أخبار

واشنطن تحذر من "خيارات صعبة" في المحادثات النووية مع ايران

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأ الممثلون الاميركيون والايرانيون الثلاثاء اليوم الثاني والاخير من المحادثات حول البرنامج النووي الايراني، فيما تجري طهران في الايام المقبلة سلسلة محادثات ثنائية مع فرنسا وروسيا والمانيا.

وتجري المحادثات بعيدا عن الاعلام في فندق الرئيس ويلسون على الضفة الشمالية لبحيرة ليمان، اذ منع الصحافيون من دخوله، ولم يتسرب شيء حول اللقاء، الذي استمر خمس ساعات الاثنين. والتقى الممثلون الايرانيون والاميركيون صباح الثلاثاء على ان تستمر محادثاتهم طوال النهار. وكان الايرانيون اعلنوا السبت عن لقاء جنيف، ثم اكدته وزارة الخارجية الاميركية لاحقا.

وهي المرة الاولى التي يخوض الايرانيون والاميركيون محادثات مباشرة ثنائية رسمية منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 35 عاما اثر عملية احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران. وعقد الطرفان لقاءات عدة، منذ ذلك الحين لكن ليس بهذا الشكل الثنائي الرسمي. وجرت محادثات في 2013 في سلطنة عمان، لكن لم يكشف عنها الطرفان الا في مرحلة لاحقة.

وابقيت الصحافة بعيدة عن هذا اللقاء بدون التمكن من التقاط الصور او الحصول على تصريحات. وتثير هذه المحادثات بالواقع جدلًا في الولايات المتحدة مع انتقادات الصقور والمدافعين عن اسرائيل، الذين يشككون في صدق نوايا طهران، وكذلك في ايران، حيث يندد معارضو اي انفتاح مع واشنطن باي تجاوز "للخطوط الحمر" من قبل المفاوضين.

وقال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الثلاثاء، كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية، "رغم الاراء المختلفة في البرلمان، الا ان مجلس الشورى يدعم عمومًا الطريق المتبع في المحادثات النووية عبر البقاء في اطار حماية حقوق الايرانيين والانجازات السلمية للعلماء".

والمحادثات المرتقبة بين الفرنسيين والايرانيين ستجري الاربعاء في جنيف، كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء. وقال الوزير في حديث صحافي "سنجتمع بهم في جنيف". وتجري ايران هذا الاسبوع مشاورات مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، بهدف التمهيد للجولة المقبلة من المفاوضات مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) بين 16 و20 حزيران/يونيو في فيينا، والتي يفترض ان يباشر الطرفان خلالها صياغة اتفاق شامل ياملان في انجازه بحلول 20 تموز/يوليو.

والوفد الايراني، الذي يرئسه نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، سيجتمع مع وفد روسي في روما الاربعاء بعد لقاء الوفد الفرنسي، ثم يلتقي ممثلا المانيا الاحد في طهران. وهذه المفاوضات نالت اشارة ايجابية غير متوقعة من جنرال اسرائيلي هو ايتاي برون رئيس وحدة ابحاث الاستخبارات العسكرية.

ففي مداخلة امام المؤتمر السنوي حول عقيدة اسرائيل الامنية في هرتزيليا الاثنين اعتبر ان ايران تحترم الاتفاق المرحلي الذي ابرم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع القوى الكبرى وان ضغط العقوبات الاقتصادية "يقودهم الى الحوار الذي نعتبره جديا للتوصل الى اتفاق دائم".

وقال انه يراهن على "توقيع (اتفاق) هذه السنة"، لكنه حذر ايضا من ان "رؤية ورغبة ايران بالتوصل الى القدرة النووية ستبقى على حالها، حتى في حال توقيع اتفاق. السؤال هو ما اذا سيكونون قادرين على ذلك بموجب بنود الاتفاق". من جهته دافع يوفال شتاينيتز وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي في المؤتمر نفسه عن العقيدة المعتادة للحكومة، مؤكدا ان "اتفاقا دوليا يترك ايران على حافة امتلاك قدرات نووية هو اسوأ من عدم التوصل الى اتفاق".

وفي اشارة الى المحادثات بين الاميركيين والايرانيين في جنيف، اعتبر ان "ما هو على المحك ليس فقط مستقبل اسرائيل في الشرق الاوسط، وانما مستقبل العالم". وعند انتهاء اليوم الاول من المحادثات الاثنين في جنيف اقرت واشنطن بان الوقت ينفد.

وصرحت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف "نعتقد اننا حققنا تقدمًا في بعض الجولات، لكننا وعند خروجنا من الجولة الاخيرة نرى انه غير كاف. فنحن لم نشهد قدرا كافيا من الواقعية". واضافت هارف "نعلم ان الوقت المتبقي ليس كبيرا لهذا السبب اشرنا الى تكثيف الجهود الدبلوماسية. لا بد من اتخاذ قرارات صعبة لكننا مركزون جدا على موعد العشرين من تموز/يوليو".

من جهته، اعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي ان محادثات الاثنين "تمت في اجواء ايجابية وكانت بناءة"، حسبما نقلت عنه وكالة ايسنا. وتسعى ايران الى المضي قدما من اجل رفع العقوبات الدولية التي انهكت اقتصادها. وتقول واشنطن انها تريد مع الدول الكبرى الحصول على التزام قوي يضمن ان البرنامج النووي الايراني، ليس تغطية لمساع من اجل حيازة السلاح النووي.

وحدد موعد 20 تموز/يوليو لصياغة اتفاق شامل بعد الاتفاق الانتقالي الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني/نوفمبر في جنيف.ويشرف الاتحاد الاوروبي على محادثات مجموعة 5+1 وشاركت مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد هيلغا شميت في اجتماع الولايات المتحدة وايران الاثنين.

وبعد عقود من العداء منذ الثورة الاسلامية في 1979، بدات ايران والولايات المتحدة خطوات حذرة نحو اجراء تقارب بعد انتخاب الرئيس الايراني المعتدل& حسن روحاني في حزيران/يونيو. وكان روحاني اتصل بنظيره الاميركي باراك اوباما بعيد توليه مهامه كما التقى بعد ذلك وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف.

وبموجب اتفاق مرحلي لستة اشهر تم التوصل اليه في كانون الثاني/يناير جمدت ايران قسما من انشطتها النووية في مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية الغربية.

وقال سيروس ناصري عضو فريق المفاوضين الايرانيين بين 2003 و2005 حين كان الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني مكلفا بالمفاوضات "ستجري ايران مفاوضات مع جميع اعضاء مجموعة الست لكن الولايات المتحدة هي المحاور الرئيسي والاهم لان الاميركيين هم من يقف وراء كل هذه الضوضاء حول برنامج ايران النووي السلمي".

واضاف "السؤال الان هو معرفة ما اذا كانت الولايات المتحدة باتت على استعداد للقيام بخطوة وقبول حل معقول يكون الطرفان فيه رابحين. اي بكلام اخر ان تتقبل الوضع بعد عشر سنوات من الاتهامات التي لا اساس لها ضد البرنامج النووي الايراني".

المحادثات الايرانية الفرنسية ستجري الاربعاء

صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء لاذاعة فرانس انتر ان المحادثات الثنائية بين الفرنسيين والايرانيين المتوقعة الاربعاء ستجري في جنيف.

وقال الوزير الذي اعلن الاثنين من العاصمة الجزائرية عن هذه المحادثات الثنائية "سنلتقيهم في جنيف".

واوضح فابيوس "عندما سيلتقيهم الجميع، سنعقد لقاء جماعيا بيننا نحن (الدول) الست، ثم سنلتقي الايرانيين في 16 حزيران/يونيو". وستعقد جولة جديدة من المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى في مجموعة 5+1 من 16 الى 20 حزيران/يونيو في فيينا.

وبحسب الوزير الفرنسي، فان "نقطة التعثر الرئيسية" في المحادثات تتعلق بعدد اجهزة الطرد المركزي في البرنامج النووي الايراني.

واعلن فابيوس "نقول انه قد تكون هناك بضع مئات من اجهزة الطرد المركزي، لكن موقف الايرانيين في هذه الاثناء هو +نريد مئات الالاف منها+. لسنا على الخط نفسه على الاطلاق! لا معنى للرغبة في الحصول على مئات الالاف من اجهزة الطرد المركزي اذا كنا لا نريد القنبلة".

روحاني: إيران ستفعل كل ما بوسعها للتوصل إلى اتفاق حول النووي
تعهد الرئيس الايراني حسن روحاني الثلاثاء في انقرة بان ايران ستفعل كل "ما بوسعها" للتوصل الى اتفاق حول برنامجها النووي المثير للجدل مع مجموعة الدول الست.

وقال روحاني في اليوم الثاني لزيارة الدولة التي يقوم بها الى تركيا "لقد اثبتت ايران انها تقوم ببرنامج نووي لغايات سلمية. وهي ستقوم بكل ما بوسعها للتوصل الى اتفاق نهائي مع مجموعة 5+1" التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا الى جانب المانيا.

وقال "ايران مستعدة للجلوس الى طاولة المحادثات من اجل الوصول الى حل. لقد اعتمدت ايران هذا الخيار عبر توقيعها اتفاق جنيف"، منددا "بالعقوبات الظالمة" التي يفرضها الغربيون على الجمهورية الاسلامية.

وابرمت ايران اتفاقا مرحليا مع مجموعة 5+1 في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 على امل التوصل الى اتفاق نهائي بحلول 20 تموز/يوليو يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني ورفع العقوبات الدولية عن ايران.

وتجري مشاورات خارج اطار هذه المجموعة منذ الاثنين في جنيف بين الاميركيين والايرانيين. وستجري محادثات منفصلة مع مندوبين فرنسيين وروس والمان قبل نهاية الاسبوع ايضًا.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف