لا يستطيع البريطانيون عيشًا من دونها
بي بي سي متهمة بماركسية ثقافية تقوض القيم المحافظة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
افتخار واحباطلرئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت ثاتشر موقع متميز في قصة بي بي سي، بوصفها الذراع الضاربة للقطاع الخاص التي فتحت في عهدها ابواب الاعلام البريطاني لدخول سكاي، قناة مردوك التلفزيونية، وكان في حكومتها وزراء ارادوا بيع بي بي سي للقطاع الخاص.كانت ثاتشر ضد ضريبة التلفزيون، بوصفها ضريبة ارتدادية، وكانت تنظر إلى بي بي سي على انها مؤسسة يسارية احتكارية معادية لها. لكنها كانت تستمع بانتظام إلى برنامج "اليوم" الذي يتناول شؤون الساعة.&الاذاعي المخضرم ديفيد اليستين، الذي بدأ حياته الصحافية في بي بي سي وهو الآن في اواخر ثمانيناته، معارض معروف لضريبة التلفزيون المفروضة من أجل تمويل بي بي سي. وهو يعتقد أن هيكل بي بي سي مشوه، وهيمنتها على التغطية الاخبارية لا تخدم قضية الديمقراطية. ويرى اليستين أن رسمًا أقل للترخيص باستعمال التلفزيون من اجل تمويل مركز صغير ينتج برامج متاحة مجانًا في خدمة المصلحة العامة سيكون أكثر عدالة.&اضاف: "بي بي سي تجعلني أشعر بمزيج من الافتخار والاحباط، الافتخار لأنها تعبير عن خير ما في الروح البريطانية، والاحباط لأنها لا ترقى إلى مستوى توقعاتي، رغم تمويلها الضخم".&&الشهية الجماهيريةكان الكابتن بيتر ايكرسلي من أبرز الشخصيات في التاريخ المبكر للاذاعة البريطانية، انضم إلى بي بي سي في العام 1923، وكانت مهمته بناء مرسلة اذاعية في لندن. واختار مكان المرسلة بالتسلق على سطح شركة ماركوني لاستطلاع الأفق، ثم بدأ عملية البحث إلى أن عثر على مدخنة محطة لتوليد الكهرباء. وبعد اكثر من ست سنوات اصبح لديه فريق يضم نحو 400 شخص، لكن آراءه كانت تتعارض مع فلسفة ريث، مدير بي بي سي وقتذاك. وقال ايكرسلي إن البث الاذاعي التجاري كان سيُعتمد في بريطانيا بلا ادنى شك لولا عدم توافر الموجات وحجز الفضاء للاستخدام العسكري، ولولا الخوف من فوضى في الأثير.&واستمرت هيمنة بي بي سي على موجات الأثير حتى عام 1951 عندما شُكلت لجنة برلمانية لإعادة النظر في هذا الاحتكار. وقدمت إدارة بي بي سي أدلة تدلل على الأهمية الحيوية للمصلحة العامة في الابقاء على احتكار البث الاذاعي والتلفزيوني. وطالما أن البث سيكون من أداة واحدة، فإن هذه المؤسسة ستقدم برامجها مجانًا، وتنهض بالمسؤوليات المترتبة على البث الاذاعي تجاه المجتمع. وبخلاف ذلك، "من المحتوم أن الطالح سيطرد الصالح على المدى البعيد، وسيقلل اشكال الشهية الجماهيرية التي تشبعها البرامج أكثر فأكثر".&&لم تُنهب المدينةأقرت اللجنة البرلمانية بوجهة نظر بي بي سي، متوصلة إلى أن احتكارها يجب أن يستمر. وكان الصوت المعارض الوحيد سيلوين لويد، النائب المحافظ الذي اصبح وزير خارجية بريطانيا.&واتخذ التاريخ جانب الصوت الأوحد. وبعد كسر احتكار بي بي سي، لم تُنهب المدينة على أيدي البرابرة. والحقيقة اللافتة هي مدى الصعوبة التي واجهتها بي بي سي في الرد على تهمة الدفاع عن قاعدة قوتها المؤسسية ومصالحها، بدلًا من الدفاع عن مصالح جمهورها والبث من أجل المصلحة العامة. وفي عصر تنتشر فيه محطات بث عالية النوعية قد تحتاج بي بي سي إلى شحذ محاجتها. فإن سمعتها المؤسسية اليوم لا تضمن قبول جمهورها بها قبولًا غير مشروط.&من جهة أخرى، لدى بي بي سي مدافع عنيد عنها، ما دام الجمهور البريطاني يحب ما تقدمه. وقد تكون ضريبة التلفزيون ارتدادية كما سمتها ثاتشر، وقد يكون هناك رافضون لها ومتهربون منها، لكن ليس هناك مقاومة منظمة واسعة ضدها، الأمر الذي يثير حيرة البعض في معسكر اليمين.&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف