واشنطن تؤكّد دعم بغداد
المالكي يؤكد فوزه الانتخابي وكيري لمواجهة داعش ميدانيًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في مواجهة تصاعد المطالب الدولية بتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية، أكد المالكي خلال اجتماعه مع كيري في بغداد اليوم على فوز كتلته في الانتخابات الاخيرة، وأنه لذلك سيكون مرشحها لتولي قيادة هذه الحكومة، بينما شدد المسؤول الاميركي على خطر تنظيم داعش على المنطقة ووقوف بلاده ضد الجماعات الارهابية في العراق واستعدادها لتجسيد ذلك ميدانيًا.
لندن: بحث رئيس الوزراء نوري المالكي خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري "آخر تطورات الملف الأمني والتحديات التي يواجهها العراق نتيجة الهجمة الإرهابية"، حيث اكد "ان ما يتعرض له العراق حاليًا يشكل خطراً ليس على العراق فحسب، بل على السلم الإقليمي والعالمي، ودعا دول العالم لا سيما دول المنطقة الى أخذ ذلك على محمل الجد"، بحسب بيان لمكتبه الاعلامي.
وعلى الصعيد السياسي شدد المالكي على ضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستورية للعملية السياسية، وقال إن هناك مواعيد حددها الدستور لعملية تشكيل الحكومة وانتخاب الرئاسات الثلاث، وما ينتج عنها من تكليف مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة الجديدة ينبغي الالتزام بها، في اشارة الى فوز ائتلافه دولة القانون بالانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في 30 نيسان (أبريل) الماضي.
من جانبه اكد كيري &- بحسب البيان العراقي - التزام الولايات المتحدة بحماية امن واستقلال العراق ودعمها له في مواجهة الارهاب، وشدد على عزم الولايات المتحدة على دحر المنظمات الإرهابية وفي مقدمها داعش لأنها تشكل خطراً على العراق والمنطقة والعالم، وقال إن واشنطن مستعدة لتجسيد ذلك ميدانياً وجدد التزام واشنطن باتفاقية الإطار الاستراتيجي مع العراق ولا سيما التعاون الأمني والتسليحي والموقعة بين البلدين اواخر عام 2008. وقال البيان العراقي إن كيري اعرب "عن تقديره لما يظهره الزعماء العراقيون من التزام بالعملية السياسية والتوقيتات الدستورية لها".
ومن المنتظر أن يبحث كيري مع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ونائب الرئيس خضير الخزاعي، اضافة الى وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي سيعقد معه مؤتمرًا صحافياً مشتركاً.. الاوضاع الامنية والعسكرية المتأزمة في بلادهم على ضوء الانكسارات العسكرية للقوات العراقية امام تقدم مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" في مناطق مختلفة من البلاد.
وقبيل وصول كيري الى بغداد، قالت مصادر اميركية رسمية إنه سيحثّ القادة العراقيين على تجاوز انقساماتهم السياسية والطائفية والسير بالبلاد نحو منحى جديد يقود الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع العراقيين، ولا تقصي اياً من مكوناتهم، وأن بلاده تريد أن ترى الشعب العراقي يجد قيادة مستعدة لتمثيل كل العراقيين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي إن كيري "سيناقش التحركات الأميركية الجارية لمساعدة العراق، وهو يتصدى لهذا الخطر وسيحث الزعماء العراقيين على التحرك بأقصى سرعة ممكنة لتشكيل حكومة تمثل مصالح العراقيين.
وأمس أكد كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة أن بلاده ليست مسؤولة عن الأزمة الناجمة عن هجوم اسلاميين متطرفين ولا تسعى إلى "اختيار" زعيم للعراق. وقال إن "أميركا ليست مسؤولة عمّا حدث في ليبيا ولا عمّا يحدث في العراق".
وأضاف "الأمر يرجع للعراقيين في اختيار قيادتهم المستقبلية"، مشيراً إلى أن كيري اعتبر&أن تنظيم داعش يهدد أمن العراق والمنطقة، مضيفًا أنه ليس من واجب الولايات المتحدة تغيير القادة في العراق وملمّحاً إلى انتقادات من الكرد والسنّة وأطيافٍ من الشيعة لسياسات حكومة المالكي.
وقال "نريد أن نرى كل الشعب العراقي في ظل قيادة جيدة تتمكن من تمثيل جميع فئات المجتمع بطريقة تزيد من قدرة البلاد على التركيز على الخطر الحقيقي في اللحظة الحالية من مصدر خارجي وهو داعش.
وجاء وصول كيري الى بغداد بعد ساعات من وصول اول مجموعة من المستشارين العسكريين الأميركيين الى بغداد من اصل 300 سيصلون تباعاً للاسهام في تحديد اماكن تمركز المسلحين وضربها بطائرات من دون طيار.
وتضم هذه المجموعة أربعة مستشارين مهمتهم تقييم الاوضاع على الارض وابداء المشورة وارسال التقارير الى الولايات المتحدة الاميركية تمهيداً لقدوم المستشارين الثلاثمائة لاختيار الاستراتيجية العسكرية الملائمة التي ستحدد على اساسها الاهداف العسكرية المستهدفة.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن الخميس الماضي أن بلاده تعتزم ارسال 300 مستشار عسكري الى العراق لاقامة مراكز عمليات مشتركة في بغداد والمحافظات الشمالية لتبادل معلومات المخابرات وتنسيق الخطط لمواجهة مسلحي تنظيم داعش.
ومنذ ثلاثة ايام، ينفذ الطيران الاميركي طلعات استطلاعية في الأجواء العراقية باستخدام المقاتلة "F18" التي انطلقت من حاملة الطائرات "جورج دبليو بوش" التي رست الاسبوع الماضي في مياه الخليج العربي.
يذكر أن الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين بغداد وواشنطن اواخر عام 2008 تنص على تحمل الولايات المتحدة الاميركية المسؤولية عن توفير الحماية الكاملة للعراق من أي عدوان خارجي.