قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&
تتكشف يومًا بعد يوم أسرار ما حصل في فض اعتصامي النهضة ورابعة، وتخطيط الاخوان للأحداث بتنكرهم بزي الشرطة والتخطيط لضرب أهداف حيوية بطائرات مسيرة عن بعد. &
القاهرة: في مثل هذه الأيام قبل عام، فضّ الأمن المصري اعتصامي الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. واليوم، تسعى الحكومة المصرية إلى إزالة كل الترسبات والتداعيات التي تركتها تلك الأحداث المؤسفة في أعماق المجتمع المصري المنقسم، بين مؤيد للاخوان، ومؤيد للنظام الجديد.&إزالة هذه الترسبات تقتضي طرح مستقبل الإخوان المسلمين كجماعة على بساط البحث، خصوصًا أن العديد من الحقائق تظهر للعلن تباعًا، كضلوع مكتب الحرب التابع للجماعة في مأساتي النهضة ورابعة، واستخدام عناصره طائرات موجهة لاسلكيًا في مخطط لاستهداف أماكن حيوية، ونشر عناصر ترتدي زي الشرطة، كان لها الدور الأبرز في عمليات القتل التي حدثت قبل وبعد فض الاعتصام، ودخول عناصر غير مصرية إلى مكان اعتصام رابعة قبل فضّه، ووجود جثث متفسخة مخفية تحت منصة الاعتصام.&&
الخطة المرسومةتنقل تقارير إخبارية عن اللواء خالد مطاوع، خبير الشؤون السياسية والأمن القومي المصري، قوله إن التخطيط للاعتصام بدأ منذ أوائل شهر حزيران (يونيو) 2013 للتعامل مع فعاليات حركة تمرد التي جمعت تواقيع 22 مليون مصري من جميع المحافظات، مشيرًا إلى دور اللقاءات المتعددة التي عقدتها السفيرة الأميركية في ذلك الوقت مع القيادي الاخواني خيرت الشاطر، الذي أكد لها أن التنظيم قادر على مواجهة أي موقف يؤثر في استمراره في الحكم.أضاف مطاوع: "اعتمدت الخطة على ثلاثة محاور، الأول التمركز في ميادين محورية تمكنهم من تجميع أكبر عدد من أنصارهم لإظهار وجود كتلة داعمة تفوق أي كتلة تابعة لحركة تمرد، والثاني تسخير أجهزة إعلام الدولة لنقل بث حي يوضح حجم الحشود المؤيدة للإخوان، والثالث اضطلعت قيادات الصف الأول، وخصوصًا قائد التنظيم المسلح وزير الشباب في ذلك الوقت أسامة ياسين، الذي أعد مخططات المواجهة المباشرة مع التجمعات المعارضة للإخوان، انطلاقًا من رابعة، ومع بداية 30 حزيران (يونيو) وصدور قرار المهلة التي فرضتها القوات المسلحة، أدركت الجماعة أنها أصبحت خارج السلطة، فوجدت أن الحل يكمن في فرض شرعية موازية لأي شرعية تتمخض عنها ثورة 30 يونيو وهذا بالفعل ما روجت له الجماعة وما أصرت على إبرازه وإظهاره أمام الرأي العام العالمي، والذي عملت الجماعة على توصيله لأي مبعوث أممي أو أجنبي يتدخل في هذا الشأن، في استماتة لإيجاد شرعية تستند الى تجمهرات متكتلة في مناطق جغرافية متعددة".&
للخروج فورًااختارت جماعة الاخوان النهضة ورابعة كأكبر نقطتين تمثلان كتلة حرجة يصعب اختراقها أو فضها، وعملت على تقويتها لتكون حصينة، تمثل تهديدًا للشارع المصري، إلى جانب قربهما من الأماكن الحيوية والسيادية في محاولة لاختراقها، ومراعاة اختيار نقاط تسمح بوصول دعم بشري من محافظات الشرقية والقليوبية والسويس على أطراف شرق القاهرة، مع اختيار نقطة اعتصام النهضة لتسمح بتوافد التابعين من الجيزة والصف والفيوم ومحافظات الصعيد.وأشار مطاوع إلى أن الجماعة أمعنت في إجراءاتها لتأمين الاعتصامات، إلى الحد الذي تصورت انه بإمكانها استخدام الطائرات الموجهة لاسلكيًا سواء في تصوير بعض الأماكن الحيوية والتخطيط لاستهدافها بواسطة هذه الطائرات بعد تجهيزها بعبوات ناسفة، بعدما أيقنت قيادات الجماعة أن الاعتصام أصبح منطقة احتجاز لهم، وعليهم الخروج فورًا، فخرج محمود عزت إلى غزة، وبعده عاصم عبد الماجد والشاطر، ونجح طارق الزمر وخالد الشريف في الهروب قبل عملية الفض.&
زوار وسلاحوفي إطار إفشاء أسرار الاعتصامين الشهيرين وعملية فضهما، قال مدير مركز الجمهورية للدراسات الأمنية والإستراتيجية اللواء سامح سيف اليزل: "ثبت بالدليل القاطع دخول عناصر غير مصرية لزيارة المكان والتحدث مع قيادات الجماعة داخل رابعة، ثم الخروج إلى خارج القاهرة، وهذه الزيارة تكررت، وفهم منهم أنها كانت للمشورة والإجابة عن أسئلة تشغل الجماعة، كما يثبت دخول أسلحة وذخائر في سيارات نقل الأغذية والمؤن وتخزينها داخل منطقة الاعتصام وبعض الشقق المحيطة والمجاورة في المنطقة، التي استأجرتها قيادات الإخوان لتسهيل تحركاتهم والتخطيط للعمليات، والعديد من هذه الأسلحة استخدم ضد الشرطة أثناء فض الاعتصام".أضاف اليزل: "التعليمات لقيادات الشرطة كانت تنص بوضوح بعدم استخدام العنف وإطلاق النيران إلا في حالة الدفاع عن النفس والرد على إطلاق النيران من الطرف الآخر، وان تبدأ العملية بإطلاق مكبرات الصوت تزعج الموجودين فيغادرون المكان، إلا أن المعتصمين رفضوا الخروج بناء على تعليمات قيادات الاعتصام داخل رابعة والنهضة".&
جثث مكفنةوتابع اليزل: "قبل البدء في استخدام القنابل المسيلة للدموع كمرحلة ثالثة لفض الاعتصام، فوجئت بإطلاق الرصاص وقتل الشهيد الأول برتبة ملازم أول من قوات الشرطة بعد 15 دقيقة من بدء العملية واضطرت القوات على الرد، والخطة كانت تسمح بحصار رابعة من ثلاثة جوانب، وترك الرابع ممرًا آمنًا ليخرج المعتصمون من دون ملاحقة أمنية، وهذا ما حدث مع آلاف المعتصمين، وبعد دخول الشرطة إلى رابعة عثر على جثث مكفنة أسفل منصة رابعة تفوح منها رائحة كريهة، نتيجة تكفينها منذ عدة أيام، والمرجح أنها جثث لشخصيات تم القبض عليها بمعرفة جماعة الإخوان وتم التخلص منهم نتيجة عدم الرضوخ للضغوط الواقعة عليهم".