فاقمت الفكر القاعدي في المنطقة بإعدام صدّام
مشاركة بريطانيا في غزو العراق أجّجت التطرف الإسلامي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسهم دور بريطانيا في حرب العراق في زيادة تطرف الشباب المسلم داخل المملكة، بحسب دراسة، خلصت إلى أن غزو العراق أسفر عن تنمية الإرهاب الدولي، وأن التنظيمات المتشددة المنتشرة اليوم عالميًا ما كانت لتتفشى بهذا الشكل لو بقي صدّام حيًا.
كلفت العمليات العسكرية البريطانية في الخارج منذ نهاية الحرب الباردة عشرات مليارات الجنيهات الإسترلينية، أُنفقت غالبيتها على التدخلات العسكرية في العراق وأفغانستان، التي كانت تدخلات "فاشلة استراتيجيًا"، كما أفادت دراسة جديدة.
وقالت الدراسة التي أجراها المعهد الملكي للخدمات المتحدة: ما لم يعد فيه شك أن دور بريطانيا في العراق عمل على زيادة التطرف بين المسلمين الشباب في بريطانيا.
وأشار المعهد الملكي للخدمات المتحدة في دراسته إلى 100 ألف عراقي، يُقدر أنهم قُتلوا نتيجة الغزو الأميركي ومشاركة بريطانيا فيه، والى مليونين آخرين لجأوا إلى بلدان مجاورة بسبب الاحتلال.
تكاليف باهظة
بلغت أثمان هذه التدخلات 34.7 مليار جنيه إسترليني منذ عام 1990، و30 مليار جنيه إسترليني ستنفق على العناية طويلة الأمد بجنود بريطانيين قاتلوا في هذه النزاعات. وتشكل التدخلات الفاشلة في العراق ابتداء من عام 2003 وأفغانستان بعد عامين 84 في المئة من الكلفة الإجمالية لهذه العمليات.
وأعطت الدراسة لهذه التدخلات علامة 6 من 10، مشيرة إلى أن التدخلات الناجحة تشمل حرب العراق الأولى عام 1991 لطرد جيوش صدام حسين من الكويت، ومنطقة الحظر الجوي التي فُرضت على أثرها في شمال العراق، والتدخلات اللاحقة في البوسنة وحرب كوسوفو عام 1999، وسيراليون عام 2000، وعمليات نُفذت عام 2001، مؤدية إلى فرار طالبان وقيادة تنظيم القاعدة من أفغانستان.
أدرجت الدراسة ضمن التدخلات الفاشلة عملية حفظ السلام في البوسنة في أوائل التسعينات، وغزو العراق عام 2003، وما ترتب عليه، وعمليات الجيش البريطاني في إقليم هلمند في جنوب أفغانستان ابتداء من عام 2006، والغارات الجوية في ليبيا عام 2011.
دور عكسي
وقال المعهد الملكي للخدمات المتحدة إنه "لم يعد هناك أي خلاف جدي" حول أن دور بريطانيا في حرب العراق أسهم في زيادة تطرف المسلمين الشباب في بريطانيا. وخلصت الدراسة إلى "أن غزو العراق عام 2003 وبدلًا من أن يكبح جماح الإرهاب الدولي أسفر عن تنميته".
واعتبرت الدراسة "أن صعود تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية كان رد فعل على هذا الغزو، وعلى تهميش سنّة العراق لاحقًا".
وأضافت: "إن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وغيره من الجماعات الجهادية المتطرفة، التي تنتشر عبر الحدود العراقية ـ السورية، تشكل تهديدات إرهابية جديدة ضد بريطانيا وحلفائها، ربما ما كانت لتنشأ، على الأقل ليس بهذا الشكل، لو بقي صدام حسين في السلطة". وذهبت الدراسة إلى أن تصويت مجلس العموم في العام الماضي ضد التدخل في سوريا جرى "في ظل تجربة العراق".