الاسد بحسب التلفزيون الرسمي "لا يمكن لاحد مهما بلغ ارهابه ان يمحو تاريخنا الانساني والحضاري". واضاف "ستبقى معلولا مع غيرها من المعالم الانسانية والحضارية السورية صامدة في وجه همجية وظلامية كل من يستهدف الوطن".
ونشرت على صفحة الرئاسة السورية على موقع فايسبوك صورة للاسد الى جانب رجل دين مسيحي يحمل بين يديه ايقونة للسيد المسيح والعذراء مريم لحقت بها تلفيات. كما بث التلفزيون الرسمي شريطا للرئيس السوري وهو يخاطب الجنود وعناصر جيش الدفاع الشعبي في معلولا.
وقال الرئيس بشار الاسد "لا يوجد شعب في العالم واجه الذي تواجهه سوريا اليوم". واضاف "ان تكاتفكم كمواطنين وكعسكريين في الدفاع عن البلد هو الذي حقق هذه الانتصارات والانجازات التي تمت والتي سيسجلها التاريخ العسكري والتاريخ السياسي". وتابع "سنهزم الارهاب وسنضربه بيد من حديد، وسوريا سترجع كما كانت".
وتوجه الرئيس السوري بعدها حسب التلفزيون الى قرية عين التينة المجاورة لمعلولا، حيث القى كلمة امام تجمع كان يهتف له، قال فيها "سنبني سوريا معًا، وسنحميها معًا، وسنعيدها اجمل مما كانت". وتأتي زيارة الاسد الى معلولا عشية الاعلان المتوقع عن موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا وفتح باب الترشيح. ولم يعلن الاسد بعد رسميا ترشحه، الا انه قال في مقابلة مع فرانس برس في كانون الثاني/يناير الماضي ان هنك "فرصا كبيرة" لكي يتقدم بهذا الترشيح.
واعتبر الاسد في 13 نيسان/ابريل ان الازمة المستمرة منذ ثلاثة اعوام في سوريا دخلت في "مرحلة انعطاف" لمصلحة النظام، وذلك بعدما تعرّض مقاتلو المعارضة السورية في الاسابيع الاخيرة لهزائم عسكرية، وخصوصًا في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان.
الا ان المعارضة المسلحة، التي حققت تقدما خلال الفترة الاخيرة، خصوصًا في منطقة اللاذقية، شنت هجوما مضادا الاحد على قوات الجيش التي تحاصرها في الاحياء القديمة لحمص، وحققت بعض التقدم. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ان المعارضين المسلحين "استعادوا المبادرة، وسيطروا على عدد من المباني في منطقة جب الجندلي" في حمص القديمة.
في الوقت نفسه كانت تجري معارك بين الطرفين على اطراف الاحياء القديمة، وقامت قوات الجيش بقصف المربع الاخير للمعارضة في هذه المدينة بالصواريخ والدبابات. وبدأ الهجوم المضاد للمعارضة بعدما فجّر عنصر جبهة النصرة نفسه داخل سيارة مفخخة امام حاجز للجيش السوري السبت في قطاع جب الجندلي في الطرف الشرقي من الاحياء القديمة المحاصرة.
وتمكن المقاتلون المعارضون من الدخول الى هذا الحي بعدما انسحب الجنود من الحاجز القائم فيه. واعتبر عبد الرحمن ان دخول مقاتلي المعارضة الى هذا الحي اجبر عناصر الجيش على التركيز على الدفاع عن مواقعهم بدلًا من مهاجمة المناطق التي لا تزال بايدي المعارضة المسلحة في حمص.
من جهة ثانية سقطت قذائف هاون في ساحة عرنوس قرب مجلس الشعب السوري في قلب العاصمة السورية، ما ادى الى مقتل رجل وولديه. كما اعلن المرصد ايضا ان عشرة اشخاص قتلوا في غارات جوية شنها الطيران السوري على احياء في حلب.
من جهته اعلن الرئيس فرنسوا هولاند الاحد في مقابلة مع اذاعة "اوروبا 1" ان فرنسا تملك "بعض العناصر" التي تفيد عن استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية في شمال غرب البلاد على مقربة من الحدود اللبنانية، ولكن من دون ان تملك "ادلة" على هذا الامر. وردا على سؤال صحافي عما اذا كان صحيحًا ان نظام الرئيس بشار الاسد لا يزال يستخدم اسلحة كيميائية، قال هولاند "لدينا بعض العناصر (حول هذا الامر)، ولكنني لا املك الادلة ما يعني انه لا يمكنني تقديمها".
واضاف "ما اعلمه ان هذا النظام اثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها، وفي الوقت نفسه رفضه اي انتقال سياسي". من جانبه قال وزير الخارجية لوران فابيوس "وردتنا مؤشرات ينبغي التثبت منها تفيد بوقوع هجمات كيميائية أخيرًا". واوضح ان هذه الهجمات "اقل اهمية بكثير من الهجمات التي وقعت في دمشق قبل بضعة اشهر، لكنها هجمات فتاكة للغاية وموضعية في شمال غرب البلاد على مقربة من لبنان".
وقال مصدر فرنسي قريب من الملف لوكالة فرانس برس ان "التقارير" حول هذه المعلومات "نابعة من مصادر عدة، من بينها المعارضة السورية". وفي اطار اتفاق روسي اميركي في ايلول/سبتمبر 2013 اتاح تجنب توجيه ضربة عسكرية اميركية لسوريا، التزمت دمشق تدمير ترسانتها من الاسلحة الكيميائية قبل 30 حزيران/يونيو المقبل.
وكانت منسقة البعثة المشتركة بين منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة سيغريد كاخ اعلنت السبت في بيان ان سوريا اخرجت من اراضيها او دمّرت نحو ثمانين بالمئة من ترسانتها من الاسلحة الكيميائية.