تريد إستفادة قصوى مما غنمته إلى حدّ الآن
"الدولة الإسلامية" تخلط الأوراق بنهجها المختلف عن القاعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يختلف نهج "الدولة الاسلامية" التي بات عناصرها يهددون بغداد وأربيل، عن نهج تنظيم القاعدة، وهو ما أحدث إرباكا شديدا للحكومات الضعيفة في سوريا والعراق، وحتى لدى الغرب الذي لم يتوقع هذا التصعيد.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: في وقت يواصل فيه تنظيم الدولة الإسلامية العمليات التي يقوم بها في مدن سورية وعراقية، بالاتساق مع هرب عشرات الآلاف من المسيحيين واليزيديين، لا يبدو أن أحداً مستفيد من حالة الفوضى التي تشهدها كلا الدولتين سوى الإسلاميين.
وإلى جانب تطلعاتهم الخاصة بالسعي لفرض الشريعة الإسلامية، ها هم أفراد الدولة الإسلامية يباشرون جهودهم التي ترمي لتحقيق أقصى استفادة ممكنة لأنفسهم من تلك الأوضاع المضطربة التي تعيشها سوريا والعراق في الوقت الراهن.
ونقلت مجلة دير شبيغل الألمانية في هذا السياق عن مقاتل كردي شاب، كان يعمل صرافاً منذ بضعة أسابيع في احدى محلات السوبر ماركت، قوله "ما الذي يريده مقاتلو الدولة الإسلامية منّا. فهؤلاء المعتوهين يواصلون القيام بعملياتهم الهجومية، وها هم يواصل القدوم إلينا، حتى بعد أن نطلق عليهم الرصاص. وقد أصبت أحدهم مرتين. ولم يقف سوى بعد أن أصيب في الرأس. وهم يأتون إلى هنا ليموتوا".
ومضت دير شبيغل تشير إلى حالة الحصار التي يفرضها أفراد تنظيم الدولة الإسلامية منذ كانون الثاني/ يناير الماضي على جيب كردي صغير اسمه "عين العرب"، يقع شمال سوريا على الحدود مع تركيا، وذلك لأن هذا الجيب يقع مباشرةً في وسط المنطقة التي أعلن فيها تنظيم الدولة الإسلامية عن الخلافة.
وطوال الشهر الماضي بأسره، كان يقوم ألف مسلح مزودين بدبابات، ومدافع مضادة للطائرات وقذائف هاون، كل فترة تتراوح ما بين 3 و4 أيام، بمهاجمة الأكراد المتحصنين في التلال.
وأشارت المجلة إلى أن السبب الوحيد وراء تحملهم تلك الهجمات يتمثل في تمكنهم من البدء في بناء خنادق ومخابئ واقية لها أسقف أسمنتية مطلع العام الجاري.
وهذا التقدم السريع الذي أحرزته الدولة الإسلامية أجبر الولايات المتحدة بعد مرور 11 عاماً على بدء حرب العراق وبعد 3 أعوام تقريباً على سحب قواتها من هناك على أن تتدخل عسكرياً هناك مرة أخرى مطلع الأسبوع الجاري.
ثم مضت المجلة تشير إلى التغير الدراماتيكي المثير الذي طرأ على الموقف في مدينة قرقوش المسيحية التي تقع على بعد 30 كلم من الموصل خلال الأسبوع الماضي، حيث لم يكن أمام المواطنين هناك سوى خياران، إما الرحيل أو انتظار الموت.
وحذرت الحكومة البريطانية قبل أيام مواطنيها، مطالبةً إياهم بضرورة مغادرة اربيل نظراً لتقدم العناصر التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وبسبب وجود تخوفات من احتمال نفاذ الذخيرة خلال وقت قصير من قوات البشمركة. وهي المخاوف التي ربما بدأت تخف الآن بعدما أفادت تقارير بإمداد أميركا قوات البشمركة بالذخيرة والسلاح.
وبينما تسعى واشنطن في الوقت الراهن لضبط الحدود بعدما فرضت الدولة الإسلامية سيطرتها على كامل الحدود تقريباً بين سوريا والعراق، نوهت دير شبيغل إلى أن التنظيم يعمل بنهج استراتيجي مختلف عن نهج القاعدة وباقي الجماعات الجهادية التي ظهرت منذ فترة، حيث أنها تعمل وفق هدف واحد فقط يتمثل في جلب أكبر قدر ممكن من الأرض، المال، الناس، السلاح وكذلك البني التحتية، لا سيما في ظل غياب الحكومات القوية بكل من سوريا والعراق في الوقت الحالي.