أخبار

مدينة القدس شبه خالية في الجمعة الثانية من رمضان

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بدت القدس القديمة التي تكون عادة مكتظة في ايام الجمعة في رمضان، شبه خالية يكاد عدد افراد الامن المنتشرين فيها يتجاوز عدد المصلين بعدما شددت الشرطة الاسرائيلية القيود على دخول المصلين الى المدينة والمسجد الاقصى.

وفرضت السلطات الاسرائيلية هذه القيود خوفا من حدوث مواجهات مع استمرار الحملة العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة التي اودت بحياة اكثر من مئة فلسطيني منذ بدئها فجر الثلاثاء، وفق الشرطة. فقد منعت الشرطة الاسرائيلية المسلمين الذين لم يبلغوا الخمسين من العمر من سكان المدينة والضفة الغربية من دخول المسجد الاقصى لاداء صلاة الجمعة.

وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري لوكالة فرانس برس ان "الشرطة منعت الرجال تحت سن الخمسين من حملة هوية القدس ومن الضفة الغربية من دخول المسجد، وكذلك النساء اللواتي لم يبلغن الاربعين من الضفة الغربية بحسب تعليمات وزير الامن". الا انها "سمحت بالدخول للنساء اللواتي يحملن الهوية الاسرائيلية من دون تحديد اعمارهن"، على حد قول السمري.

وانتشر آلاف من رجال الامن الاسرائيليين من حرس الحدود والوحدات الخاصة والشرطة في الشوارع وعلى مداخل المدينة وعلى المعابر. وقالت السمري ان "آلافا من افراد الشرطة الاسرائيلية منتشرون في انحاء المدينة والشرطة في حالة التأهب القصوى في اعقاب الاوضاع الامنية السابقة".

وتشير السمري بذلك الى العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة ومقتل الفتى محمد ابو خضير الذي احرقه متطرفون يهود حيا في القدس بعد العثور على جثث ثلاثة شبان اسرائيليين بعد ايام على اختفائهم في الضفة الغربية.

وقالت فاطمة عودة من مدينة بيت لحم (47 عاما) التي وصلت الى محطة باصات باب العمود المدخل الرئيس للمدينة& لوكالة فرانس برس "خرجت باكرا. اعاقوا (رجال الشرطة الاسرائيلية) حركتنا عبر المعابر وكانوا يعيدون النساء تحت سن الاربعين". واضافت انهم "اعادوا معظم الرجال وازعجوهم كثيرا". وهذه العراقيل لم تكن وحدها السبب في وصول المصلين الى المسجد الاقصى، اذ هاجم مستوطنون حافلة قادمة من نابلس في الضفة الغربية.

وقال مصور من فرانس برس "ان الواجهة الامامية لباص وصل من مدينة نابلس في الضفة الغربية الى معبر قلنديا (الذي يمر عبره الفلسطينيون الراغبون في دخول القدس) تحطمت بعد رشقه بالحجارة من قبل مستوطنين" اسرائيليين.

وصرح سائق الباص التابع لشركة الوليد النابلسية طالبا عدم كشف هويته ان "مئات المصلين عادوا ادراجهم خوفا من اعتداءات المستوطنين وانتقامهم". واضاف ان "رجلا مسنا جرح في يديه جراء اصابته بحجر من المستوطنين". ولم يمر من معبر قلنديا سوى مئات من المصلين، بحسب مصور فرانس برس.

وقال المدير العام لاوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب لوكالة فرانس برس "اليوم صلى في المسجد الاقصى نحو 12 الفا وفي مثل هذا اليوم في العام الماضي بلغ عدد المصلين اكثر من مئتي الف".

واضاف "آمل ان تتوقف الاجراءات الاسرائيلية"، مشيرا الى ان "المسجد الاقصى محاط بالحواجز الاسرائيلية وهذه اجراءات تعسفية وفيها تقييد لحرية العبادة والديانة". واكد انه "يجب السماح لكل الاعمار باداء الصلاة". وقد صلى مئات المصلين المقدسيين خارج اسوار القدس القديمة.

وفي ايام الجمعة في رمضان، تكتظ المدينة عادة ولا تتسع لموطئ قدم. ويقوم المصلون بعد اداء صلاة الجمعة بالتسوق والتجول في المدينة. الا ان الشرطة الاسرائيلية نصبت نحو سبعة حواجز في شارع الواد، احد الشوارع& الرئيسة المؤدية الى مداخل المسجد الاقصى.

وصدحت الاناشيد الدينية في الحوانيت الممتدة في الشارع بينما كان عدد من الشرطيات الاسرائيليات يامرن بائعات فلسطينيات فرشن بسطات على الارض باخلاء اماكنهن. ويسود التوتر الشديد الشارع الفلسطيني في القدس الشرقية العربية المحتلة بسب العملية العسكرية على قطاع غزة.

واصبحت صلاة التراويح متنفسا للمقدسيين لاطلاق هتافاتهم المعادية للاحتلال الاسرائيلي كل ليلة بحسب مصلين . وخلال صلاة التراويح مساء الخميس، دوت صفارات الانذار الاسرائيلية في القدس. وتوقف المصلون عن الصلاة وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا اقصى" و"وبالروح والدم نفديك يا فلسطين".

والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. واحتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس وضمته في 1967. ويطالب الفلسطينيون بان تكون عاصمة لدولتهم المقبلة. ويقيم فيها نحو 200 الف اسرائيلي في تجمعات استيطانية، الى جانب اكثر من 290 الف فلسطيني. ولا تعترف المجموعة الدولية بضم القدس الشرقية وتعتبر المستوطنات في الاراضي المحتلة غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف