قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ينطبق المثل العربي القديم &"المستجير بعمرو عند كربته.. كالمستجير من الرمضاء بالنار"، على المصريين الذين انتقلوا للعمل في الجارة الليبية، هرباً من ضيق الحال في بلادهم، إلا أنهم وجدوا أنفسهم فريسة سهلة للقتل وتطاردهم فلول نظام حكم معمر القذافي، والميليشيات الإسلامية المسلحة. وتزداد أحوالهم سوءاً مع مرور الوقت، وتأزم الأوضاع السياسية في ليبيا، بالإضافة إلى تأزم الأوضاع بين السلطات في البلدين. &
القاهرة: مع إستمرار تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا، وتواصل استهداف المصريين بالقتل، بدأت السلطات المصرية في إجلاء رعاياها الراغبين في العودة، عبر تونس، ويتكدس نحو 150 ألف مصري بالقرب من الحدود الليبية التونسية، وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الوزارة تتابع أعداد المصريين على الحدود الليبية التونسية وتقوم برصد كثافة هذه الأعداد، مشيراً إلى أن الوزارة قررت مضاعفة عدد أفراد الطاقم القنصلي الذي سبق الدفع به الى الحدود بين ليبيا وتونس لتسهيل إجراءات الراغبين في العودة الي مصر عبر الاراضي التونسية في ظل تصاعد حدة الاشتباكات الجارية في العاصمة طرابلس بين الميليشيات الليبية المختلفة.&وأضاف في بيان له: "يعمل أفراد الطاقم القنصلي بشكل مستمر ويضم الطاقم دبلوماسيين وإداريين وفنيين يتواجدون على الجانب التونسي من الحدود مع ليبيا لتسهيل إجراءات دخول المصريين الى تونس والإشراف على نقلهم بالحافلات الى مدينة جربا تمهيدا لإعادتهم جوا الى أرض الوطن". ولفت إلى أنه "يتواجد عضو قنصلي على الجانب الليبي من الحدود مع تونس لتذليل أية مصاعب قائمة. وتنسق وزارة الخارجية في هذا الشان مع مختلف الجهات المصرية المعنية لتوفير مختلف أشكال الدعم للمواطنين المصريين في ليبيا لتأمين أرواحهم والإشراف على عودة من يرغب الى ارض الوطن".&وجدد عبد العاطي مناشدة المصريين بالامتناع عن السفر الى ليبيا في الوقت الراهن وتحذير المقيمين علي الاراضي الليبية من مغبة الاقتراب من مناطق الاشتباكات وضرورة الابتعاد عنها الى مناطق اكثر أماناً داخل ليبيا.&
المصريون: لا يوجد دبلوماسيون&&ورغم تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عن التسهيلات، إلا أن مصريين على الحدود بين ليبيا وتونس، قالوا ل"إيلاف" إن أوضاعهم في غاية السوء، ونفوا وجود أي أعضاء دبلوماسيين مصريين على الجانب الليبي أو التونسي. وقال "ممدوح" الذي طلب عدم ذكر اسمه كاملاً، ويعمل "بناء"، في إتصال هاتفي مع "إيلاف" من الحدود الليبية التونسية، إن عشرات الآلاف من المصريين عالقون على الحدود بين ليبيا وتونس، مشيراً إلى أن أوضاعهم سيئة جداً، لاسيما في ظل احتدام القتال بين الميليشيات الإسلامية والحكومة الليبية.&&
تونس ترفض دخول المصريين&وأوضح أن السلطات التونسية ترفض دخول المصريين إلى أراضيها من دون "تذكرة"، منوهاً بأن المقصود ب"التذكرة" تأشيرة سفر من مصر إلى تونس أو من ليبيا أو تونس تكون سارية. ونبه إلى أن هذا المطلب شبه مستحيل في ظل انهيار السلطات الليبية في طرابلس. وانتقد التصريحات الرسمية للحكومة المصرية حول وجود تسهيلات، لافتاً إلى أنه ليست هناك أية تسهيلات، لاسيما أن تونس تخشى تسرب إرهابيين إلى أراضيها، ولذلك تتشدد في الإجراءات، في ظل غياب تام للمسؤولين الدبلوماسيين المصريين.&
استحالة العيش&فيما قال صديق له يدعى "عمر" من الحدود الليبية التونسية، وهو "عامل محارة"، ل"إيلاف" إن القتال بين الجماعات الإسلامية والجيش الليبي، أدى إلى إستحالة العيش هناك، مشيراً إلى أن الميليشيات المسلحة تستهدف الأجانب، ولاسيما المصريين، إنتقاماً من السلطات في مصر. ولفت إلى أن هذه الميليشيات تعتبر أن السلطة في مصر غير شرعية، وأن السيسي أنقلب على الرئيس الإسلامي محمد مرسي. ونبه إلى أن المصريين البسطاء الذين هربوا من الأوضاع المعيشية السيئة في &مصر يعانون أشد المعاناة، ويتعرضون لتهديدات باستمرار، وصلت إلى حد القتل. وأشار إلى أن بعض المصريين يدفعون "إتاوات" لبلطجية ومسلحين من أجل العمل والعيش في سلام.&
استهداف الأقباط&ويتعرض المصريون في ليبيا، للإستهداف من جانب الميليشيات المسلحة، وقتل المئات منهم في حوادث متفرقة منذ سقوط نظام حكم القذافي، في شهر أيلول / سبتمر 2011. ويتعرضون للإختطاف، ولاسيما الأقباط. وتواترت أنباء منذ يومين تفيد بمقتل 23 مصرياً، بسبب سقوط صاروخ جراد على منازلهم، إلا أن السلطات الليبية نفت ذلك.&وانخفضت أعداد المصريين في ليبيا من مليوني شخص إلى نحو 350 ألف شخص، ومن المتوقع أن ينخفض هذا الرقم إلى نحو 200 ألف، خلال الأيام المقبلة، في ظل استمرار نزوح المصريين إلى تونس، للعودة إلى القاهرة.وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، لاسيما أن المصريين سواء البسطاء أم رجال الأعمال، يتوقعون أن تشكل عملية إعادة إعمار ليبيا مصدراً للرزق، ورغد العيش، إلا أن الأوضاع الأمنية المتردية في ليبيا، وإنهيار الدولة، واستهدافهم حال دون تحقيق أمانيهم.&
عمليات انتقامية&وقال اللواء محمود حفني، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" إن عمليات إستهداف المصريين في ليبيا، تعتبر عمليات إنتقامية، بسبب عزل الرئيس السابق محمد مرسي واسقاط جماعة الإخوان من الحكم، وأضاف أن الميليشيات الإسلامية المسلحة ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً، مشيراً إلى أن ميليشيات "17 فبراير" و"غرفة عمليات الثوار"، هي أذرع عسكرية في ليبيا تابعة لجماعة الإخوان الليبية.&ونبه إلى أن ما يؤكد أن الإستهداف للمصريين يأتي على خلفية سياسية، تعرض الأقباط خصوصاً للإختطاف والقتل، ما أدى إلى عودتهم جميعاً إلى مصر. واعتبر أن استهداف الأقباط يأتي، عقاباً لهم على التأييد الكاسح من جانبهم لثورة 30 يونيو/ حزيران التي أطاحت بحكم الإخوان.&وذكر حفني أن الميليشيات الإسلامية تحاول إجبار المصريين على العمل معها، ومن يرفض يتعرض للقتل، مشيراً إلى أن التقارير الأمنية طالبت بضرورة العمل على إعادة المصريين الراغبين في العودة فوراً، حتى لا يكونوا فريسة سهلة للجماعات الإرهابية، التي تسعى إلى تجنيدهم للعمل ضد بلدهم.&يرتبط إستقرار المصريين في ليبيا، بمدى دفء العلاقات بين السلطة في كلا البلدين منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك والعقيد الراحل معمر القذافي. وقال الدكتور محمد رفاعي، الخبير السياسي، ل"إيلاف" إن عمليات إستهداف المصريين لا يمكن فصلها عن الملف السياسي، لاسيما في ظل توتر العلاقات بين مصر والحكومة الليبية، بسبب عدم تسليم رموز حكم القذافي، ومنهم ابن عمه أحمد قذاف الدم، وعدم إغلاق القنوات التي تعتبرها الحكومة ضد الثورة الليبية.&ونبه إلى أن الجماعات الإسلامية في ليبيا تعتبر النظام الحاكم في مصر علماني، وأن الجيش إنقلب على الرئيس الإسلامي محمد مرسي، وتحاول الإنتقام من المصريين، وتصدير الإرهاب إلى مصر.&