يواجهون الموت وأوضاعهم المعيشية والصحية تتردى
المخاطر تحدق بأيزيديي العراق الهاربين من جحيم داعش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مأساة حقيقية بكل ما تحملها الكلمة من معنى تلك التي يعيشها الآلاف من الأيزيديين، الذين تم إجلاؤهم من جبال سنجار في العراق، هربًا من مقاتلي الدولة الإسلامية الطامعين.
&بينما تلقى الأيزيديون المساعدة من جانب المقاتلين الأكراد، كي يتمكنوا من الهرب، فإنه لا يزال غير واضح ما إن كان بمقدور أي شخص إيقاف جهاديي الدولة الإسلامية من عدمه، رغم العمليات الهجومية التي تستهدفهم من خلالها أميركا.
&
ولفت تقرير نشرته بهذا الخصوص مجلة دير شبيغل الألمانية إلى حقيقة المخاطر التي تحدق بهؤلاء الأيزيديين، سواء الذين لاذوا بالفرار في جماعات أو فرادى، حيث واجه الجميع العديد من المخاطر، التي كلّفت البعض حياتهم، والبعض الآخر عانى رعبًا وترديًا كبيرًا في أوضاعه المعيشية والصحية، نظرًا إلى نقص الموارد الأساسية.
&
عون الأكراد
تحدثت المجلة عن حالة سيدة تدعى باغيسا وزوجها هادي وابنتهما الوليدة قبل نحو أسبوع، بعدما لاذوا بالفرار خوفًا من بطش الدولة الإسلامية، مشيرةً إلى المصير المجهول الذي فرض نفسه على تلك الأسرة، بعدما تقطعت بهم السبل في الجبال.
&
وبينما بدت الأمور سوداوية بالنسبة إليهم عقب ولادة ابنتهما، قدم إليهم ثلاثة من المقاتلين الأكراد، وهبّوا لنجدتهم، وقاموا بنقلهم إلى معسكر نوروز عبر الحدود في سوريا.
&
وتحدث بعض ممن تمكنوا من الوصول إلى ذلك المعسكر عن الأهوال التي شاهدوها قبل الوصول إلى هناك، حيث قالوا إن مقاتلي الدولة الإسلامية كانوا يطلبون منهم عبر مكبرات الصوت بأن يضعوا أسلحتهم حتى لا يصيبوهم بضرر، ثم كانوا يباغتونهم من أماكن أخرى، ويبادرون بإطلاق النار على كل من كان يسعى إلى الهرب خوفًا من الموت.
&
عداوة الجيران
كما تحدث بعض الناجين عن روايات ربما تكون أكثر هولًا بعد تحول جيرانهم إلى أعداء، من خلال عملهم وتعاونهم على نطاق واسع مع المقاتلين التابعين للدولة الإسلامية.
&
في غضون ذلك، أوردت المجلة عن العميد هلكرد حكمت، المتحدث باسم وزارة البيشمركة في أربيل، نفيه أن يكون قد تم إصدار أمر بسحب قوات البيشمركة من هناك. مضيفًا: "فكل ما حدث هو أن جنودنا لاذوا بالفرار، وهو أمر مخزٍ، ولهذا السبب قرروا اختلاق قصة الأمر الذي صدر بالانسحاب. لكنني أؤكد أننا نحقق في الواقعة للوقوف على كامل ملابساتها وتحديد هوية الشخص الذي يقال إنه أصدر الأمر".
&
ومضت المجلة تؤكد على حقيقة أن التقدم الذي تمكن مقاتلو الدولة الإسلامية من إحرازه على أرض الواقع قد تسبب في تدمير ثقة قوات البيشمركة بنفسها. كما أنه تسبب، حتى الآن على الأقل، في تجميع خصوم سابقين مع بعضهم البعض. ونظر البنتاغون في الوقت نفسه في طرق لإنقاذ الأيزيديين من التلال عن طريق جسر جوي.
&
ولفتت المجلة إلى أنه وبينما كان يسير فريق صحافي تابع لها في أحد الطرق المؤدية إلى جبال سنجار، تم إطلاق قذائف مورتر بشكل مفاجئ قرب ذلك الطريق الذي كانوا يسيرون به، ليتضح في اليوم التالي أن الطفلة الوليدة التي كانت قد أنجبتها السيدة باغيسا وزوجها هادي قد لقيت حتفها، ولم يتمكن أحد الأطباء من تحديد سبب وفاتها، حيث قال إن هناك أسباباً عدة ربما وقفت وراء تلك الوفاة، منها ارتفاع درجة الحرارة في الجبال، والعطش، والرياح المحملة بالغبار والبراز وكذلك الجوع.