رهان على محاربي الصحراء لرفع أسهم السلطة
الجزائر في المونديال: استثمار سياسي وتغطية لواقع أليم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تتهم المعارضة الجزائرية السلطة بالتلطي وراء مشاركة المنتخب الوطني في مونديال البرازيل واستثمار ذلك لتجاوز الإحباط والركود المهيمن محليًا.
الجزائر: نجاحات الخضر محطة هامة نحو جزائر الأمل، وإنجازات المحاربين على جبهة المونديال تدفع إلى حتمية التحدي الشامل، وانتصارات الأفناك أبرزت قدرة الجزائر على إنتاج الفرح. إنها شعارات تفننت أبواق السلطة الجزائرية في الترويج لها على أكثر من صعيد، في مشهد تجدّد فيه التوظيف السياسي لمنتخب "محاربي الصحراء"، سعيًا لتجاوز الإحباط والركود المهيمن محليًا.&&
السياسات الرشيدة
يرى مراقبون أنّ أي إنجاز سيحققه المنتخب الجزائري في المجموعة المونديالية الثامنة لن تفوته السلطة للتنويه بنجاح "سياساتها الرشيدة"، تمامًا كما حصل في مناسبات سابقة أسهم فيها تألق تشكيلة "محاربي الصحراء" في إنقاذ ماء وجه المتنفذين، كما حدث في العام 2010. حينها، أريد للمنتخب أن يملأ الدنيا ويشغل الناس، غداة تجاوزه مصر في اللقاء الحاسم وبلوغه مونديال جنوب أفريقيا، وكان مألوفا سماع تلك العبارة الشهيرة: "الرئيس هو الراعي الرسمي لكل الانتصارات".
في بلد لم يتمكّن مواطنوه من سماع رئيسهم يخطب فيهم منذ أكثر من 25 شهرًا، حرص الوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الرياضة محمد تهمي، على نقل ثقة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الكبيرة في لاعبي "الخضر"، وقدرتهم على تشريف الألوان الوطنية في مونديال 2014.&
وأورد سلال على لسان بوتفليقة أنّ الأخير جدّد دعمه لمحاربي الصحراء عشية هذه المباراة الرسمية الدولية، كما استفسر عن الجزائريين في البرازيل من أجل توفير المساعدة لهم ليتمكنوا من متابعة مقابلات المنتخب بكل أريحية، ويقدّموا الدعم المعنوي المطلوب.
تلغيم الراهن المحلي
ووسط الهالة المُثارة حول المشاورات التمهيدية للدستور المقبل في الجزائر، والحراك المحتشم لقوى المعارضة، يشهد التلفزيون الحكومي والإذاعة الرسمية وسائر الصحف المحلية حالة من التعبئة غير المسبوقة لصالح المنتخب الجزائري، على نحو غطى موقتًا على كومة المشاكل والتمزقات التي تلغّم الراهن المحلي، في وقت رفع ناقمون شعار "لا سياسة في الكرة ولا كرة في السياسة".
ويلاحظ محمد رباح أنّ السلطة لم تعد تتعامل مع الأمر كأنه ورقة فصل، "لأنّ الأمور تميّعت ووصلت إلى درجة باتت فيه الضحية تستغل السوط لتعميق جراحه من دون تدخل الجلاّد"، في إحالة على تعاطي جماهير بلاده مع الراهن الكروي، بالتزامن مع فرض التسلط منطقه على حد تعبير رباح.
ضمير مقدر
وذهب فارس فتح الله إلى أنّ السلطة في بلاده تراهن على الاختفاء وراء بريق الكرة، وأي نجاح في الأخيرة ستستخدمه لتغطية الاخفاقات الكبيرة في مجال التنمية.
وفي خضم الاستثمار السياسي للحراك الكروي، نشطت حمى السخرية في شبكات التواصل الاجتماعي لا سيما الفايسبوك. وذكر الناشط جمال بن خلف الله أنّ السياسة الخارجية في الجزائر أهداف ضد المرمى، بينما السياسة الداخلية هجمات معاكسة، والحلول ركلات ترجيح ضائعة، "فالحكومة تلعب دائمًا في التسلّل، والشعب مطرود دائمًا بالبطاقة الحمراء، في حين الحكم ضمير مقدر تم اغتياله".