أخبار

سنة العراق يقترعون لوضع حد لتهميشهم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: لو لم يكن مضطرا للعمل، لفضل ابو نور عدم مغادرة منزله المتواضع في منطقة الاعظمية في بغداد خوفا من ان يتعرض مرة جديدة للاعتقال على ايدي القوات الامنية العراقية.

ويقول ابو نور (54 عاما) الملتحي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه متحدثا لوكالة فرانس برس "اذهب للعمل وارجع للبيت، لا اكثر" ، مضيفا ان الحديث عن عملية اعتقاله "يشعرني بالمرض". وقالت زوجته ام نور وهي تروي لحظات اعتقاله "استيقظت من النوم بعدما سمعت ضجة، ونزل ابو نور لتفقد ما يحدث، فاعتقله حينها جنود مع ابني وابن اخيه وضربوهم". واشارت الى انها خرجت الى الشارع من دون ان تضع حجابا على رأسها تناشد الجنود اطلاق سراحهم، "لكن الرجال الثلاثة لم يرجعوا الا بعد ثلاث ساعات من الاعتقال دون اي مبرر". وبالنسبة الى ابو نور، فان الجنود الذي يفرضون اجراءات امنية مشددة في الاعظمية في بغداد حيث تسكن غالبية من السنة، اعتقلوا لكونهم سنة فقط. ويقول "بالنسبة لهم (الجنود) كل السنة كفار (...) وبعثيون صداميون"، في اشارة الى حزب البعث المنحل. وحكم السنة الذي يمثلون بين 30 الى 35 بالمئة من سكان العراق البلاد لعقود طويلة قبل الاطاحة بنظام صدام حسين في اجتياح العام 2003 لتتولى عقب ذلك الغالبية الشيعية مقاليد الحكم. ومنذ سقوط نظام صدام، يشعر السنة بانهم يتعرضون للتهميش خصوصا في الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي الذي يتطلع الى ولاية ثالثة بعد الانتخابات التشريعية المقررة الاربعاء. وتتزايد مظاهر التوتر الطائفي في العراق، وقد تحولت بعيد الانسحاب الاميركي نهاية 2011 الى محل جدل سياسي بين رئيس الوزراء الشيعي وخصومه وبينهم من يتمثلون في الحكومة. في موازاة ذلك، يفرض مسلحون من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" سيطرتهم على مناطق بينها مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في محافظة الانبار الى جانب مسلحين اخرين ينتمون الى عشائر محلية تقاتل الجيش منذ مدة طويلة. ويقول ابو نور "هؤلاء لا يمثلون الجيش العراقي، انهم هنا لايذاء الناس"، في اشارة الى الجنود العراقيين، بينما ترى ام نور ان "العراق ، كل العراق يعاني من افعالهم، السنة والشيعة والاكراد". وغالبا ما توجه منظمات انسانية ودبلوماسيون انتقادات الى قوات الامن العراقية. وقال ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف في ايلول/سبتمبر الماضي بان هناك حاجة "الى تدريب واسع بخصوص حقوق الانسان" لدى القوات الامنية. ويضم الجيش العراقي الكثير من الاكراد والسنة، لكنه يبقى في وجهة نظر ابو نور وزوجته واجهة عسكرية للسلطة التي قبض عليها الشيعة. وترى ماريا فانتابي من "مجموعة الازمات الدولية" انه "بعد الانتخابات، لابد من اعادة التفاوض بخصوص اعداد السنة بين قوات الامن". ورغم الحظوظ الكبيرة لدى المالكي في الحصول على ولاية ثالثة، الا انه يبدو من الصعب على السنة ان يصوتوا له. ويخوض المالكي الانتخابات التشريعية الاربعاء من دون منافس واضح داخل الطائفة الشيعية، على عكس الانتخابات السابقة التي شهدت معركة بينه وبين اياد علاوي حبست انفاس الناخبين والمراقبين منذ اللحظات الاولى لفتح صناديق الاقتراع. ويرمي المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 بثقله السياسي في هذه الانتخابات وعينه على الولاية الثالثة معتمدا على صورة رجل الدولة القوي التي يروج لها مؤيدوه في مواجهة التهديدات الامنية، رغم اخفاقات حكومته في تحسين الخدمات والحد من الفساد. لكن فانتابي ترى ان تركيز الحكومة على تنفيذ عمليات عسكرية في المناطق السنية وزيادة الاعتقالات وتسريع تنفيذ احكام الاعدام، "زاد من استياء السنة في البلاد". واعرب ابو نور عن امله بتغيير اوضاع البلاد، قائلا "ساذهب لاصوت لتغيير كل هذا، والا سارحل (من العراق)".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف