أخبار

في غزة يدفن القتلى تحت القصف الاسرائيلي

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تجمع المئات في بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة الاربعاء للمشاركة في دفن ستة اشخاص من عائلة واحدة قتلوا جميعا في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلهم.

ووقف المشيعون وغالبيتهم من الرجال، خارج المسجد قرب منزل الضحايا من عائلة حمد، وحاول بعضهم القاء نظرة خاطفة على جثث افراد العائلة الواحدة قبل ان يواروا الثرى فيما صلى آخرون بهدوء.

واستهدف صاروخ اسرائيلي منزل عائلة حمد عند منتصف الليل، اثناء عودة الوالد حافظ حمد احد قياديي جماعة الجهاد الاسلامي، الى بيته، وفق ما قال سكان في الحي. وقتل حافظ حمد مع خمسة من افراد عائلته من بينهم امرأتان وفتاة في الـ16 من العمر، بحسب ما روى اقرباء للعائلة لوكالة فرانس برس.

وقال محمد حمد (21 عاما) "كانوا عائلة بكاملها وكانوا اشخاصا محترمين". وتابع "لم يبق سوى الجد واحد اولاده". وخلال اخراج الجثامين من المسجد، وكانت تفح منها رائحة عطر بعد التكفين، اطلق احد المشيعين النار في الهواء.

وتدافع بعض الشباب اثناء نقل الجثامين الى شاحنة صغيرة ولف احدها بالعلم الفلسطيني. ورفع المشيعون اعلام فصائل فلسطينية عدة من بينها حركة حماس والجهاد الاسلامي وحركة فتح. وسار الحشد في الجنازة، ترافقه الصلوات عبر مكبر للصوت وصولا الى مقبرة تبعد كيلومترات قليلة.

وافاد احد افراد العائلة ان اسرائيل شنت طلقة تحذيرية قبل قصف المنزل بدقائق قليلة وغادرته غالبية السكان في طبقات اخرى وبرغم ذلك جرح عدد منهم. وقال خلدون حمد لفرانس برس "شنوا طلقة تحذيرية خفيفة استهدفت سطح المبنى وسببت اضرارا طفيفة، وبعد ذلك باربع دقائق شنوا الضربة الثانية".

وتابع "كان هناك ثلاث عائلات تعيش في المبنى، حوالى 30 شخصا، اضافة الى رجل مطلوب واحد فقط. وبكل الاحوال عمد الاسرائيليون الى قصف المبنى بالكامل". ولم يبق من المنزل سوى حفرة كبيرة في الارض مليئة بالحطام والصفائح المعدنية والفرش المدمر. وانتشرت بين الحطام اشجار نخيل وزيتون اقتلعت من مكانها.

واكد محمد حمد ان "اربع دقائق غير كافية لكي تجمع ممتلكاتك الاساسية". واسفرت مئات الغارات الاسرائيلية منذ بدء العملية العسكرية "الجرف الصامد" ضد قطاع غزة فجر يوم الثلاثاء عن مقتل 44 شخصا واصابة اكثر من 370 آخرين. وخلال الفترة عينها اطلق من قطاع غزة 130 صاروخا من دون ان تسفر عن اي اصابات.

وفي مكان ليس ببعيد عن التشييع كانت سيارات الاسعاف تتوافد الى مستشفى صغير ومزدحم. وحاول طاقم المستشفى اضافة الى عناصر الشرطة مواساة اقرباء احد الرجال بعد اصابته بجروح بليغة في الراس، في حين بدت طفلة في الرابعة من عمرها منزعجة اذ حاولت النظر بعيدا اثناء مداواتها من قبل احدى الممرضات.

وقال احد العاملين من المستشفى "لدينا ثلاثة قتلى اليوم" رافضا الكشف عن جثثهم. وبالتزامن مع وصول سيارة اسعاف اخرى اهتزت المنطقة جراء غارتين جويتين وملأ الدخان الاسود السماء على بعد مئات الامتار فقط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف