أخبار

حماس بعيون لبنانية: ابتعدت عن إيران وعادت إليها

أين "حزب الله" مما يجري في غزة... وأين نصرالله؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس يوسف &- بيروت :&ما وجه الشبه بين "حماس" و"حزب الله" ؟ السؤال يُطرح في مجالس السياسيين في بيروت خلال مناقشات للموقف من أحداث غزة &تدور حتى ضمن كل فريق. لا خلاف على تأييد الشعب الفلسطيني، فالجميع يقولون الكلمات نفسها تقريبًا في هذا الموضوع. "تيار المستقبل" يقوم بنشاطات ويوزع بيانات بهذا المعنى مثله مثل "حزب الله". إنما تختلف الصورة تماماً عند دخول التفاصيل حيث تكمن الشياطين.&إلا أن شقة التباعد تصل إلى أقصى مدى عند المقارنة بين ما تفعله "حماس" في غزة منذ أيام، وما أقدم عليه "حزب الله" في مثل هذه الايام بافتتاحه حرب تموز (يوليو) 2006 .&&لم يكن الحزب الموالي للجمهورية الإسلامية في إيران يعتقد عند مهاجمته دورية جنود إسرائيليين خلف الحدود بهدف خطفهم ومبادلتهم بأسرى لبنانيين ( أسير واحد عملياً تحرر لاحقاً هو سمير القنطار) أن حرباً مهولة ستندلع على الأثر وسيدفع اللبنانيون وفي مقدمها أبناء الطائفة التي ينتمون إليها أثماناً غالية لها بشرياً ومادياً. استعان الحزب بالموروث الديني والغيبيات ليقنع أبناء الطائفة والمتحالفين معه بأنه حقق انتصاراً إليهم، رغم أن أمينه العام السيد حسن نصرالله صرح بعد انتهاء الحرب على قاعدة قبول الحزب بالقرار الدولي رقم 1701 بعبارته الشهيرة" لو كنت أعلم ..."، بما يفيد بالندم عندما سئل هل كان يقدم على إطلاق العملية لو كان يدرك أنها ستؤدي إلى تلك الحرب.&تبرز اليوم مفارقة لافتة. فالسيد حسن نصرالله لم يظهر ولم يوجه كلمة عبر الشاشات إلى أنصاره في الذكرى السادسة لحرب تموز، ولا في بداية شهر رمضان . بعض الأنباء غير الأكيدة تتحدث عن سبب صحي وأنه خضع لجراحة ناجحة جراء معاناته آلامًا في الظهر، وذلك في مستشفى الرسول الأعظم على طريق مطار الرئيس رفيق الحريري، بدليل إجراءات أمنية شديدة وإقفال طرق شهدتها تلك المحلة خلال أيام ماضية. يسخر سياسيون من خصوم "حزب الله" حيال هذا التبرير ويقولون إن نصرالله وأعوانه ليس لديهم ما يقولونه بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي مني بها مسلحو الحزب في سوريا أخيراً، وقد بلغ عدد الضحايا القتلى من بينهم العشرات خلال أيام قليلة في منطقة القلمون المحاذية للحدود الشرقية الشمالية مع لبنان، والتي سبق أن أعلن النظام السوري و"حزب الله" تنظيفها من "الإرهابيين"، على ما يسميان مقاتلي المعارضة السورية المتمركزين في تلك البقعة الشديدة الوعورة. يضيف هؤلاء السياسيون في مجالسهم إن "حزب الله" ليس قائماً على برغي واحد هو حسن نصرالله، بل هو ماكينة ضخمة تدعي السعي إلى تحرير فلسطين وسوريا والعراق والبحرين وسواها. بالتالي إن التذرع بسبب صحي ألم بنصرالله لتبرير غياب أي إطلالة للحزب على الأوضاع اللبنانية خصوصًا، هو عذر أقبح من ذنب.&&إلا أن هذا موضوع آخر. في الشأن الغزاوي، يصرّ الفريق المتضامن مع الشعب الفلسطيني والمخاصم لسياسة إيران في المنطقة على تبني وجهة نظر السلطة الفلسطينية . يرون شبهاً بين منطق "حماس" ومنطق "حزب الله" الذي يزعم أنه يدافع عن السيادة والأرض وعلى المواطنين الآخرين الإنصراف إلى شؤونهم وتدبيرها وإقامة المهرجانات الفنية إذا أرادوا، ليقول الحزب ضمناً إن من يدافع عن الأرض هو الذي يجب أن يحكم البلاد، وهو يتصرف عملياً على هذا الأساس. لكن ما حصل أن تمسكه بالقرار الدولي 1701 الذي أنقذه سنة 2006 رغم محاولته تفريغه من مضمونه في تعامله مع القوة الدولية ("اليونيفيل") حوّل هذا الحزب إلى مجرد حرس للحدود مع إسرائيل فيما هو غارق حتى أذنيه في المذبحة الدائرة في سوريا.&وضع القرار الدولي 1701 جنوب لبنان تحت مظلة الشرعية الدولية . يريد خصوم "حزب الله" توسيع مظلة هذه الشرعية لتغطي حدود لبنان كلها ، من أقصى نقطة في الجنوب إلى أقصاها في الشمال مروراً بالشرق بما يمنع دخول مسلحي "الحزب" إلى سوريا وخروجهم منها علناً بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة، وبما يحول كذلك دون تنقل المسلحين من المعارضة السورية، أفراداً وجماعات على الحدود بين البلدين، وأيضاً اعتداءات دوريات النظام السوري وسلاحه الجوي الذي يشن غارات في شكل شبه يومي على مواقع داخل الأراضي اللبنانية. &&هذا التعويل على الشرعية الدولية والعربية يشكل نقطة خلاف مع "حزب الله"، وكذلك مع "حماس" التي تتبع نهج الحزب، لا بل يمكن القول إن الحزب هو مثالها الأعلى حتى في الشكل. لا أحد ينسى أن إيران هي التي تولّت تدريب مسلحي "حماس" والجماعات الإسلامية القريبة منها. في عرضهم لتاريخ العلاقة والموقف من هذه الحركة ، يذكر السياسيون المناهضون لـ"حزب الله" أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أقفل مكاتب "حماس" في دمشق وطرد المسؤولين عنها عندما أبدت تضامناً مع الثورة السورية على النظام تجاوباً مع توجهات "الإخوان المسلمين" الذين تعدّ "حماس" من صلبهم. عندما وصل "الإخوان" مع الرئيس السابق محمد مرسي &إلى السلطة في مصر استغنت "حماس" عن الدعم الإيراني ولاذت بمصر وقبلت بالمصالحة مع "السلطة الفلسطينية" وتوحيد الشعب الفلسطيني. عندما أقصي "الإخوان" في مصر عن السلطة عادت "حماس" إلى حضن إيران . ستظل مختلفة مع "حزب الله" في النظرة إلى الأحداث السورية، لكن الحزب سينهمك رغم ذلك بتأمين طريقة لتعويضها الصواريخ التي أطلقتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة معتبراً "الخسائر النفسية الجسيمة" التي أصيب بها الإسرائيليون بمثابة "إنتصار إلهي آخر"، أياً تكن نتائج المواجهة. &&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف