أخبار

بعد 24 عامًا على يوم الثاني من آب 1990

عراقيون يعتبرون احتلال الكويت بداية للكوارث التي يعيشونها

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الجبار العتابي من بغداد: أكد عراقيون أن كل ما أصاب العراق منذ الثاني من آب عام 1990 من فواجع ومآسٍ، هي بسبب هذا اليوم المشؤوم الذي جعل الشعب العراقي يمرّ بأسوأ الظروف وأقساها معاناة وموتًا وتشردًا في بلدان العالم عقب غزو رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين لدولة الكويت. &
احتلال الكويت&وفي يوم الخميس الموافق 2/8/1990 &اجتاحت جحافل الجيش العراقي أراضي الكويت، بهدف رسمي لضمّها إلى العراق حيث أعلنت حكومته يوم 9-8-1990م، إلغاء الكيان السياسي الكويتي من الخارطة العالمية، وذلك بالعديد من الإجراءات منها : إلغاء جميع السفارات في الكويت على اعتبار انها أرض عراقية ، وإعلان الكويت المحافظة (19) للعراق، وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت وحتى اسم العاصمة الكويتية.&صدمة كبيرة&ويستذكر الضابط المتقاعد في الجيش العراقي غازي لعيبي تلك الأيام، وما سببته للجيش والشعب في العراق من ويلات، وقال: كنت حينها احمل رتبة ملازم، وتذكر ذلك اليوم وما سببه للعراق والمنطقة من كوارث وفي مقدمها انهيار الجيش العراقي، والتدهور الكبير الذي حصل للعراق في جميع المجالات ومعاقبة مجلس الأمن الدولي، ودول العالم للشعب العراقي، عقابًا جماعيًا لاكثر من عشر سنوات عانى فيها كوارث لا يمكن ان تغيب عن الذاكرة.واضاف انه مع ضمّ العراق لدولة الكويت فقد بدأت المرحلة الأصعب التي انتهت بإخراج جيشه من قبل القوات المتعددة الجنسيات، بقيادة اميركا وتدمير الجيش العراقي حيث "عشنا أحلك الأيام والليالي ولم نكن راضين عن تلك الأوضاع ولكن ليس في اليد حيلة". &وتابع : بعد كل هذه السنوات وسقوط الطاغية الذي كان السبب في هذا الغزو لدولة جارة شقيقة، اتمنى أن يدرك العراقيون والكويتيون ان اخوتهم اكبر من حوادث الأيام، ولابد لهم حين يستذكرون تلك الأيام الأليمة، أن يضمدوا جراح بعضهم البعض فالكراهية لن تخدم الشعبين.
أيام الحصار الظالم&اما سعيد السلامي من كلية التربية جامعة بغداد، فقد تمنى تناسي الذكرى، وفتح صفحة جديدة بين البلدين، وقال انه يشعر كلما حل يوم (2 آب) بالحزن لانه يعتبر هذا اليوم بداية الازمات الكبيرة للعراق، ولا يمكن للشعب ان يتناسى ايام الحصار الاقتصادي الظالم الذي جعل الشعب يأكل نشارة الخشب واصبحت لقمة الخبر عليه حسرة. وقال إن هذه الذكرى أليمة جدا لجميع العراقيين الذين قاسوا معاناة غير مسبوقة، وبسببها هاجر الآلاف منهم، بحثا عن حياة أفضل فشعروا بالذل والمهانة، كما لم يشعروا بها من قبل .واضاف: لا أعتقد أن عراقيا او كويتيا سينسى مرارات هذا اليوم، ولكن عليهم ان يتناسوا الماضي من اجل المستقبل، وان يستفيدوا من التجارب المؤلمة لإقامة علاقات أخوة افضل وفتح صفحة جديدة، واعتقد ما قامت به دولة الكويت اخيرا من تقديم المساعدات للمهجرين العراقيين بسبب المعارك الدائرة بين عدد من المحافظات، رسالة بليغة تؤكد عمق العلاقة والاخوة التي لا يمكن ان تلغى بسبب فعل اهوج .&ذكرى سوداءومن جانبه اشار علوان الصافي، موظف في وزارة الثقافة، إلى انه لا يريد ان يتذكر كل ما جرى خلال اكثر من 12 سنة، لأنه موجع، وأضاف : يكفي أن اقول إنه اعاد العراق الى العصر الحجري، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا تجارة ولا صناعة ولا ثقافة، وصار العراقيون يعيشون في احوال لا تشبه اية احوال، فهم جوعى ومشردون مرضى ومهاجرون وتمزقت العلاقات الطيبة بين الناس والكل يجري من أجل إعالة عائلته والحفاظ على اطفاله من الموت جوعا ومرضا حتى ان الكثير من السلوكيات السيئة انتشرت في المجتمع الذي نعيش الان مخلفاتها .واضاف: اجمل ما سمعته هو قافلة المساعدات الكويتية للنازحين العراقيين التي جاءت الى العراق خلال الايام الماضية واعتقد انها بادرة جيدة وأدعو من الله ان ينسى الشعبان تلك الذكرى السوداء والعيش بسلام ومحبة .&يوم مشؤوم&أما المحلل السياسي غياث الكاتب، فقال إن هذا اليوم خطيئة دفع ثمنها الشعب، وأضاف انه يوم مشؤوم سبب فواجعنا العظيمة التي ننزف دما منها حتى الان، إنه خطيئة صدام التي لا تغتفر بحق شعب مسالم آمن.وتابع : ربما تكون هناك أخطاء ارتكبتها حكومة الكويت في ذلك الحين، الا أنها لا تستحق كل هذا البلاء، وكان الأجدر حلها بالحوار المباشر، لكن طغيان الحاكم يدفعه الى سلوكيات عدوانية سادية.&واضاف: العدوان على الكويت كان بمثابة فتح أبواب جهنم على العراقيين وختم بالقول: أدعو الحكومتين العراقية والكويتية الى تجاوز الخلافات المتبقية وفتح صفحة جديدة لإعادة الأواشج الطبيعية كما اقترح على منظمات المجتمع المدني في البلدين الاسهام &في بث روح التسامح بين مواطني البلدين من خلال الزيارات المتبادلة واقامة النشاطات الثقافية والفنية لتقوية الاواصر من جديد .&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف