القضاء الفرنسي برّأه ومنظمات تدين المحاكمة
كريم واد يمثل أمام محكمة لا وجود لها!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم أنّ القضاء الفرنسي برّأه ومنظمات دولية نشرت تقارير تدين المحاكمة وتصفها بالسياسية، تستكمل محكمة سنغالية الاثنين محاكمة كريم واد، نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد، أمام محكمة الإثراء غير المشروع التي ألغيت في السنغال منذ عام 1984.
ساره الشمالي من دبي: قررت المحكمة التي مثل أمامها كريم واد، نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد، تأجيل محاكمته إلى الاثنين لترك مهلة للحسم في شرعية عدد من أعضاء فريق الدفاع، حيث اتهمت النيابة العامة محامي واد بعدم قانونية مشاركتهم في فريق الدفاع عنه، كونهم تقلدوا مناصب سابقة في الدولة.
ووفقًا للقاضي هنري غريغوار ديوب، فإن "محامي الدولة رفضوا مشاركة وزراء سابقين في الدفاع عن كريم واد". وأوضح ديوب أنه "بموجب القانون، فإن موظفي الدولة وأعوانها لا يمكنهم أن يكونوا ضد الدولة على امتداد فترة الـ 3 سنوات التي تلي إخلاءهم لوظائفهم"، دون تحديد هذا القانون.
حق الدفاع
وفي المقابل، رد محامو واد بالقول: "بإمكاننا الدفاع عن كريم واد. لم نكن موظفين سابقين في الدولة"، دون مزيد من التوضيح. وبعد مشاورات أجراها مع مساعديه، قرر القاضي تأجيل الجلسة إلى الإثنين وجدد عزم المحكمة على مواصلة القضية. وقال: "سنواصل إلى النهاية. سنأخذ الوقت اللازم لحل القضية في إطار الاحترام التام لحق الدفاع".
وفي تصريح سابق لوسائل الإعلام، قال القاضي المكلف بالقضية، إن "القانون السنغالي لا يسمح لرئيس الحكومة السابق سليمان نديني نداي، ووزير الخارجية السابق ماديكي نيانغ، ووزير العدل السابق أمادو سال، بأن يتولوا الدفاع عن كريم واد"، موضحًا أنه بموجب القانون، فإن موظفي الدولة وأعوانها لا يمكنهم أن يكونوا ضد الدولة على امتداد فترة الـ 3 سنوات التي تلي إخلاءهم لوظائفهم".
سجين سياسي
ولدى مثوله أمام المحكمة الوطنية لمكافحة الكسب غير المشروع يوم الخميس، قال كريم واد إنه يعمل في مصرف وهو سجين سياسي، نافيًا التهم الموجهة له باستغلال مناصبه السياسية، بصفته ابن الرئيس السنغالي السابق، واختلاس مبالغ تقدر بحوالي 178 مليون يورو، اضافة الى تهم أخرى مثل "الثراء غير المشروع". ويقول كريم واد إن محاكمته سياسية يحركها أنصار الرئيس "ماكي سال".
كريم واد: أنا سجين سياسيويقول الدفاع إن ثروة كريم لا تتجاوز 2 مليون يورو، كسب القسم الأكبر منها أيام عمله في التجارة في أوروبا قبل أن يعود للسنغال، كما قال أحد محاميه إن نصف المبلغ الذي تحدثت عنه النيابة العامة (178 مليون يورو) موجود في حساب بنكي في سنغافورة أثبت الدفاع أنه ليس مملوكًا لكريم، كما يزيد من قوة موقف المدافعين عن كريم قرار قضائي فرنسي بتبرئته من ذات التهم.
محكمة ملغاة
وكانت منظمات دولية نشرت ثلاثة تقارير تدين المحاكمة وتصفها بالسياسية، مبينة أن المحكمة التي أُوكلت إليها القضية (محكمة الإثراء غير المشروع)، ألغيت في السنغال منذ عام 1984، وفُعّلت من قبل الرئيس الحالي خصيصًا لضرب المنافس السياسي الأقوى له وهو كريم ووالده والحزب الديمقراطي السنغالي الذي ينتميان إليه.
ملف كريم واد يصدّع آمال ماكي سال بولاية رئاسية ثانيةتصفية حسابات
يذكر أنه منذ أن وصل ماكي سال إلى الرئاسة، بدأ رحلة تصفية حسابات مع آل واد، تتمثل اليوم في محاكمة كريم. لكنه لا يبدو في موقف صلب. فبعدما أظهر ملفًا عامرًا بالاتهامات لكريم واد باختلاس 4000 مليار فرنك أفريقي، خفض المدعون العامون في السنغال سقف الاختلاس ما يعد دليلًا على تسييس المسألة والمحاكمة.
وبالنسبة إلى هيئة الدفاع عن كريم واد، لا يقوم اتهام السلطات السنغالية لكريم واد على أدلة دامغة، حتى أن القضاء الفرنسي برّأه من هذه التهم. فهل يجد واد براءته في السنغال أيضًا؟
يبدو أن رياح ملف كريم واد ستجري كما لم تشتهِ سفن ماكي سال، إذ بعدما ظن أنه سيكون قادرًا على وقف طموح كريم بالرئاسة، يجد الرئيس نفسه أمام موقف حرج، خصوصًا مع عودة الرئيس السابق عبدالله واد إلى السنغال، ليقود عملية تبرئة ولده بحنكة قد تكون السبب في سقوطه.
&