القاهرة تجاهلت مخاطبة حماس بشكل رسمي
خلافات حماس والسيسي وراء رفض المبادرة المصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قال ديبلوماسي مصري رفيع لـ"إيلاف" إنّ الخلافات السياسية بين السلطة في مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحركة حماس في قطاع غزة، وراء فشل المبادرة، مشيراً إلى أن حماس لا ترغب في التعاون بشكل واضح مع مصر، في ظل إستمرار ما تعتبره حالة العداء ضدها سياسياً وإعلامياً.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: لم يتوقف الدور المصري في إيقاف الحرب على غزة عند حد طرح مبادرة إيقاف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بل تبذل القاهرة مساعي وجهوداً أخرى من أجل حث حماس على قبول المبادرة، التي تصر على رفضها، والإستمرار في الحرب، حتى تحرير الأرض والأسرى.
يأتي ذلك، في الوقت الذي يشن فيه إعلاميون وسياسيون& مصريون انتقادات واسعة لحركة حماس، متهمين إياها بالتسبب في إراقة دماء المصريين والفلسطينيين، والعمل لحساب مصالحها الخاصة، بينما دعا آخرون معتدلون إلى التفرقة بين حركة حماس الموالية للإخوان، والشعب الفلسطيني، مؤكدين أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية ضمن أولويات الأمن القومي، ولا تحمل الفلسطينيين أخطاء حماس.
جهود مصرية
كشف مصدر دبلوماسي رفيع، أن الجهود المصرية لم تنتهِ عند حد طرح مبادرة التهدئة بين حماس والفصائل الفلسطينية من جانب، واسرائيل من جانب آخر.
وقال المصدر الذي تحفظ عن ذكر إسمه لـ"إيلاف" إن مصر تبذل جهوداً كبيرة في سبيل اقناع الفصائل الفلسطينية بضرورة قبول المبادرة، لحقن دماء المدنيين.
وأضاف أن أسباب رفض حماس المبادرة المصرية ترجع إلى أن مصر تجاهلت مخاطبة حماس فيها بشكل رسمي، بل تشاورت بشأنها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مباشرة.
ولفت المصدر إلى أن مسؤولين في جهاز المخابرات المصري عقدوا لقاءات مع موسى أبو مرزوق القيادي بالحركة في القاهرة، وحثوه على ضرورة توفير أجواء من أجل التهدئة، وحفظ دماء الفلسطينيين.
وكشف أن الخلافات السياسية بين السلطة في مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحركة حماس في قطاع غزة، وراء فشل المبادرة، مشيراً إلى أن حماس لا ترغب في التعاون بشكل واضح مع مصر، في ظل إستمرار ما تعتبره حالة العداء ضدها سياسياً وإعلامياً.
الإعلام المصري يهاجم حماس
وفي السياق ذاته، تصاعدت حدة الإنتقادات الموجهة لحماس في الإعلام المصري، لاسيما بعد رفض المبادرة المصرية، وتعرضت لإتهامات تتعلق بقتل المصريين والفلسطينيين، إلا أن الكثير من السياسيين طالبوا بضرورة التفرقة بين حماس والشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال اللواء عبد المنعم سعيد، الخبير العسكري، ورئيس جهاز عمليات القوات المسلحة الأسبق، إن مصر أكبر من أن تتعامل مع القضية الفلسطينية بهذا المنطق السطحي.
وأضاف أن الشعب المصري والسلطة تعرف جيداً أن ما يحدث هو عدوان على الشعب الفلسطيني، مستنكراً ما يقوله البعض من أن حماس تدفع ثمن مشاركتها في ثورة 25 يناير والتحالف مع جماعة الاخوان المسلمين.
ولفت إلى أن& مصر تطالب بتحرير فلسطين، وتحرير قطاع غزة من الاحتلال الإسرائيلي، وان فلسطين دولة عربية، ولابد أن تحصل على استقلالها، ونبّه إلى أن موقف مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية ثابت، و غير قابل للتغيير، وقال إن مصر تهمها سلامة وأمن المواطن العربي في قطاع غزة وفي الضفة الغربية.
الفلسطينيون لا يزرون وزر حماس
إلى ذلك، قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري لـ"إيلاف" إن الكثيرين في مصر تأثروا مما قامت به حركة حماس في مصر، لاسيما دعم الإرهاب وقتل الجنود المصريين، مشيراً إلى أنه رغم ذلك فإن مصر لا تحمل الفلسطينيين مسؤولية تلك الأفعال، بل تحملها لحماس وحدها، ولا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان على غزة.
وأضاف أن التصعيد الإسرائيلي على القطاع كان متوقعًا، ولكن الأمر لن يصل إلى حد اجتياح القطاع، مشيراً إلى أن هذا العدوان يمثل إحدى جرائم إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
وطالب بفك الحصار وإنهاء الاحتلال عن فلسطين. ولفت إلى أن مصر تجري تنسيقاً وتعاوناً بينها وبين الدول العربية وأميركا في سبيل إنجاح المبادرة، وحقن دماء الفلسطينيين.
دعم الفلسطينيين واجب
وصف محمود عفيفي القيادي السابق في حركة 6 أبريل، موقف الدول العربية جميعها بالسيئ للغاية.
وقال لـ"إيلاف" إنه يجب فتح معبر رفح بشكل منتظم، مشيراً إلى أن هناك واجباً على الدولة المصرية والشعب المصري والعربي&القيام به يتعلق بتنظيم قوافل علاجية وغذائية إلى قطاع غزة.
وشدد على ضرورة أن تتخطى الدولة المصرية فكرة الخلاف السياسي مع حركة حماس في هذا الظرف، وبالتالي لابد ان يكون هناك تجاوز لهذا الخلاف السياسي بأي شكل من الأشكال من اجل مساندة القضية الفلسطينية.
وقال إنه لابد من النظر إلى الأمر من منظور إنساني، واتهم الدول العربية بالتقصير في دفع هذا العدوان عن قطاع غزة.
وتبذل مصر جهوداً دبلوماسية حثيثة في اتجاه التهدئة، وتلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري إتصالاً هاتفياً اليوم الثلاثاء من نظيره الأميركي جون كيري، وقد تناول الاتصال آخر التطورات على الساحة الفلسطينية في ضوء استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، والمبادرة التي أطلقتها مصر لوقف إطلاق النار، وكذا الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب والذي انعقد في القاهرة مساء 14 يوليو، وما صدر عنه من قرار يتضمن ضمن بنوده دعماً للمبادرة المصرية.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي أن كيري أعرب خلال الاتصال عن دعم الولايات المتحدة للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، معتبراً إياها فرصة حقيقية يجب دعمها لوقف العنف واستعادة التهدئة، معرباً عن حرص الولايات المتحدة على أن تعطي كافة الأطراف المعنية دعمها الكامل للمبادرة المصرية.
وأضاف أن شكري استعرض محصلة الاتصالات والجهود التي بذلتها مصر في الساعات الأخيرة، وعلى رأسها مبادرة وقف إطلاق النار، ومؤكداً أن مصر لا تألو جهداً في سبيل العمل على التوصل إلى تسوية عاجلة تحقن دماء المدنيين الأبرياء.
&