قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسبوعان حاسمان سيعيشهما المقاتل السعودي وأحد شرعيي جبهة النصرة في سجون الجبهة قبل تقرير مصيره على يدها، بعد أن كان أميرًا شرعيًا فيها، إنه سلطان عيسى العطوي فمن هو، وماذا حدث لتنقلب عليه الطاولة؟
الرياض: فاجأت جبهة النصرة "الفرع السوري لتنظيم القاعدة" كل متابعي الحركات الإسلامية المتطرفة حين أعلنت في بيان عن تجريد السعودي سلطان العطوي من كل مناصبه وألقابه الاعتبارية في الجبهة، بعد أن كان أميراً فيها، وأكد البيان ذاته على أن مجلس الشورى التابع لها اتخذ قرارات بحق العطوي كان أبرزها كذلك مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة التي بحوزته، وتعزيره بالسجن لمدة أسبوعين والإعلان على أنه لم يعد يمثل الجبهة بأي صفة كانت.&وتكمن المفاجأة في توقيتها فضلاً عن مضامينها، إذ أن العطوي الملقب بأبي الليث التبوكي، كان صوتاً قويًا في الحرب الإعلامية التي تخوضها الجبهة ضد تنظيم دولة الإسلام "داعش"، وعُرف عنه هجومه الشديد بالأدلة الشرعية وفق المنهج الذي يتبعه الفريقان، وهو المنهج السلفي.&ولطالما استعرض العطوي المخالفات الشرعية التي يرى أن "داعش" وقعت وتقع فيها سواء من خلال إعلانها ضم النصرة إليها من طرف واحد قبل سنتين تقريباً، أو من خلال طريقة أدائها القتالي على الميدان ضد خصومها من الجماعات السورية المقاتلة انتهاءً بإعلانها الخلافة، وكان من أشهر مقولاته حين حلف يمينًا بأنهم لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره على أن يبايع البغدادي لما فعل.&والعطوي أحد السعوديين القلائل الذين ثبتوا على موقفهم وتمسكوا بشرعية جبهة النصرة والتنظيم الأم (القاعدة) مقابل مشروع "داعش"، إذ شهد العامان الأخيران انشقاقات واسعة من المقاتلين الأجانب وخصوصاً من السعوديين ومواطني دول المغرب العربي عن جبهة النصرة وانضموا لـ"داعش".&وكثيراً ما توعد أنصار البغدادي العطوي بأن يعاقبوه على مقولاته وهجومه على تنظيمهم وخليفتهم، إذ توعده الكثير منهم على حسابه في تويتر بأشد التنكيل إن تمكنوا منه.&ورغم أن النصرة لم تقدم في بيانها تفاصيل حول أسباب تجريد العطوي من مناصبه وسجنه، إلا أن بعض المعطيات تشير إلى أن الخيانة ليست سبباً في هذا الحادث، ذلك بأن النصرة لم يعهد عنها أنها تتريث في تطبيق الأحكام القاسية ضد من تعتبرهم خونة، وربما تكمن أسباب القضية في أن العطوي قد يكون على خلاف عميق مع قادة وشرعيين في الجبهة التي بدأت تصطبغ باللون السوري كثيراً على عكس بداياتها، حينما كانت الأغلبية فيها للمقاتلين من خارج سوريا أو كما يطلق عليهم اسم (المهاجرين)، قبل أن تدخل "داعش" وتستقطب المقاتلين من الخارج بعد إعلانها الدولة وتحقيق أحلام الكثير من هؤلاء الذين ذهبوا وهدفهم الأهم هو إنشاء دولة إسلامية على "منهاج النبوة".&هذه المعطيات جميعها لا تعني أن العطوي لن يواجه مصيراً غامضاً مع انتهاء مهلة الأسبوعين، إذ أنه في أقل أحواله سيكون فريسة سهلة لكل الذين يريدون تصفية الحسابات معه من الجماعات المقاتلة على أرض سوريا وأولهم تنظيم "داعش"، فيما لن يكون طريقه سهلاً للعودة للسعودية التي تعاقب كل من يصرح أو يدعم الجماعات الإرهابية، فضلاً عن أن يكون قيادياً وشرعياً فيها.&والعطوي سعودي كان إماما وخطيباً لمسجد أبي سلمة في تبوك (شمال السعودية)، وغادر السعودية وهو على رأس العمل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وله مشاركات عديدة في نادي تبوك الأدبي، ورغم أن نادي تبوك أصدر بياناً نفى فيه عضوية العطوي إلا أن البيان لم ينكر أنه كان يحضر الجمعيات العمومية في سنوات سابقة.