أخبار

لأن الأطفال السوريين يستحقون كل اهتمام وعناية

الشيخة بدور القاسمي تطلق مبادرة "إقرأوا لأطفال سوريا"

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أطلقت الشيخة بدور القاسمي مبادرة "إقرأوا لأطفال سوريا"، أثناء زيارتها المخيم الإماراتي الأردني في مريجيب الفهود في الأردن، واطلاعها على أحوال الأطفال اللاجئين السوريين هناك.

إيلاف من دبي: أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، الرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين رئيس اللجنة المنظمة لمشروع ثقافة بلا حدود، أن معاناة الأطفال اللاجئين السوريين تتطلب تعاونًا دوليًا حقيقيًا لمساعدتهم على تجاوز الظروف الاستثنائية التي يمرون بها، ومعايشة الواقع الموقت الذي يعانون منه في مخيمات اللجوء، ومنحهم الثقة بمستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم.

يستحقون العناية

جاء ذلك خلال زيارة قامت بها القاسمي إلى المخيم الإماراتي الأردني في مريجيب الفهود في الأردن، ورافقها خلالها هادي حمد الكعبي مدير المخيم الإمارتي الأردني وأعضاء وفد الشارقة، وأطلقت خلالها مبادرة الشارقة الثقافية "اقرأوا لأطفال سوريا" التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وثقافة بلا حدود، بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي.

ودعت القاسمي العالم أجمع إلى الالتفات نحو الأطفال الذين يعيشون في ظل أزمات وظروف صعبة، وقالت: "الأطفال السوريون، وغيرهم من الأطفال الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة حول العالم، يستحقون منا جميعًا الاهتمام والعناية، والأخذ يأيديهم نحو المستقبل"، مؤكدة أن الكتاب والقراءة للأطفال في ظل الأزمات هي بنفس أهمية وضرورة الغذاء والدواء.

وأضافت: "تهدف هذه الزيارة إلى مؤازرة الأطفال السوريين وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لهم من خلال الكتاب والقراءة، حيث نؤمن بحق كل طفل في هذا العالم بالوصول إلى الكتاب، وأن يكون قارئًا بغض النظر عن الظروف التي يعيشها، كما نسعى إلى تعزيز فكرة العلاج بالقراءة وتفعيلها واستمراريتها لضمان التحفيز الروحي للأطفال، وتشجيع النظرة الإيجابية لديهم من خلال القراءة والثقافة، مشيرة إلى أن الأمل هو الشيء الوحيد الذي يبعد عنا اليأس والعجز، وأن القراءة والقصص لها دور كبير في تخفيف الضغوط النفسية ومنح الأطفال الأمل، والدافع، والإلهام ومساعدتهم على التخيل وخلق واقع بديل يلهمهم الصبر أملًا بمستقبلٍ أفضل".

تعزيز الروح الإيجابية

وثمنت القاسمي جهود إدارة المخيم الإماراتي الأردني وجمعية الهلال الأحمر الإماراتي، في تقديم العون الإنساني للاجئين السوريين، والتخفيف من معاناتهم، وتوفير الرعاية والإيواء والإعانة لهم، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تركز على دعم اللاجئين الأطفال، "لكنها في نفس الوقت تهدف إلى تعزيز الأمل وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لكل المقيمين في المخيم".

واستهلت الجولة في المخيم بزيارة إحدى الورش التدريبية التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وثقافة بلا حدود للمدرسين وأولياء أمور الأطفال المقيمين في المخيم، حول العلاج بالقراءة وتوظيف الكتاب والقراءة في التخفيف من الضغوط النفسية التي تعرض لها الأطفال، وتعزيز الروح الإيجابية لديهم.

ودعت الشيخة بدور خلال لقائها الأهالي المشاركين في الورشة التدريبية إلى أن يكونوا مصدر الإلهام للأطفال على قراءة الكتب، لإدخال الفرحة والسعادة إلى قلوبهم حتى لو لبعض الوقت، مؤكدة أن القراءة ستساعدهم على رؤية أشياء مختلفة جميلة والتفكير بها، كما أنها قد تفتح لهم آفاقًا جديدة لمستقبل أفضل ما بعد نهاية هذه الأزمة".

القلب الكبير

وافتتحت القاسمي مكتبة الأطفال، والتي أطلق عليها اسم "القلب الكبير" وتحتوي& 3000 كتاب، وهي الأولى من نوعها في مخيمات اللاجئين السوريين في المنطقة، حيث تم اختيار الكتب من قبل المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وثقافة بلا حدود بعناية شديدة ليتم الاستفادة منها في القراءات العلاجية، وتهدف إلى المساهمة في علاج العديد من المشكلات والسلوكيات التي يعاني منها الأطفال هناك.

وقدمت القاسمي خلال افتتاحها المكتبة جلسة قرائية لمجموعة من الأطفال الذين حضروا للتعبير عن فرحتهم بافتتاح المكتبة، حيث قرأت لهم كتاب "ما هو لون الحب" الصادر عن دار كلمات للنشر، وهو يعبر عن المحبة والتفاؤل والأمل، ودعتهم إلى الاستمتاع بقراءة الكتب التي ستكون متاحة أمامهم على مدار أيام العام.

وشهدت الزيارة عددًا من الفعاليات التي تم تنظيمها في المخيم، بالتعاون مع بيت الحكايات والموسيقى من الأردن بحضور عدد كبير من الأطفال وأولياء أمورهم، والتي تضمنت مجموعة من القراءات القصصية مع الموسيقى والرسم على الوجه للأطفال، وتضمنت القراءات قراءة قصصية لكتاب "طيري يا طيارة"، الفائز بجائزة اتصالات لكتاب الطفل للعام 2011، والذي يتحدث عن سعادة الإنسان.

تخطي الأزمات

ورحب هادي حمد الكعبي، مدير المخيم الإماراتي الأردني، بزيارة القاسمي والوفد المرافق لها، وأكد أن مثل هذه الزيارات تسعد المقيمين في المخيم، وتمنحهم الأمل بوجود متابعة متواصلة لقضيتهم.

وأضاف: "تعكس زيارة الشيخة بدور القاسمي والوفد المرافق لها اهتمام القيادة الإماراتية الدائم بالعمل الخيري وأيضًا بالثقافة والعلم، وحرصها على تحسين ظروف حياة الأطفال في كافة أنحاء العالم، والحفاظ على كرامتهم وحقوقهم الإنسانية، وتشكل مبادرة الشيخة بدور بتنفيذ عدد من الفعاليات الثقافية والترفيهية لأطفال المخيم، دعمًا كبيرًا وضروريًا للأطفال الذين تأثروا بالأزمة السورية، وستمنحهم الفرصة للنظر بإيجابية إلى واقعهم ومستقبلهم، ومساعدتهم على الاستقرار النفسي الضروري لتجاوز هذه المحنة".

وقالت مروة عبيد العقروبي، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: "نأمل في أن تساهم هذه المبادرة في مساعدة الأطفال السوريين اللاجئين في كل مكان، نظرًا لدورها في تسليط الضوء على قضيتهم أمام المجتمع الدولي، والتخفيف من الضغوط النفسية التي يتعرضون لها، من خلال نشاطات ترفيهية وثقافية ستصبح جزءًا من حياتهم الجديدة في المخيم وحتى العودة إلى أوطانهم بسلام".

وأضافت أن الكتاب يعتبر أحد أهم وسائل المساعدة للشعوب في تخطي الأزمات الكبيرة، والنهوض من جديد نحو المستقبل، ولذلك تم التركيز على أن يكون الكتاب& محور الفعاليات التي تضمنتها هذه المبادرة.

بيت الحكايات والموسيقى

وأشار راشد محمد الكوس، مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود، إلى أنه سيتم التعاون مع إدارة المخيم وعدد من الجهات الثقافية والتربوية في الأردن لمتابعة تنفيذ برامج وفعاليات المبادرة على مدار العام، ومن بينها "بيت الحكايات والموسيقى"، الذي سيقوم بتنفيذ عدد من الورش التدريبية والقراءات القصصية التي تدور حول القراءة العلاجية، للأطفال والمدرسين وأولياء الأمور.

وأضاف: "يتمثل أحد أبرز أهداف هذه المبادرة في تقديم الدعم الثقافي والنفسي والمعنوي للأطفال السوريين وذويهم في المخيم الإماراتي الأردني، ولذلك ستتم إقامة فعاليات وأنشطة على مدار العام في المخيم لإضفاء أجواء مرحة على الأطفال وعائلاتهم، تدخل السعادة إلى نفوسهم، وتجعلهم أقدر على تجاوز الصعوبات التي مروا بها".

وأعربت ربيعة الناصر، مؤسسة بيت الحكايات والموسيقى، عن سعادتها بزيارة القاسمي إلى المخيم، وبإطلاق هذه الفعاليات التي تعكس اهتمام إمارة الشارقة الدائم بالعمل الثقافي الداعم للطفل العربي في كل مكان.

وقالت: "يسعدنا أن نكون جزءًا من هذه الجهود الإنسانية التي أطلقتها الشيخة بدور القاسمي لإحداث تغيير حقيقي في حياة الأطفال المقيمين بالمخيم الإماراتي الأردني، حيث يحتاج الأطفال الذين يمرون بمثل هذه الظروف الصعبة إلى النشاطات المرحة والمسلية التي ترسم السعادة والفرح على وجوههم، وتجعل أوقاتهم مفيدة ومرحة".

رفع المعاناة

وكانت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قد أطلقت حملة القلب الكبير في20 حزيران (يونيو) 2013، تزامنًا مع اليوم العالمي للاجئين، لدعم ومؤازرة الأطفال اللاجئين السوريين، انطلاقًا من الجهود الهادفة إلى مناصرة ودعم الأطفال في أنحاء العالم، واعترافًا بأهمية رفع المعاناة عن الأطفال المضطهدين والمحرومين من الرعاية الاجتماعية، وضرورة المطالبة بحقهم في الحصول على الرعاية الصحية، والخدمات التعليمية، والطفولة السليمة والمستقبل الآمن، ومنحهم الأمل بحياة أفضل ومستقبل آمن.

وافتتح المخيم الإماراتي الأردني في أيار (مايو) 2013 على مساحة 250 دونمًا في مرحلته الأولى التي تستوعب 5000 لاجئ، وبتكلفة ناهزت 37 مليون درهم إماراتي، وتم تخصيص 13 ألف دونم للتوسعات المتوقعة مع زيادة أعداد اللاجئين السوريين مستقبلًا، ومع اكتمال المراحل الخمس للمخيم، ستصل طاقته الاستيعابية إلى 25 ألف لاجئ.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف