أخبار

مشهد يتنافر ووضع البلد الذي يعاني إرهاب المتشددين

في برلمان العراق الجديد: شجار وفوضى وصور "سيلفي"

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وكأن بلادهم لا تخوض حربًا ضروسا ضد الإرهاب، بدا نواب العراق الجدد في حالة من اللامبالاة واللا مسؤولية وهم يتشاجرون ويتبادلون النكات والسخرية تارة، والشتائم والتخوين طورا آخر.

بغداد: غادر النواب العراقيون بعدما ادوا اليمين الدستورية قاعة الجلسة الافتتاحية الصاخبة لمجلس النواب المنتخب وتجمعوا امام مكتب الادارة لتسجيل اسمائهم وضمان امتيازاتهم النيابية.

وتجمهر النواب ووقفوا في صفوف مكتظة امام المكتب لتسلم اوراقهم الرسمية قبيل بدء تسلم مستحقاتهم كنواب جدد والتي تشمل رواتب واسلحة وافراد حماية لكل شخص بمعدل ثلاثين حارسا.

شجار وصخب

وقبيل خروجهم من القاعة، شهدت الجلسة الافتتاحية شجارا عندما طلبت النائب الكردية نجيبة نجيب التحدث، فدعت رئيس الوزراء الى "فك الحصار" عن اقليم كردستان الشمالي عبر دفع المستحقات المالية للاقليم من الموازنة العامة والمجمدة منذ اشهر.

وما ان تدخل رئيس الجلسة مهدي الحافظ، النائب الاكبر سنا،& ليبلغ النائب الكردية بان هذه الجلسة مخصصة لموضوع انتخاب رئيس المجلس ونائبيه فقط، حتى صرخ النائب محمد ناجي المنتمي الى منظمة "بدر" الشيعية "تريدون ان نفك الحصار عن داعش؟"، في اشارة الى تنظيم "الدولة الاسلامية".

وانسحب نواب سنة من الجلسة بعد عبارة ناجي.

تخوين !

ثم تدخل النائب كاظم الصيادي المنتمي الى "دولة القانون" بزعامة المالكي ليقول بصوت عال ان رئيس اقليم كردستان "مسعود بارزاني اكبر عميل وخائن. تصدرون النفط الى اسرائيل وتنزلون العلم العراقي. سنسحق رؤوسكم وسنريكم ماذا نفعل بعد انتهاء الازمة".

صور "سيلفي"

وعلى الرغم من حدة الخلاف والصخب، قامت مجموعة من النائبات بالتقاط صور تذكارية تحت قبة البرلمان، بعضها على طريقة "سيلفي".

وبدأت الجلسة هادئة، حيث افتتحت بالنشيد الوطني الذي ادته فرقة عراقية، وتبعها تلاوة للقران، ثم وقف النواب لقرآة الفاتحة على ارواح شهداء العراق.

واتخذت السلطات العراقية اشد الاجراءات الامنية حول مقر البرلمان واعلنت عطلة رسمية في بغداد، فيما مر الصحافيون في اكثر من عشرة حواجز تفتيش تفصل بين كل منها امتار قليلة.

استهتار بالوضع

وقبل الدخول الى الجلسة، تبادل النواب من جميع الاطراف، شيعة وسنة واكرادـ الاحاديث الجانبية، وارتفعت ضحكاتهم تارة، وهمس الاخر باذن زميله تارة اخرى قبل ان يضحكا بصوت عال، وكان الامور تبدو كانها تجري باحسن حال.

وحتى& السفير الايراني حسن داني فر الذي يتعرض باستمرار الى انتقادات من النواب السنة، كان حاضرا واستقبله الزعماء السنة ومن بينهم اسامة النجيفي وصالح المطلك بحفاوة.

وادلى مهدي الحافظ في بداية الجلسة بكلمات هادئة اكد فيها على اهمية استعادة الامن والاستقرار للبلاد، قائلا ان العراق امام تحدي كبير "وعلينا ان نعجل من تشكيل مجلس النواب حتى نتفادى وقوع البلد لانه عرضة للمخاطر".

وقال ان الباب مفتوح لمن يرغب في الترشح لرئاسة مجلس النواب، على اعتبار ان الدستور ينص على انتخاب رئيس البرلمان ونابيه في الجلسة الاولى. لكن سرعان ما تدخل رئيس البرلمان السابق اسامة النجيفي الذي طلب نصف ساعة للتشاور.

ولم يجر احتكاك بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب المنتهية ولايته اسامة النجيفي، وقد جلسا جنبا على جنب .

انتقادات للأكراد

وقال محمد ناجي وهو يرتدي زيا عسكريا لوكالة فرانس برس خارج الجلسة "كان من المفترض ونحن نمر بهذه الظروف العصيبة ان نضع كل خلافتنا وراء ظهرنا، وان يعطوا انطباعا انهم يدافعون عن العراق، وكان حريا بهم يدافعوا عن الجيش وعن الارضي العراقية".

واضاف "لكن الاكراد اصروا على تسميم الاجواء وتخريب العملية السياسية".

وقال موظف في مجلس النواب "النواب جالسون هنا وهم يصبرون من اجل تثبيت مصالحهم الشخصية ورواتبهم وامتيازاتهم، لكنهم لم يصبروا على الجلوس لمدة ساعة من اجل حل مشاكل البلاد العالقة، وهي بالنتيجة كلها بسببهم".

المالكي... يكفي

وعقد النواب السنة مؤتمرا صحافيا بعد انتهاء الجلسة قال خلاله اسامة النجيفي "نحن نريد رئيس وزراء بديل ونقول لا بد من سياسة جديدة ورئيس سلطة تنفيذية جديد يؤمن بالشراكة والتوازن وحقوق الشعب ويتعامل مع الشركاء باحترام كامل".

ورمى النجيفي الكرة في ملعب "التحالف الشيعي" الذي عليه ان يسمي رئيس وزراء حيث اعتبر ان "الفرصة الان في تقديم المرشح البديل والبرنامج البديل، وبعد ذلك نحن مستعدون لتقديم مرشح متفق عليه لرئاسة مجلس النواب"، علما ان الدستور ينص على انتخاب رئيس البرلمان اولا.

احباط تام

ولدى الخروج من مجلس النواب، تجمع الجنود والحراس حول الصحافيين لاستبيان ما جرى في الداخل وهم يرددون "هل حلت ازمة البلد؟ وهل اتفق الساسة فيما بينهم، لكنهم بدوا محبطين عندما سمعوا تفاصيل الجلسة.

وقال احدهم لفرانس برس "نحن لا نامل خيرا من هؤلاء السياسيين الذين لا ينفكون من تقديم مصالحهم الشخصية على مصالح البلاد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف