سكانها يرابطون داخل منازلهم بانتظار وصول الحمى
أحياء فريتاون الفقيرة الحلقة الضعيفة في مكافحة إيبولا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ينتظر سكان كرو باي، أكبر الأحياء الفقيرة في فريتاون، في أكواخهم المبنية من الصفيح والخشب، انحسار وباء إيبولا، في ما يعتبر استراتيجيتهم الوحيدة وغير المكلفة في مواجهة الفيروس.
كل يوم يلقي سكان أحياء سكنية أفضل في عاصمة سيراليون الواقعة على مرتفع سيلًا من النفايات البلاستيكية في نهر كرو باي، الذي أطلق عليه اسم قبيلة كرو، التي جاءت من ليبيريا المجاورة، لتتمركز في هذا الموقع في ستينات القرن الماضي.
&
أعباء مضافة
وقال حسن سيساي (36 عامًا) وهو أب لستة أولاد، "إنه حي عشوائي. هناك الكثير من الأقنية والجراثيم والميكروبات. لدينا الكثير من المشاكل في هذا الحي حتى من دون أيبولا".
وتنتشر الأمراض مثل النار في الهشيم في هذا الحي، الذي كان في الماضي قرية لصيادي السمك، ولا تصله الكهرباء ولا الماء. وفيه مستوصف وحيد وأربعة مراحيض عمومية.
&
وكان وباء الكوليرا حصد في الأحياء الفقيرة لفريتاون قبل سنتين أرواح حوالى 400 شخص، أي أكثر من عدد الذين توفوا حتى الآن بفيروس أيبولا، وهو 334 شخصًا. وتنتشر الحمى النزفية التي يسببها وباء أيبولا منذ ثمانية أشهر في أربع دول في غرب أفريقيا.
&
وفي سيراليون تتركز الإصابات به في منطقة الغابات شرق البلاد على حدود غينيا وليبيريا. لكن في العاصمة التي تبعد 300 كلم ويستغرق الوصول إليها برًا نهارًا واحدًا، لم تسجل سوى بعض الإصابات. ويعيش السكان من صيد السمك وجمع القطع المعدنية وإنتاج الخبز وأعمال النجارة. وهم يعترفون أنهم يمضون الجزء الأكبر من أيامهم في بيوتهم بانتظار وصول الحمى النزفية.
وقالت موسو ديالو (20 عامًا) وهي أم لولدين إن "الجميع يشعرون بالاستياء مما يسببه أيبولا". وأضافت "لم ألتقِ أي شخص مصاب بإيبولا، لكنني قلقة على طفليّ". وفي الوحل الداكن الذي يملأ الأزقة، تنتشر خنازير، بينما تستحم نساء في الهواء الطلق. ويقوم أطفال بغسل ملابسهم تحت الأمطار الغزيرة، التي تهطل ستة أشهر في فريتاون.
&
عامل الهلع
وعلى الرغم من صعوبة الحياة اليومية، كان حي كرو باي يضج بالحياة، إلى أن ظهر فيروس أيبولا في البلاد. وقال محمد كامارا (24 عامًا) ابن المسؤول المحلي عن المنطقة "لم نعد نغادر منازلنا. نبقى في البيت، نتحدث عن أيبولا وكيفية انتقاله". وأكد الزعيم الديني المسلم للحي الحاج أبو بكر أن الجميع يبقون في بيوتهم "لأنهم يشعرون بالخوف والهلع من فكرة وصول المرض" إلى هذا الحي.
والإمام البالغ من العمر 62 عامًا، وهو سن متقدم في الحي، إذ إن معدل الأعمار فيه تبلغ 35 عامًا، أي أقل من المستوى الوطني بعشر سنوات، يؤكد مثل كل شخص تحدثت إليه وكالة فرانس برس، أن الجميع مطلعون بشكل جيد على أيبولا ووسائل خفض احتمالات الإصابة به. ومع ذلك لا وجود لأي من وسائل الوقاية المنتشرة في أماكن أخرى في فريتاون من محاليل التعقيم إلى الكفوف الطبية.
وتابع الحاج أبو بكر إن السكان لا يتجاوزون الحجر الصحي، الذي فرضوه على أنفسهم إلا للابتهال إلى الله ليحميهم من المرض. وقال إن "الناس ما زالوا يذهبون إلى المسجد للصلاة". وأضاف "إنهم يبتهلون إلى الله".
&