أخبار

حادث ميركل حول أزمتي العراق وسوريا والعلاقات

عبدالله الثاني: الصراع في الإقليم ليس له حدود

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أعلن العاهل الأردني أن تدفق المقاتلين إلى سوريا اثبت أن الصراع في المنطقة ليس له حدود، مؤكدا السعي لحل يشمل جميع الأطراف لبناء عراق المستقبل.

نصر المجالي: تحادث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء، في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، حول التطورات الإقليمية الراهنة وخاصة في العراق وسوريا فضلا عن سبل تطوير العلاقات الأردنية الالمانية في مختلف المجالات.

وفي تصريحات بعد المحادثات شكر الملك عبدالله الثاني المستشارة الالمانية وقال: يسعدني أن أكون في برلين من جديد، لقد كنت دائما حريصا على الحوار معك، كما أنني أقدر الدور الذي تلعبه المانيا في منطقتنا، ومن الواضح في الآونة الأخيرة أن المانيا تتمتع بشعبية كبيرة وهي تنافس في كأس العالم وأنا سعيد جدا لذلك، وأتمنى لكم التوفيق خلال الأسابيع القليلة القادمة".

واضاف العاهل الهاشمي: لقد لعبت المانيا دورا هاما في منطقتنا، واعتقد أن نقاشنا اليوم سيركز على الدور الذي يمكن أن تلعبه المانيا، ومساهمتها في إطار الاتحاد الأوروبي.

وقال إن التطورات الأخيرة في العراق مصدر قلق مشترك، ونحن نسعى إلى تحقيق حل يشمل الجميع هناك وإلى عراق المستقبل الذي تلتقي فيه جميع الأطراف العراقية ليضعوا لبنات بناء مستقبل شامل متكامل لكل أبناء وبنات الشعب العراقي، وسوف نتحدث خلال نقاشنا اليوم بوضوح عن أهمية الأمن والاستقرار بالنسبة لهذا البلد.

سوريا

واضاف ان لدينا الفرصة أيضا للحديث عن سوريا، وكما ذكرتِ فخامتكم، فهذا هو التحدي الكبير بالنسبة لنا في الأردن، فنحن ثالث أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، وقد كان لهذا العبء تأثير هائل على شعبنا وميزانيتنا، وعلى البنية التحتية لبلادنا.

ونبه الملك عبدالله الثاني إلى أن تدفق المقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم إلى سوريا اثبت بوضوح أن هذا الصراع ليس له حدود، فضلا عن التحدي الذي تواجهه مختلف الدول عندما يعود أولئك الإرهابيون والمتطرفون إلى بلدانهم، وبالطبع فقد رأينا أثر ذلك في العراق، ولذلك سيكون هذا الأمر أيضا جزءا من نقاشنا.

وعبر العاهل الأردني عن ضرورة دعم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يقوم بعمل بناء حيال القضية الجوهرية في المنطقة، والتي هي عملية السلام.
ونأمل الآن أن تتوفر الفرصة مرة أخرى لإعادة إطلاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال: وأود أن أؤكد، ونحن ننظر في شأن القدس، أنه من المهم ألا تكون هناك قرارات أحادية ومن جانب واحد تؤدي إلى استفزازات في الأماكن المقدسة في القدس، وعلى وجه التحديد الإسلامية والمسيحية، و"نأمل أن تتوفر للسيد كيري الفرصة مرة أخرى لجمع الجانبين، وسوف يستمر الأردن في العمل بهذا الاتجاه".

عبء اللاجئين

وقال العاهل الهاشمي ان عبء اللاجئين وتدفقهم وما يحدث في العراق يلقي على كاهلنا حملا ثقيلا، وليس من العدل، كما هو واضح، أن يتحمل الأردن هذه المسؤولية الكبرى لوحده، ولذا فإننا نتطلع إلى المجتمع الدولي لمساعدتنا، حتى نتمكن من الاستمرار في أن نكون واحة استقرار في منطقة مضطربة جدا.
أشكركم من جديد وأتطلع للاستماع إلى ملاحظاتكم المهمة اليوم.

حديث ميركل

من جانبها، أعربت المستشارة الالمانية عن ترحيبها الكبير بضيفها الملك، مؤكدة تطلعها لمناقشة مختلف التطورات في الشرق الأوسط مع جلالته.

وقالت ميركل: "أود أن أرحّب بحرارة بجلالة الملك عبدالله الثاني مرة أخرى في المانيا في المستشارية الاتحادية، فقد التقينا المرة الماضية خلال القمة النووية في لاهاي. ويسرني جدا، نظرا إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، أن تتوفر لدينا فرصة اليوم لتبادل وجهات النظر.

وأضافت: لقد أظهرت الأحداث الأخيرة في العراق أن الأردن قد تأثر بها أيضا، ونحن جميعا قلقون للغاية، وأعتقد أننا سوف نناقش ما يمكن أن تساهم به المانيا في تهدئة الوضع.

حل سياسي

وقالت المستشارة الألمانية: نعتقد أيضا أنه، وعلى غرار الحرب في سوريا، لا خيار إلا الحل السياسي لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في العراق، كما أنه من المهم جدا انخراط أتباع جميع الأديان وجميع مكونات المجتمع في العراق في الحوار لبناء حكومة بسرعة تضمن تحقيق الشمولية، كي يعود العراق قويا ويتمكن من مواجهة الأصوليين والمتطرفين.

ونبهت ميركل إلى أن الأردن يتحمل عبئا ثقيلا في مواجهة كارثة اللاجئين بسبب الحرب في سوريا، وجمهورية المانيا الاتحادية لم تعرض المساعدة فحسب، ولكنها أيضا تقدم الدعم فعليا في مناسبات عديدة، وسوف نناقش أيضا كيف يمكن لألمانيا تقديم المزيد من المساعدة.

وقالت: لقد استقبلت المانيا نفسها العديد من اللاجئين السوريين، ولكن هذا لا يعد شيئا بالمقارنة مع التحديات التي يواجهها الأردن.

وختمت المستسارة الألمانية قائلة: وأخيرا وليس آخرا، لقد ظل جلالة الملك عبد الله الثاني مساندا لعملية السلام في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من الصعوبات والاخفاقات، يمكنني القول إن التحديات أكثر إلحاحا الآن من أي وقت مضى في الشرق الأوسط، فالمنطقة تعاني حالة شديدة من عدم الاستقرار، وسيكون هذا بلا شك موضوع نقاشنا اليوم.

المحادثات

وخلال جلسة المباحثات، التي حضرها عدد من كبار المسؤولين من البلدين، شدد& الملك عبدالله الثاني والمستشارة ميركل على الحرص المتبادل لتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية والتنموية منها.

وعلى صعيد التطورات والمستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بحث الجانبان سبل تعزيز مناخ السلام، ونبذ العنف والتطرف، بما يحقق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة، لافتا جلالته إلى أهمية دور المانيا والاتحاد الاوروبي في العمل على تكثيف الجهود الدولية لايجاد حلول لمختلف مشاكل الشرق الأوسط.

وفي هذا المجال، جدد العاهل الأردني موقف الأردن الداعم والداعي للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة سوريا أرضا وشعبا.

واستعرض ما يتحمّله الأردن من أعباء متزايدة على موارده وإمكاناته جراء استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه، خصوصاً في محافظات شمال ووسط المملكة، ما يتطلب دعم المجتمع الدولي له لتمكينه من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية لهم.

الأزمة السورية

كما حذر& من مخاطر استمرار انسداد أفق الحل السياسي للأزمة السورية وتداعياتها على دول الجوار والمنطقة ككل، مشيراً في هذا الصدد إلى ما تشهده الساحة العراقية من أزمة حاليا ما يزيد من حدة التوتر والاقتتال والصراع والتطرف في الشرق الأوسط.

وأكد الملك عبدالله الثاني أن حل الأزمة في العراق يكون من خلال عملية سياسية تشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء لأي أحد، مؤكدا حرص الأردن على سلامة العراق ووحدة أراضيه وشعبه.

الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

وفي ما يتعلق بجهود تحقيق السلام وإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أشار العاهل الهاشمي إلى مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة دعم ومساندة جميع الجهود لحلها بشكل عادل ودائم، وبما يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

ولفت إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي لمسار عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية، وبما يعالج جميع قضايا الوضع النهائي، ويفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وأكدت ميركل، خلال جلسة المباحثات، حرص المانيا على العمل مع الأردن لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وتعزيز أمن واستقرار المنطقة والمساهمة في حل مشاكلها.

كما أشادت بجهود الملك للتعامل بكل حكمة مع التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشعوبها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف