الآلاف يتجمعون في جنوب اليمن للمطالبة بالاستقلال عن الشمال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عدن: تجمع الالاف من انصار الحراك الجنوبي الاحد في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، وفي المكلا، عاصمة محافظة حضرموت الجنوبية، للمطالبة بـ"الاستقلال" عن الشمال ورفض الدولة الاتحادية التي تقرر اقامتها في اليمن، وذلك بمناسبة الذكرى العشرين لاندلاع الحرب الاهلية بين شطري البلاد.
وفي المكلا تجمع الالاف في ساحة كورنيش المكلا آتين من محافظات جنوبية عدة، ويمثلون فصائل عدة، وذلك تلبية لدعوة اطلقها رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي السلمي حسن باعوم، وقد رفعوا اعلام دولة الجنوب السابقة وصورة للزعيم الجنوبي باعوم.
ورفع المشاركون لافتات كتب على بعضها "حضرموت الجنوب، الجنوب حضرموت"، في اشارة الى وحدة الصف الجنوبي. وكتب على لافتات اخرى "الاستقلال مطلبنا" و"27 ابريل 94م نظام علي عبدالله الحرب على الجنوب". وردد المتظاهرون شعارات رافضة لنتائج الحوار الوطني الذي قرر تحويل اليمن الى دولة فدرالية من ستة اقاليم، اربعة في الشمال واثنان في الجنوب، واطلقوا هتافات من بينها "اقسمنا بالله اقسمنا، صنعاء لا يمكن تحكمنا".
وقال خالد الكثيري رئيس "اللجنة الإعلامية لمليونية 27 أبريل في المكلا" في تصريح لوكالة فرانس برس ان "هذه الفعالية تقام إحياء للذكرى المشؤومة لإعلان الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح الحرب واجتياح أراضي الجنوب في مثل هذا اليوم قبل عشرين عاماً".
واضاف ان "هذه الجماهير تداعت من كافة مناطق الجنوب لتعيد إلى الاذهان هذه الذكرى المشؤومة وتنبه الارادة الدولية والدول الراعية للمبادرة الخليجية أن للجنوب قضية وطنية تتعلق بالهوية والسيادة الوطنية على اراضي دولة الجنوب السابقة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
واكد الكثيري ان "أي مبادرة دولية ومخرجات للتسوية بالمنطقة لا تراعي حق الجنوب في التحرير واستعادة الدولة فمن الطبيعي أن تجد شعب الجنوب يجسد هذه الملاحم المليونية تعبيرًا عن رفضه القطعي لأي مشاريع منقوصة لا تقر بحقه الشرعي والقانوني في التحرير واستعادة سيادته على ارضه وحياضه الوطنية".
من جانبه قال الناشط السياسي ناصر باقزقوز الذي شارك في التظاهرة "نحن انصار مكون مؤتمر القاهرة شاركنا في التظاهرة لان هذه الذكرى نريد من خلالها ايصال رسالة للعالم مفادها اننا واقعون تحت وطأة احتلال منذ اعلان علي عبدالله صالح الحرب علينا في 27 ابريل 1994م وحتى يومنا هذا".
وجاء في بيان اصدره منظمو هذه الفعالية "ندعو قبائل الجنوب إلى توحيد صفوفها وتنسيق جهودها لمواجهة الاحتلال وقواه الباغية"، مؤكدين أن "خطوة مطلوبة كهذه ستوفر رافدا عظيما لمواكب الثورة السلمية التحررية الجنوبية المباركة".
وجدد البيان التأكيد على أن "تجذير الهوية الجنوبية واحباط كل محاولات تكريس الحاق الجنوب بالهوية اليمنية واجهاض كل المشاريع التي يراد من خلالها تحسين شروط الاحتلال، بات المنطلق لتحصين ثورتنا والبلوغ بها إلى حيث الانتصار لأهدافها التحررية العظيمة".
وكان الرئيس السابق علي عبدالله صالح اعلن في 27 نيسان/ابريل 1994 الحرب لسحق محاولة جنوبية للانفصال عن الشمال بعد اربع سنوات فقط من الوحدة الطوعية التي دخل فيها الشمال والجنوب في ايار/مايو 1990. وتمكن نظام صالح من الابقاء على الوحدة، فيما ظل الجنوبيون يشكون من التهميش.
كما تظاهر الالاف من انصار الحراك الجنوبي في مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن لاحياء الذكرى نفسها حسبما افاد شهود عيان وكالة فرانس برس. وتجمع المتظاهرون في شارع مدرم حي المعلا رافعين اعلام انفصالية ومناوئة للوحدة اليمنية. وذكر الشهود ان المشاركين رددوا هتافات "لا عدن لا حضرموت، ننتصر او نموت"، في اشارة الى رفض تقسيم الجنوب الى اقليمين ضمن مخرجات الحوار الوطني الشامل.
وقال ناشطون في الحراك الجنوبي ان "قوات الامن في مدينة عدن منعتنا من الوصول الى ساحة العروض بخور مكسر ونشرت مركبات امنية في محيطها، مما اضطر انصارنا لنقل الفعالية الى شارع المعلا"، متهمين عناصر الشرطة باعتقال عدد من النشطاء مساء امس السبت من دون ان يحددوا عددهم.
من جانبه قال مصدر امني عبر الهاتف لفرانس برس "ان اللجنة الامنية منعت انصار الحراك الجنوبي نظرا إلى حساسية المكان في خور مكسر كونه يحتضن مقار امنية وعسكرية ومكاتب القنصليات ومنظمات اجنبية واخرى تابعة للامم المتحدة، مؤكدا ان اللجنة الامنية حددت لهم ساحة الهاشمي او استاد 22 مايو لإقامة الفعالية والالتزام بعدم اثارة الشغب.
وقاطعت غالبية مكونات الحراك الجنوبي الحوار الوطني الذي عقد بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي وضع حدا لحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واختتم في نهاية كانون الثاني/يناير. ووضع الحوار خارطة طريق لتحويل البلاد الغارقة في العنف والفقر الى دولة اتحادية مستقرة.
وارسى الحوار مبدأ المناصفة بين الشمال والجنوب في جميع هيئات المرحلة الانتقالية، بالرغم من التفوق العددي الكبير للشماليين.
وتقوم لجنة شكلها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي المتحدر من الجنوب بصياغة دستور جديد يتضمن المبادئ العامة التي حددها مؤتمر الحوار الوطني، وابرزها تحويل اليمن الى دولة اتحادية من ستة اقاليم.
ويفترض ان يتم الاستفتاء على الدستور الجديد في غضون سنة، وان تنظم انتخابات عامة ورئاسية بعد ذلك. وسيبقى عبد ربه منصور هادي رئيسا الى حين انتخاب رئيس جديد.