قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في أنقرة يتناقل مسؤولون في ما بينهم حديثا حول إمكانية أن تكون تركيا الهدف التالي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في وقت تواجه فيه حكومة إردوغان اتهامات بارتكاب اخفاقات في إدارة الأمور على الصعيدين الإقليمي والدولي، وسمحت لمقاتلين متطرفين بالمرور عبر أراضيها. &حين افُتتحت القنصلية التركية في مدينة الموصل شمال العراق عام 2009 قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لأهالي الموصل "نحن نعتبركم جزءا من أنفسنا ، وأنا وزيركم". &ويرى مراقبون ان كلماته كانت أول مؤشر الى احلام تركيا العثمانية الجديدة بقيادة المسلمين من البلقان مرورا بآسيا الوسطى الى الشرق الأوسط. &&وبعد خمس سنوات على اعلان داود اوغلو اصبحت قنصليته في الموصل مقر تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الذي سيطر على مبنى القنصلية في 10 حزيران/يونيو وخطف جميع موظفيها. &وكان محافظ الموصل اثيل النجيفي دعا الاتراك الى إخلاء القنصلية محذرا ولكن انقرة تجاهلت تحذيره. &&ويلخص مآل القنصلية التركية في الموصل ومصير موظفيها التسعة والأربعين اخفاقات السياسة التركية في الداخل والخارج. &فحتى الآونة الأخيرة كانت تركيا تُعتبر نموذجا يُقتدى للتنمية والديمقراطية في بلد مسلم. &ولكن تسلط حكومة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان وممارستها القمعية في الداخل تضافرت مع الأخطاء الفادحة التي ارتكبها إردوغان وحكومته في التعامل مع التطورات الاقليمية والتطورات الدولية لتبديد هذه القوة الناعمة. &&وكان من أكبر هذه الأخطاء في مجال السياسة الخارجية اتخاذ جانب جماعة الاخوان المسلمين ضد ملايين المصريين الذين نزلوا الى الشوارع مطالبين بتنحية الرئيس الاخواني محمد مرسي. &ولكن التعامل مع الأزمة السورية كان الضربة الأشد ايلاما للسياسة التركية. &&إذ كان إردوغان يتوقع سقوط رئيس النظام السوري بشار الأسد في غضون ستة اشهر بل أقل من ذلك كما ذهب داود اوغلو. &واتضح ان حساباتهما كانت تتسم بتبسيط لا يتناسب مع ازمة معقدة ذات ابعاد متشابكة مثل النزاع السوري. &وسمحت انقرة بتدفق السلاح والمقاتلين الى سوريا عبر حدودها دون تمييز ، فاتحة ابوابها للمقاتلين من كل حدب وصوب. &ويسيطر داعش الآن على معبرين حدوديين مع تركيا ويهدف الى انتزاع ثالث يسيطر&عليه كرد سوريا. &ويؤكد الكرد ان انقرة تسمح لمقاتلي داعش باستخدام اراضيها قاعدة ينطلقون منها لمهاجمتهم. &&وتنظر الولايات المتحدة بقلق بالغ الى التقارير التي تتحدث عن تعامل تركيا مع الجهاديين واتهامات الكرد بتواطؤها مع داعش ضدهم. &ونقلت مجلة الايكونومست عن مسؤول اميركي لم تذكر اسمه "ان هناك انعدام ثقة عميقا بإردوغان". &وقال هنري باركي الباحث في جامعة ليهاي في ولاية بنسلفانيا "ان اردوغان لن يكترث بأي انتقادات إلا إذا كانت آتية من اوباما نفسه". &&وبضغط اميركي شديد وافقت تركيا رغما عنها على اعلان داعش وجبهة النصرة منظمات ارهابية. &وأكدت مجلة الايكونومست ان بعض المسؤولين الاتراك يعترفون في المجالس الخاصة بأن تركيا قد تكون هدف داعش التالي. &&وكان داود اوغلو نفسه مَنْ دعا الى الجهاد في مناطق مثل الشيشان وافغانستان واطلق تصريحات نارية وصف فيها اسرائيل بأنها "ورم جيوسياسي" للاستهلاك الدعائي. &ونبش بهلول اوزكان استاذ العلوم السياسية في جامعة مرمرة في اسطنبول هذه التصريحات مع 300 مقالة كتبها داود اوغلو حين كان استاذه في التسعينات ليخلص منها الى ان وزير الخارجية التركي "أقرب الى جماعة الاخوان المسلمين".ورغم اخفاقات السياسة الخارجية التركية بقيادة داود اوغلو فان شائعات قوية تسري بأن اردوغان المتوقع فوزه في الانتخابات الرئاسية اختاره خلفا له في رئاسة الحكومة. &ولعل داود اوغلو سيتذكر حينذاك كارثة الموصل ليتخلى عن احلامه العثمانية الجديدة. &ولكن حتى الآن ليس هناك ما يشير الى مثل هذا الاحتمال. &&&