الغارات على حلب اوقعت الفي قتيل بين المدنيين في خمسة اشهر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: قتل حوالى الفي مدني بينهم اكثر من 500 طفل منذ بداية العام في غارات ينفذها النظام السوري غالبيتها بالبراميل المتفجرة على منطقة حلب، فيما تستمر حملة القصف قبل ثلاثة ايام من الانتخابات الرئاسية على الرغم من تنديد المنظمات الدولية.
وجاء في بريد الكتروني للمرصد السوري لحقوق الانسان صدر الجمعة "بلغ 1963 شهيداً عدد المواطنين المدنيين الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهادهم جراء القصف بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي، على مناطق في مدينة حلب وريفها منذ مطلع العام الجاري وحتى ليل 29 أيار/مايو".
واوضح ان القتلى يتوزعون بين "567 طفلا دون سن الثامنة عشرة، و283 مواطنة، و1113 رجلا فوق سن الثامنة عشرة".
ولا يشمل هذا الاحصاء القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة الذين غالبا ما تستهدفهم الغارات الجوية.
وظلت مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية سابقا لسوريا، في منأى عن اعمال العنف حتى بداية صيف 2012، عندما اندلعت فيها المعارك، وباتت القوات النظامية وفصائل المعارضة المسلحة تتقاسم السيطرة على احيائها.
ومنذ منتصف كانون الاول/ديسمبر، يشن الطيران الحربي والمروحي السوري غارات مكثفة شبه يومية على مناطق سيطرة المعارضة في المدينة وريفها. ونددت منظمات دولية ودول بهذه الحملة. ويقول ناشطون انها تهدف الى اخضاع المدينة بالنار، بعد ان تمكن النظام من طرد مقاتلي المعارضة من مناطق اخرى في البلاد عبر حصارها لاشهر طويلة، ما تسبب بنقص المواد الغذائية والطبية وقبول المقاتلين فيها بوقف القتال وبتسويات مع النظام بهدف فك الحصار.
والبراميل المتفجرة عبارة عن خزانات صغيرة او عبوات غاز فارغة تملأ بمتفجرات وبقطع حديدية، وتقوم بالقائها طائرات مروحية. وبالتالي، هي غير مزودة باي نظام توجيه يتيح تحديد اهدافها بدقة.
واشار المرصد في بيان الى انه ينشر هذه الحصيلة "قبل ثلاثة أيام من مهزلة الانتخابات الرئاسية، (...) كنموذج عن جرائم الحرب التي ترتكب في سوريا، وإنجازات الرئيس بشار الأسد" المتوقع بقاؤه في سدة الرئاسة بعد لانتخابات.
وجدد الدعوة الى احالة "ملفات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا إلى محاكم دولية مختصة".
وقال المدير المساعد لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" في الشرق الاوسط وشمال افريقيا نديم حوري في نيسان/ابريل ان "الرئيس الاسد يتحدث عن انتخابات، لكن بالنسبة الى سكان حلب، الحملة الوحيدة التي يشهدون عليها هي حملة عسكرية من البراميل المتفجرة والقصف الذي لا يميز".
وستقتصر الانتخابات المقررة الثلاثاء المقبل على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا. وكان السوريون المقيمون في الخارج ادلوا باصواتهم الاربعاء في 43 سفارة في الدول التي سمحت باجراء الانتخابات، كون دول عديدة داعمة للمعارضة السورية رفضت تنظيم الانتخابات التي تصفها ب"المهزلة"، على ارضها.
ودعا الجيش السوري الحر الى مقاطعة الانتخابات.
وقال رئيس هيئة الاركان العليا في الجيش الحر العميد عبد الاله البشير في شريط مصور توجه به الى السوريين، "ان مسرحية الانتخابات التي ينوي نظام الاسد اجراءها (...) هي استمرار مبتغى، وحتى من دون اي جهد يذكر لجعلها تبدو مختلفة للاستفتاءات السابقة".
واضاف "ايها السوريون ان الشعور بالمسؤولية التاريخية والاحساس بالمواطنة الحقة وتحسس المخاطر التي تتهدد مستقبل سوريا والسوريين
تقتضي افشال هذه المسرحية الرخيصة وذلك عبر الامتناع عن المشاركة في اي فصل من فصولها".
وتتابع المعارضة السورية وحلفاؤها في العالم الانتخابات الرئاسية بغضب لكن مع عجز كامل في منع بقاء بشار الاسد في منصبه، وهو المطلب الذي قامت من اجله "الثورة" قبل ثلاث سنوات.
ففي حين تحصل دمشق على دعم سياسي ثابت، بالاضافة الى مساعدات ضخمة اقتصادية وعسكرية ومالية من روسيا وايران، يقتصر الدعم الغربي للمعارضة المسلحة على كمية محدودة من "الاسلحة غير الفتاكة" والتجهيزات الطبية، فيما قدمت تركيا وقطر والسعودية كميات من الاسلحة بشكل غير منتظم ومحدود، غير قادرة على الوقوف في وجه ترسانة النظام.
واعتبر علي اكبر ولايتي مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الاعلى للجمهورية الايرانية اية الله علي خامنئي "ان شاء الله الانتخابات في سوريا ستتم دون مشاكل".
وقال ولايتي لوكالة الانباء الايرانية الرسمية الجمعة "هذه الانتخابات ستعزز شرعية حكومة الاسد ... لان شعبه ادرك انه حال دون تفكك سوريا او تعرضها للاحتلال".
من جهته، اعتبر البابا فرنسيس الجمعة ان سوريا هي اليوم ضحية "عولمة اللامبالاة"، وان المسيحيين يواجهون مسألة "بقائهم" في الشرق الاوسط، طالبا من المنظمات الكاثوليكية تقديم مساعدات من دون اي تفرقة دينية.
وقال البابا في رسالة مؤثرة موجهة الى المشاركين في لقاء لتنسيق المساعدات المرسلة الى سوريا، انه بعد ثلاث سنوات من الحرب في سوريا "بات هناك خطر تناسي العذابات التي لا توصف" للشعب السوري.
ويوما بعد يوم، تزداد المأساة الناتجة عن الحرب المدمرة في سوريا.
واشار تقرير صادر عن الامم المتحدة وزع الخميس الى ان النزاع اغرق البلاد في وضع اقتصادي مأساوي، اذ بات نصف السكان يعانون من الفقر، بينما النظامان التربوي والصحي مرهقان.
وفي بيان وزع في بيروت الجمعة عن بعثة الاتحاد الاوروبي، قالت المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جيورجيفا حول الوضع السوري، "خلف صور الحرب والدمار تحتدم الحرب الصامتة. وليس المدنيون ضحايا لهجمات قذائف الهاون وتفجير البراميل وتبادل إطلاق النار فقط، فهم يعانون أيضا من العواقب طويلة الأمد للصراع الذي خلف العديد من الأشخاص غير القادرين على الحصول على الرعاية الطبية الأساسية".
واشارت الى ان حوالى مئتي الف سوري لقوا مصرعهم منذ بدء النزاع "نتيجة الأمراض المزمنة بسبب نقص فرص الحصول على العلاج والأدوية"، مشيرة الى ان هذا الرقم "يفوق العدد المقدر للأشخاص الذين لقوا حتفهم كنتيجة مباشرة للحرب"، وهو 162 الف قتيل.
من جهة اخرى، اعلنت الولايات المتحدة الجمعة ان مواطنا اميركيا نفذ تفجيرا انتحاريا داخل سوريا، في تاكيد لمزاعم معارضين اسلاميين مسلحين يقاتلون النظام السوري.
الا ان المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بساكي لم تكشف عن مزيد من التفاصيل عن الانتحاري الذي قالت صحيفة نيويورك تايمز انه شاب في العشرينات من العمر من اصل شرق اوسطي من ولاية فلوريدا.
كما خطف عناصر من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" حوالى مئتي مواطن كردي من بلدة في ريف حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة.
وقال المرصد في بريد الكتروني ان "مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام خطفوا يوم أمس (الخميس) ما لا يقل عن 193 مواطنا كرديا تتراوح أعمارهم بين 17و70 عاماً من بلدة قباسين في ريف مدينة الباب في محافظة حلب".