في انتظار موقف حماس حول تمديد الهدنة
يوم حاسم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تدخل التهدئة لمدة 72 ساعة في قطاع غزة الخميس يومها الأخير، بينما ينتظر قرار حركة حماس حول تمديدها، بعدما أعلنت إسرائيل موافقتها عليه. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء ان قطاع غزة لا يمكن ان يبقى "على المدى البعيد (..) معزولا عن العالم"، مؤكدا ان سكان القطاع بحاجة الى ان يشعروا بوجود "امل" بالمستقبل.
ودعا أوباما في خطاب ألقاه في ختام قمة افريقية أميركية استضافتها واشنطن لثلاثة ايام الى تثبيت التهدئة الموقتة السارية بين اسرائيل وحركة حماس. وقال إن "هدف الولايات المتحدة الآن هو ضمان استمرار وقف اطلاق النار وتمكن غزة من الشروع في عملية إعادة الاعمار". وأكد أن الولايات المتحدة تدعم المحادثات الجارية بين اسرائيل وحماس في القاهرة بهدف احلال هدنة دائمة في غزة بعد انتهاء التهدئة الحالية لمدة 72 ساعة التي دخلت حيّز التنفيذ صباح الثلاثاء. لكنّه اضاف "على المدى البعيد، يجب أن يكون هناك اعتراف بأن غزة لا يمكن أن تتحمل البقاء دائما في عزلة عن العالم".
وأعلن مسؤول& مساء الاربعاء موافقة بلاده على تمديد وقف اطلاق النار، المعمول به منذ الثلاثاء لثلاثة ايام في قطاع غزة، من دون شرط أو مهلة زمنية، لكن حركة حماس اكدت ان ليس هناك اي اتفاق بهذا الشأن، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه الطرفان مفاوضات في القاهرة لتثبيت التهدئة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته "اسرائيل لا ترى اي مشكلة في تمديد وقف اطلاق النار بلا شروط"، مضيفا ان التمديد يمكن أن يكون مفتوحا. والتزم الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي منذ الساعة 08,00 الثلاثاء بوقف لإطلاق النار مدته 72 ساعة لاتاحة الوقت لوفديهما المفاوضين بوساطة مصرية في القاهرة، للاتفاق على هدنة دائمة.
لكن موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أكد بعيد هذا الاعلان انه ليس هناك حتى الان اي اتفاق مع اسرائيل على تمديد الهدنة التي بدأت الثلاثاء وتستمر حتى الجمعة في القطاع. وكتب ابو مرزوق الموجود في القاهرة ضمن الوفد الفلسطيني المشارك في مباحثات غير مباشرة مع اسرائيل، في تغريدة "ليس هناك من اتفاق على التمديد للتهدئة".
واوضح مسؤول فلسطيني ضمن الوفد الفلسطيني الموجود في القاهرة الخميس ان "اليوم سيكون حاسما في موضوع التوصل الى تهدئة. اذا لم يكن هناك رد اسرائيلي وفق المبادرة المصرية التي تتضمن المطالب الفلسطينية، ستكون هناك خيارات مفتوحة عدة". واضاف "اما بخصوص تمديد الهدنة فاذا طرحت علينا فلكل حدث حديث، والتمديد سيكون مرتبطا بتطور المفاوضات".
وانسحب الجيش الاسرائيلي بالكامل من القطاع الفلسطيني الثلاثاء بعد شهر من بدء الهجوم الذي أودى بحياة 1886 فلسطينيا بينهم 430 طفلا وفتى و243 امرأة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وفي الجانب الاسرائيلي قتل 64 جنديا وثلاثة مدنيين. ووصل الاربعاء الى القاهرة توني بلير ممثل اللجنة الرباعية (الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) يرافقه منسق الامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري.
من جهته، حمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس "مسؤولية" المعاناة في قطاع غزة، مؤكدا ان العملية الاسرائيلية كانت "مبررة ومتناسبة"، وقال انه يرغب في ان تضطلع السلطة الفلسطينية بدور في غزة. وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي في القدس "اعتقد انها كانت مبررة، واعتقد انها كانت متناسبة، وهذا لا يعني بأي حال اننا لا نشعر بأسف شديد على كل خسارة في الارواح بين المدنيين". واضاف ان الرد غير المتكافئ كان سيكون في عدم "الدفاع عن شعبك وإعطاء الإرهابيين تصريحا بالقتل".
وفي أول تصريح علني له منذ دخول تهدئة إنسانية لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ الثلاثاء، قال نتنياهو لجمع من الصحافيين المحليين والاجانب "إن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة هي المسؤولة عن الدمار والقتلى المدنيين". ودعا نتنياهو المجتمع الدولي الى عزل حماس بسبب "تجاوزاتها بحق المدنيين". وقال "كل إصابة بين المدنيين هي مأساة، مأساة من صنع ايدي حماس".
وشدد نتنياهو على أهمية نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في غزة، مكررا ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي تحادث معه بعد ظهر الاربعاء اكد بنفسه على هذا الامر. وقال "ننسق معه ومع الادارة الاميركية، مع الرئيس اوباما خلال هذه العملية وقبلها". من ناحيته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى إنهاء معاناة سكان غزة، معلنا ان المنظمة مستعدة لإعادة بناء القطاع ولكن للمرة الاخيرة.
واستهل بان كي مون الاجتماع الخاص للجمعية العامة للامم المتحدة بالدعوة الى إقرار سلام دائم في غزة في اليوم الثاني من تهدئة لثلاثة ايام بعد حرب استمرت 28 يوما وخلفت دمارا هائلا والاف القتلى والجرحى في القطاع. من جانبه بحث العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاربعاء في اتصالين هاتفيين منفصلين مع الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والفلسطيني محمود عباس الجهود المبذولة لإدامة وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
هذا ويتوجه وفد من وزراء خارجية اربع دول اعضاء في الجامعة العربية على الاقل الى غزة "قريبا" تعبيرا عن "تضامنه" مع سكان القطاع، كما اعلن الامين العام للجامعة نبيل العربي الاربعاء. وفي الاكوادور اعلن الرئيس رافاييل كوريا انه الغى زيارة رسمية كانت مقررة هذا العام لاسرائيل، منددا بعملية "ابادة" نفذها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.
عاهل الاردن يبحث مع اشتون جهود تثبيت الهدنة
هذا واعلن الديوان الملكي الاردني ان عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني اجرى الخميس محادثات مع وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون حول الجهود المبذولة لتثبيت الهدنة في غزة، مؤكدا اهمية دور الاتحاد الاوروبي في "ضمان وقف نهائي" للقتال. واجرى الملك عبد الله الثاني واشتون مباحثات خلال اتصال هاتفي حول "المساعي المبذولة لإدامة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، كما ذكر المصدر نفسه.
واكد العاهل الاردني "اهمية دور المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي في العمل على ضمان وقف نهائي للعدوان على القطاع والمساعدة في التعامل مع الأوضاع الإنسانية الكارثية التي خلفها على البنية التحتية والخدمات هناك". واشار خلال الاتصال الى مشروع قرار تقدم به الأردن الثلاثاء الماضي نيابة عن المجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي لرفع الحصار عن غزة وخطة لإعادة إعمار القطاع.
وتدخل التهدئة لمدة 72 ساعة في قطاع غزة الخميس يومها الاخير بينما ينتظر قرار حركة حماس حول تمديدها بعدما اعلنت إسرائيل موافقتها عليه.
والتزم الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي منذ الساعة 08,00 الثلاثاء بوقف لإطلاق النار مدته 72 ساعة لإتاحة الوقت لوفديهما المفاوضين بوساطة مصرية في القاهرة، للاتفاق على هدنة دائمة.
وانسحب الجيش الاسرائيلي بالكامل من القطاع الفلسطيني الثلاثاء بعد شهر من بدء الهجوم الذي أودى بحياة 1886 فلسطينيا بينهم 430 طفلا وفتى و243 امرأة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وفي الجانب الاسرائيلي قتل 64 جنديا وثلاثة مدنيين.
&مسيرة حاشدة لحماس في غزة
وشارك الاف الفلسطينيين اليوم الخميس في تظاهرة دعت اليها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة دعما "للمقاومة وللوفد المفاوض" الذي يجري مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل في القاهرة. وتجمع انصار حماس المشاركين في التظاهرة التي انطلقت من مساجد القطاع بعد صلاة الظهر باتجاه ميدان الجندي المجهول في مدينة غزة. وحمل المشاركون رايات حماس الخضراء مرددين هتافات كان ابرزها "المقاومة المقاومة".
وفي كلمة في المسيرة، قال مشير المصري النائب عن حماس في المجلس التشريعي "جاءت هذه الجماهير لتقول للوفد المفاوض لا تعودوا الا بشروطنا، ليقول كما عهدناكم قادة المقاومة ان تنتزعوا الحقوق رغم انف العدو". وتابع "نؤكد في موقف واحد ان الحرب لم تضع اوزارها بعد. مقاتلونا في الميدان لم يغادروا الثغور المتقدمة وما زالت صواريخنا موجهة الى تل ابيب وابعد من ذلك". وحذر من انه "اذا لم يستجب (رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين) نتنياهو لمطالبنا فنحن له بالمرصاد". ونصح سكان المستوطنات المحاذية لقطاع غزة "بالا يعودا الى منازلهم (...) اذا لم يستجب نتنياهو الى مطالبنا".
واكد ان "المقاومة بعد مضي شهر من الحرب بخير ولم تفقد من ترسانتها الا قليلا". وشدد ايضا على ان"العدو لا يملك الا خيارا وحيدا وهو الاستجابة لهذه الشروط والمطالب العادلة"، مؤكدا ان "ما فشل العدو الصهيوني في تحقيقه على ارض المعركة لن يناله في المفاوضات السياسية". واشار الى ان "الساعات القليلة القادمة خلال هذا اليوم ستحدد معالم ووجهة الامور والخيارات مفتوحة على مصراعيها وعلى الاحتلال ان يختصر الوقت والثمن ويستجيب لمطالب المقاومة". وتابع "انتصرنا في المعركة العسكرية وسننتصر في المعركة السياسية".
وتستضيف مصر وفدا فلسطينيا في القاهرة في اطار محادثات غير مباشرة مع اسرائيل تهدف الى تثبيت تهدئة دائمة في غزة بعد انتهاء تهدئة انسانية لمدة 72 ساعة تنتهي صباح غد. ويضم الوفد الفلسطيني ممثلين عن حماس التي تسيطر على قطاع غزة وتشكل الهدف الرئيس لاسرائيل. لكن يبدو ان مطالب الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني تتعارض تماما اذ ان اسرائيل تطالب بان تضع حماس والمجموعات المسلحة الاخرى اسلحتها الامر الذي ترفضه قطعيا حماس. ويطالب الفلسطينيون ايضا برفع الحصار المستمر منذ ثماني سنوات ويؤدي الى خنق القطاع الصغير، واطلاق كل الأسرى ومطار عملاني في غزة.
&