أخبار

الرئيس الصيني يبدا زيارة الى كوريا الجنوبية

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سيول: وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ الخميس الى سيول في زيارة دولة تستمر يومين يطغى عليها البرنامج النووي الكوري الشمالي وذلك على خلفية تهديدات ودعوات الى السلام وتجارب صواريخ في الشمال.

واعطى شي في اول زيارة له الى شبه الجزيرة اولوية الى الجنوب وهي سابقة لرئيس صيني منذ عقدين تقريبا، مما يشكل دليلا على مدى انزعاج الصين ازاء النظام الكوري الشمالي الذي لا يمكن التكهن بمواقفه.

وقامت كوريا الشمالية في ما يبدو انه رد فعل على الزيارة، بتجربة اطلاق صاروخين قصيري المدى الاربعاء من ساحلها الشرقي. وكانت اجرت في الايام السابقة عدة تجارب لاطلاق صواريخ باتجاه بحر اليابان في استعراض للقوة نددت به طوكيو وسيول بشدة.

وفي اطار سياستها القائمة على التصعيد والتهدئة في آن، عرضت كوريا الشمالية الاثنين على جارتها الجنوبية تعليق كل الاستفزازات الكلامية ودعت الى وقف المناورات بالذخيرة الحية وانشطة عسكرية اخرى في محيط خط الترسيم البحري في البحر الاصفر الذي شهد عدة اشتباكات بين الطرفين في السابق.

واجرى شي محادثات مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هي. ومن المتوقع صدور بيان مشترك بعد اللقاء، الا ان خبراء يرون ان بكين يمكن ان تتردد في تشديد لهجتها ازاء نظام كيم جونغ اون ولا سيما على خلفية خشيتها من انهيار الاقتصاد في هذا البلد.

ورغم ان العلاقات الدبلوماسية تعود الى العام 1992 فقط، فان كوريا الجنوبية الرأسمالية والصين الشيوعية تقيمان علاقات تجارية وثقافية قوية. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 274,24 مليار دولار في العام 2013 اي اكثر بمعدل 40 مرة من حجم التبادل بين الصين وكوريا الشمالية.

ولم يجتمع الرئيس الصيني بعد بالزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ اون الذي تولى السلطة في نهاية 2011 خلفا لوالده الراحل كيم جونغ ايل والذي شهدت فترة حكمه حتى الان اعمالا عدائية واستفزازات.

وتوترت العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية منذ نهاية 2012 بعدما اطلقت بيونغ يانغ صواريخ في كانون الاول/ديسمبر 2012 واجرت تجربة نووية في شباط/فبراير 2013 رغم الدعوات الى الهدوء الصادرة عن حليفها القوي.

وبكين هي الحليفة التقليدية للشمال وتمده بمساعدة اقتصادية تعتبر حيوية لاستمرار النظام. واكد نائب وزير الخارجية الصيني ليو زينمين الثلاثاء ان زيارة الرئيس الصيني الى سيول ليست موجهة ضد بيونغ يانغ باي شكل من الاشكال.

في المقابل، استقبل شي رئيسة كوريا الجنوبية بحفاوة كبيرة قبل عام وذلك بعد اشهر فقط على تولي الرئيس الصيني مهامه. واطلقت كوريا الشمالية الاربعاء صاروخين قصيري المدى من ساحلها الشرقي عشية زيارة الرئيس الصيني الى سيول.

وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان الصاروخين اطلقا من "قاذفات صواريخ متعددة" ويبلغ مداها 180 كلم. وسبق ان اطلقت بيونغ يانغ دفعتين من الصواريخ في الايام الماضية نحو بحر اليابان، في عرض قوة كما يبدو امام المجموعة الدولية تعبيرا عن استيائها ولكي تظهر قدراتها البالستية، كما يرى محللون.

واشارت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية المكلفة العلاقات بين البلدين الى عدة اسباب محتملة وراء اطلاق الصواريخ، بينها ان تكون عرض قوة للفت انتباه المجموعة الدولية او تحذير لسيول.

وقال الناطق باسم الوزارة كيم ايوي-دو "مهما كان السبب، نعتبر ان اي بادرة من شانها زيادة التوتر العسكري في شبه الجزيرة يجب ان تتوقف". وللمرة الاولى منذ قرابة عقدين، يزور رئيس صيني الجنوب قبل الشمال، في خطوة تدل بحسب المحللين على استياء بكين المتزايد من تصرفات نظام بيونغ يانغ التي لا يمكن توقعها.

واعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية ان الرئيس الصيني ورئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هيه اللذين سبق ان اجتمعا في بكين قبل سنة، سيبحثان البرنامج النووي الكوري الشمالي. واعتبر كيم جون هيونغ الاستاذ في جامعة هاندونغ غلوبال ان "شي سيلتزم على الارجح بخطه العام وسيشجع على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بدلا من توجيه اللوم الى كوريا الشمالية بشكل مباشر".

وتستند زيارة الرئيس الصيني الى كوريا الجنوبية ايضا الى اسباب اقتصادية، فسيول هي الشريك الاقتصادي الرابع لبكين (او الخامس اذا شملنا الاتحاد الاوربي في التصنيف). وتدعو الصين رسميا الى السلام والاستقرار ونزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية لكن بدون ان توافق على اجراءات رد اقوى ضد جارتها ما يمكن ان يسرع من انهيارها الاقتصادي.

وتدعو سيول وواشنطن منذ فترة طويلة بكين الى زيادة الضغط على حليفها لكي يتخلى عن برنامجه النووي. لكن بكين تخشى انهيار النظام الكوري الشمالي ما قد يترتب عليه انعدام للاستقرار وتدفق للاجئين وخسارة دولة مجاورة شيوعية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف