قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت:&لا يمكن فصل عودة السفير السعودي علي عواض العسيري إلى مقر عمله في بيروت بعد غياب دام بضعة اشهر، عن الظروف التي أملت هذا الغياب، ثم عادت لتملي عودته، فعسيري ومعه غالبية الرعايا السعوديين والخليجيين العرب، غادروا لبنان بناء على طلب حكومات بلدانهم في ذروة تصاعد الأزمة السورية، وما رافقه في تفجيرات وتوترات أمنية على الساحة اللبنانية، وكذلك في ذروة تصاعد المواجهات بين النظام السوري والدول الداعمة للمعارضة السورية والعسكرية.&ولكن عودة العسيري الآن جاءت بعد النجاح في تأليف حكومة الرئيس تمام سلام بعد تعثر دام اكثر من عشرة اشهر، ومن ثم تنفيذ خطط امنية فعالة في مناطق طرابلس والشمال والبقاع، وتوقف التفجيرات والاشتباكات المسلحة التي كانت تشهدها هذه المناطق، ومناطق لبنانية أخرى من حين إلى آخر، بفعل تداعيات الازمة السورية وانقسام القوى السياسية اللبنانية حولها بين مؤيد للنظام ومؤيد للمعارضة .وقد تفاءلت الاوساط السياسية والاقتصادية والامنية والشعبية اللبنانية بعودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى بيروت ووجدت في هذه العودة مؤشرا على تطورات اقليمية ودولية ما حصلت وهي تصب في اتجاه توسيع دائرة الاستقرار اللبناني، وترجمة ما يعلن من حرص اقليمي ودولي على هذا الاستقرار عملياً، بغض النظر عن المصير الذي ستؤول اليه الازمة السورية، وما تلقيه من اعباء على لبنان، خصوصا على مستويي الأمن والنزوح السكاني، حيث بلغ عدد النازحين السوريين حتى الان ما يبرو على مليون ونصف مليون نازح بما يشكل ثلث عدد سكان لبنان.&وقال مرجع سياسي بارز لـ"إيلاف" إن أول ما يمكن توقعه من عودة سفير المملكة العربية السعودية، بما تمثل من ثقل كبير على كل المستويات اقليميا ودوليا، أن الرعايا العرب الخليجيين عائدون إلى لبنان، خصوصا مع بداية فصل الصيف لان هذه العودة تعني أن المملكة باتت مطمئنة إلى مستقبل الوضع الامني في لبنان، واطمئنانها، هذا ينعكس اطمئنانا لدى بقية دول مجلس التعاون الخليجي، ما يدفع المسؤولين اللبنانيين إلى توقع موسم سياحي ناجح هذه السنة من شأنه ان ينعكس ايجابا على الدورة الاقتصادية التي تشهد ركودا مخيفا، منذ اندلاع الحرب في سوريا . كذلك يتوقع هؤلاء المسؤولون ان تكون عودة السفير عسيري مؤشرا على دخول لبنان والمنطقة في مرحلة جديدة ربما تكون اسسست لها تفاهمات اقليمية ودولية، حصلت او هي قيد الحصول، ستؤدي إلى ايجاد حلول لازمات المنطقة بدءا من سوريا.&بعض المراجع السياسية، تقول إن عودة عسيري لا تنفصل عن أجواء المفاوضات الأميركية ـ الايرانية ولا الجارية ولا عما يحكى عن تطورات بدأت تشهدها العلاقات السعودية ـ الايرانية بعد تعييين السفير الجديد لخادم الحرمين الشريفين في طهران، ومبادرة هذا السفير إلى تسليم الرئيس الايراني السابق والرئيس الحالي لمجلس الخبراء ومجلس تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني الذي تربطه علاقة متينة بخادم الحرمين الشريفين دعوة رسمية لزيارة المملكة العربية السعودية.&وفي هذا السياق لا يخفي ديبلوماسي ايراني في بيروت سروره وترحيبه بعودة السفير السعودي، ويشير إلى ان التعاون المثمر القائم بينه وبين السفير الايراني غضنفر ركن ابادي، وهو تعاون ساهم في مراحل عدة في التخفيف من حدة الازمة الداخلية اللبنانية.&ويؤكد وزير لبنان رفض الكشف عن إسمه ان ولادة الحكومة التي تعثرت لأكثر من عشرة اشهر، ما كانت لتتم، لولا حصول تفاهم &سعودي ـ ايراني، وان عودة السفير عسيري إلى بيروت هي من نتاج هذا التفاهم الذي سيستمر، ويكتمل فصولا في مرحلة لاحقة، وربما سيكون انجاز انتخاب رئيس جمهورية جديد هو الحلقة التي ستتوجه، في الوقت الذي سيكون التفاهم الاميركي - الايراني قد حصل حول الملف النووي و بدأ البحث في الملفات الاقليمية الاخرى وعلى راسها ملف علاقات ايران بدول الجوار وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، إذا ن الادارة الاميركية لا يمكنها ان تعقد اتفاقا مع ايران، بمعزل عن الرياض ذات الثقل والوزن الكبيرين المؤثرين بشدة على الساحات العربية والاقليمية والدولية.&وتتفاءل بعض المراجع السياسية باحتمال ان تؤدي عودة السفير السعودي إلى تعجيل التفاهمات المطلوبة لانتخاب الرئيس اللبناني الجديد قبل 24 ايار (مايو) الجاري حيث تنتهي ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان، بما يجنب لبنان الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية. لكن المملكة تتخذ موقفا تقف فيه على مسافة واحدة من الجميع، وترحب بأي رئيس يتفق عليه اللبنانيون، وهذا الموقف يسمعه كل من يزور الرياض هذه الايام، وهي بغض النظر عن علاقة الصداقة التي تربطها بهذا المرشح الرئاسي او ذالك فإنها ترغب في ان ينتخب مجلس النواب اللبناني الرئيس الذي يجتمع حوله كل ابناء الشعب اللبناني، وان المملكة كانت ولا تزال وستبقى حريصة على وحدة لبنان وامنه واستقراره، وتقف إلى جانب جميع اللبنانيين في كل يرونه خيرا لبلدهم.&وترى هذه المراجع ان كل المؤشرات تدل حتى الآن إلى ان الاستحقاق الرئاسي يحتاج إلى معجزة حتى ينجز قبل 24 أيار (مايو )الجاري، لأن التباعد ما زال قائماً، لكن هناك فريقا من السياسيين لا يسقط احتمال حصول هذه المعجزة ـ التفاهم في الايام الفاصل عن ذلك الموعد ، وتدعو هذه المراجع إلى مراقبة الاتصالات واللقاءات التي سيعقدها السفير عسيري في الايام المقبلة من اجل استكشاف الابعاد والحيثيات التي املت عودته إلى مقر عمله في بيروت، وهي ابعاد وخلفيات لا يمكن فصلها عن التطورات اللبنانية الداخلية ولا عن التطورات الاقليمية والدولية التي لم تنته فصولا بعد في لبنان والمنطقة.&