حاكم جاكرتا وخصمه يعلنان فوزهما في الانتخابات الرئاسية في اندونيسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اعلن حاكم جاكرتا جوكو ويدودو وخصمه الجنرال السابق برابويو سوبيانتو اليوم الاربعاء فوزهما في الانتخابات الرئاسية في اندونيسيا في اهم اقتراع واكثر المنافسات حدة منذ سقوط سوهارتو قبل 16 عاما.
وهذا المأزق السياسي في اكبر ديموقراطية في العالم دعا الرئيس وسوسيلو بامبانغ يودويونو الى دعوة الجانبين الى "ضبط النفس" بانتظار النتائج الرسمية التي تصدر بعد اسبوعين تقريبا.
وتفيد تقديرات اولية ان جوكو ويدودو الملقب بجوكوي جاء في الطليعة بـ53 بالمئة من الاصوات مقابل 47 بالمئة للجنرال السابق برابويو سوبيانتو. واستنادا الى هذه الارقام، اعلن حزب حاكم جاكرتا فوزه بعد صدور التقديرات الاولية لمعاهد استطلاع للرأي تشير الى تقدمه على خصمه.
وقالت ميغاواتي سوكارنوبوتري رئيسة الحزب الديموقراطي الاندونيسي للنضال في مؤتمر صحافي قبل ساعة ونصف ساعة من انتهاء التصويت انه "يمكن اعلان جوكو ويدودو رئيسا من 2014 الى 2019".
الا ان برابويو سوبيانتو رفض الاعتراف بهزيمته واعلن انه فاز مع المرشح لمنصب نائب الرئيس هاتا راجاسا مؤكدا حصوله على "دعم وتفويض الناخبين في اندونيسيا".
وجاء اعلان الجنرال السابق بعيد رفض مدير حملته الانتخابية الاعتراف بهزيمته. وقال محفوظ ام دي ان "العملية ما زالت جارية". واضاف "استنادا الى استطلاعات معاهدنا (...) الانتصار في صفنا". الا انه دعا مؤيديه الى انتظار نشر النتائج الرسمية. وقال "نحن نتحلى بالصبر وسنمتثل للقانون ونحاول التصرف بشكل جيد. لكن لا تتصوروا اننا ضعفاء".
واشار الى ان خمسة معاهد استطلاع في البلاد اشارت الى تقدمه على خصمه بما بين ثلاث وخمس نقاط. وقال ان "صفحة من التاريخ كتبت. انه فصل جديد للشعب الاندونيسي". وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها باكرا في الصباح في هذا الارخبيل الشاسع الذي يضم 17 الف جزيرة وجزيرة صغيرة، وقد دعي قرابة 190 مليون ناخب للاختيار ما بين مرشحين مختلفين تماما من حيث الشخصية والرؤية لمستقبل ثالث ديموقراطية في العالم عدديا واول قوة اقتصادية في جنوب شرق اسيا.
يعتبر جوكو ويدودو المعروف بلقب "جوكوي" بنظر انصاره المرشح الذي سيواصل الاصلاحات الديموقراطية لمرحلة ما بعد سوهارتو (1967-1998). وبائع الاثاث السابق هو اول مرشح للرئاسة غير مرتبط بالنظام السابق المتسلط. عرف جوكوي (53 عاما) المتحدر من وسط متواضع، صعودا ملفتا في عالم السياسة بعد ان حول مدينة سولو التي ترأس بلديتها خلال سبع سنوات، ما دفعه الى منصب حاكم العاصمة جاكرتا عام 2012.
واثار الأمل في قيام طبقة جديدة من القادة السياسيين في اندونيسيا التي لا تزال تحكمها نخبة منبثقة عن عهد سوهارتو. خصمه برابويو سوبيانتو كان صهر سوهارتو وقد اقر بانه امر بخطف ناشطين من اجل الديموقراطية في نهاية عهد الديكتاتور السابق.
وقد ترشح بصفته الزعيم ذو القبضة الحديد الذي تحتاج اليه اندونيسيا فاجتذب قسما من الناخبين الذين يرون فيه شخصية قوية. واعلن اخيرا ان الديموقراطية كما تطبق في الغرب "لا تتكيف مع اندونيسيا" ما بعث مخاوف من العودة الى نظام استبدادي.
وادلى جوكوي بصوته في جاكرتا، حيث وجد صعوبة في شق طريقه بين مئات الصحافيين الذين تهافتوا من حوله واعداد من الناخبين راحوا يهتفون اسمه للوصول الى العازل.
وقال المرشح وهو يرتدي قميصا تقليديا وترافقه زوجته المحجبة "اهنئ الاندونيسيين الذين مارسوا حقهم في التصويت". كذلك كان حشد متحمس في استقبال بابويو في مكتب تصويت في ضواحي جاكرتا حيث وصل في سيارة رباعية الدفع يواكبه شرطيان يمتطيان حصانين.
وقال الجنرال السابق الذي يحظى بدعم عدد من الحركات الدينية "انني متفائل جدا وان شاء الله سنحصل على دعم عبر انحاء البلاد". وسيخلف الفائز في الانتخابات الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو الذي يحظر عليه الدستور الترشح لولاية ثلاثة من خمس سنوات على التوالي.
واوضح توبياس باسوكي المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لوكالة فرانس برس انه "على صعيد الديموقراطية، فذلك قد يكون منعطفا بالغ الاهمية". والمرشحان هما الوحيدان اللذان حصلا على دعم ائتلاف من الاحزاب تمثل ما لا يقل عن 20 بالمئة من مقاعد مجلس النواب الـ560.
واشارت استطلاعات الرأي على مدى اشهر الى تقدم كبير لجوكوي غير ان الهامش تقلص الى حد بعيد في الاسابيع الاخيرة. ويحظى الجنرال السابق الذي جمع ثروة بعد انتقاله الى عالم الاعمال، بدعم اقطاب الاعلام المرئي والمسموع من اصحاب شبكات تلفزة. لكن حملة تشهير تتهم خصوصا جوكوي بانه غير مسلم - في اكبر بلد مسلم في العالم من حيث التعداد السكان المقدر بنحو 250 مليون نسمة- افقدته الكثير من النقاط.
وتبدو المنافسة شديدة في الانتخابات ومن المتوقع صدور اولى التقديرات بعيد اغلاق مكاتب التصويت في الساعة 13,00 (6,00 تغ). وبرامج المرشحين الرئاسيين تبدو متشابهة كثيرا. فهما يشددان على مكافحة ظاهرة الفساد المزمن وعلى مساعدة الاكثر حرمانا في بلد يعيش نصف سكانه باقل من دولارين في النهار. وبرأي عدد من الخبراء، يبدو جوكوي المرشح المفضل لدى الاسواق، بينما يثير برابويو المخاوف من هروب عدد من المستثمرين الاجانب.
&