نائب رئيس الوزراء طالب النساء بالعفة وعدم الضحك!
العنف ضد المرأة التركية تضاعف 14 مرة في عهد أردوغان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تضاعفت أعمال العنف المبلَّغ عنها ضد المرأة في تركيا 14 مرة منذ عام 2002، أي منذ تسلم حزب العدالة والتنمية للسلطة، ويبدو أن أردوغان وأنصاره مستمرون في سياسة التكبّر والنظرة الاستعلائية تجاه المرأة.
عبدالإله مجيد من لندن: تواجه المرأة التركية تحديات كبيرة في الظروف التي تعيشها تركيا اليوم. وعندما القى نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج محاضرة على النساء التركيات مؤخراً طالبهن فيها بعدم الضحك، جاء الرد حملة احتجاج سخرت منه على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن الكثير مما قاله ارينج في كلمته عن "الانحطاط الأخلاقي" في تركيا وتذكير المرأة التركية بضرورة "العفة"، مسألة جدية لا تحتمل الضحك.&
&
الحجاب... جدل مستمر
فالحجاب تعرض للتسييس منذ أن حظره مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك، وما زال يجري تسييسه اليوم.
وأُلغي حظر الحجاب في الجامعات والدوائر الرسمية بعد تسلم حزب العدالة والتنمية ذي النزعة الاجتماعية المحافظة مقاليد الحكم.
وكثيرًا ما يشير رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الى النساء المحجبات باستعلاء على أنهن "اخواتي الصغيرات".
ويبدي الكماليون مخاوف من انتشار قيود المحافظين على الملبس في مجالات يعتبرونها معاقل العلمانيين والنظرة العصرية مثل الجامعات والبرلمان والأزياء.
تقسيم المعارضة
وقالت الباحثة المختصة بعلم النفس الاجتماعي ياسمين آجار "إن الاستقطاب بين من يعتبرون أنفسهم علمانيين، ومن يعتبرون أنفسهم محافظين دينيًا، ليس جديدًا، وهو استقطاب لا يساعد في شيء عندما يتعلق بمسألة حقوق المرأة".
واتهمت الناشطة النسوية اليسارية سليمة بيوك غوزي حكومة اردوغان بأنها "تبني سياستها على تقسيم كل المعارضة الاجتماعية.& فهم يتظاهرون برعاية المحجبات، ولكننا نعرف أنهم لا يعاملونهن أفضل من الأُخريات".&&
عنف ضد النساء
ونقلت صحيفة الغارديان عن بيوك غوزي قولها "إن الحجاب في الوقت الذي يؤكد وجود اختلافات بين النساء فإنهن يشتركن في قضايا عديدة ذلك أن جميع النساء يعانين من عنف الرجل وأن الحجاب أو الايمان أو التعليم أو الطبقة الاجتماعية لا توفر مهرباً من ذلك.& فكل امرأة معرضة لخطر القتل وكل امرأة تحتاج الى حق الاجهاض وكل امرأة يمكن أن تكون ضحية اعتداء جنسي أو اغتصاب ، في البيت أو في الشارع أو في مكان العمل".
وتضاعف عدد اعمال العنف المبلَّغ عنها ضد المرأة في تركيا 14 مرة منذ عام 2002.
ومؤخرًا، قررت محكمة تركية أن امرأة طعنها طليقها بسكين هي التي "استفزته" بارتداء سروال ضيق.&
ولم تفعل حكومة اردوغان الذي اعلن عام 2010 أنه لا يؤمن بمساواة الرجل والمرأة، شيئًا لمعالجة هذه القضايا، بل أن سياسيي حزب العدالة والتنمية الحاكم عمدوا مرارًا الى توظيف الموقف المتخلف من المرأة لتعبئة قواعدهم المحافظة وتحريضها بشأن قضايا مثل الاجهاض والفصل بين الجنسين في المدارس والأقسام الداخلية للجامعات وعمل المرأة وعدد الأطفال الذين يجب أن تنجبهم.&
معاداة المرأة
وقالت الباحثة المختصة بعلم النفس الاجتماعي ياسمين آجار "إن معاداة المرأة والبطرياركية (الأبوية) ليسا بالأمر الجديد في تركيا ولم يأتيا مع حزب العدالة والتنمية ولكن الحزب يجاهر بهما أكثر من ذي قبل واصبحا قضية مسيّسة للغاية".&
وحذرت الناشطة بيوك غوزي من أن نائب رئيس الوزراء "بولنت ارينج يرى أن المرأة تعني العائلة والأم وربة البيت فقط، ولأن السياسيين من امثاله لا يقبلون أي خيار آخر فانهم لا يتورعون عن مثل هذه الاعتداءات".
وقالت بيوك غوزي "إن تصريحات ارينج "تجعل السيطرة على المرأة مسألة طبيعية وتمهد الأرض للعنف ضد المرأة وقتلها".
رسائل للجرائم
واتفق شفق باوي عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري المعارض مع هذا الرأي قائلاً "إن ما يقوله بولنت ارينج بوصفه قائداً ثقافيًا وسياسيًا له تأثير بالغ في الشارع وأن الرسائل التي يوجهها تتيح ارتكاب مزيد من الجرائم ضد المرأة".
وكان النائب باوي وُصف بأنه "ساقط اخلاقيًا"، لأنه انتقد دعوة اردوغان الى الفصل& بين الجنسين في الأقسام الداخلية للجامعات وحمل عليه احد نواب حزب العدالة والتنمية لأنه "كثير الابتسام".&
حتى الضحك ممنوع!
وكانت نساء وفتيات محجبات ايضاً شاركن في حملة الاحتجاج على محاولة ارينج منع المرأة التركية من الضحك، ونُشرت صور نساء يضحكن مرتديات الحجاب.
ونقلت صحيفة الغارديان عن الناشط اوزغور كيفانج من منظمة "المسلمين المعادين للرأسمالية" أن على الجميع "أن يقفوا ضد النظرة الذكورية الى المرأة وضد تحديد اصحاب السلطة ادوارًا معينة للمرأة ولكننا بدلاً من ذلك نستخدم لغتهم لمهاجمة بعضنا البعض".
واتفقت الباحثة آجار قائلة "إن المشكلة مع حنين الكماليين تتمثل في أنهم يريدون العودة الى تركيا القديمة مفترضين أن اوضاعها كانت جيدة في حين أنها في الحقيقة لم تكن جيدة، والسؤال الذي يتعين طرحه هو كيف نتقدم الى الامام ونجعل الأوضاع أفضل للنساء كافة وللآخرين".