دعا للابتعاد عن النزعات القومية والطائفية في التشكيلة الوزارية
السيستاني للكتل: رفع سقف مطالبكم يعوق تشكيل الحكومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في وقت انطلقت فيه المفاوضات الرسمية بين الكتل السياسية العراقية لتشكيل الحكومة الجديدة، فقد حذرها المرجع الشيعي الاعلى السيستاني من أن رفع سقف مطالبها سيعيق هذا التشكيل، وطالب بالابتعاد عن النزعات القومية والطائفية في المفاوضات، ودعا إلى العمل على فك الحصار عن مدينة امرلي التركمانية الشمالية التي يحاصرها مسلحو الدولة الاسلامية منذ شهرين.
لندن: خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني، إن عملية تشكيل الحكومة الجديدة بالشكل الصحيح لا تقع مسؤوليتها على عاتق رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي وحده وانما ايضًا على جميع الكتل التي تقدم المرشحين اليه لتكون قادرة على معالجة الاخطاء المتراكمة خلال السنوات الماضية وتوفق في احقاق الحقوق وتوفير الامن ومكافحة الفساد وتقديم الخدمات العامة.
وأشار الكربلائي إلى أن رفع سقف المطالب والشروط يعيق تشكيل الحكومة .. وقال انه "اذا كان البعض يتذرع بأنها مطالب جمهوره وقاعدته الشعبية فلا بد أن ينتبه إلى أنّ للاخرين جمهورًا وقواعد شعبية لا يسمحون لهم بما يعتبرونه تجاوزاً على خطوطهم".
&وشدد الكربلائي في خطبته، التي تابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية، على الكتل ضرورة اعتماد معايير الكفاءة والمهنية العالية والنزاهة والحرص على مستقبل البلد والمواطنين والابتعاد عن أية نزعة قومية أو مناطقية أو طائفية.
محاربة الارهاب ورفع الحصار عن مدينة آمرلي
وأضاف خطيب جمعة كربلاء أن الدفاع عن الوطن والمواطنين في مواجهة المجموعات الإرهابية شرف كبير لا يناله إلا ذو حظ عظيم، لكنه أشار إلى أنّ بعض المتطوعين الذين يحملون السلاح يقومون بممارسات خاطئة بل مدانة ومستنكرة في الاعتداء على اموال المواطنين وهتك حرمتهم وكرامتهم.
وأكد أنّ المرجعية تدين بشدة "أية ممارسات من هذا النوع، وتوضح أن الدفاع عن الوطن ومقدساته لا ينسجم مع الاعتداء على أي مواطن مهما كان انتماؤه القومي أو المذهبي أو السياسي، وهو ما يدعو الاجهزة الحكومية المعنية إلى الضرب بيد من حديد على أي متجاوز على اموال المواطنين وحقوقهم ولا سيما اذا كان يظهر بلبوس الدفاع عن الوطن والمقدسات، حيث أن التسامح والمساهلة في القضاء على هذه التجاوزات حتى وإن كانت محدودة يستتبع عواقب غير محمودة بل بالغة الخطورة".
وأشار إلى أنّ مدينة آمرلي التركمانية الشمالية تعاني من حصار مطبق منذ ما يزيد على شهرين، حيث "يستبسل اهلها الابطال من الرجال والنساء والكبار والصغار في الدفاع عن مدينتهم امام هجمات المجموعات المسلحة الارهابية مع محدودية ما بأيديهم من السلاح والعتاد ومعاناة شديدة من قلة ما تصلهم بالطائرات من المواد الغذائية".
وطالب الجهات المعنية بالعمل بجد على فك الحصار عن هذه المدينة وانقاذ اهلها من مخاطر الارهابيين الذين شاهد العالم كله مدى ما يمارسونه من اجرام ووحشية بحق المدنيين عند سيطرتهم على بعض المدن الاخرى كسنجار وتلعفر وغيرهما... وقال إن الاسراع في ايصال الاطعمة إلى اهالي آمرلي عن طريق الجو يشكل ضرورة قصوى في هذا الوقت، تخفيفاً لمعاناة اهلها ولا سيما الاطفال والضعفاء.
وجاءت تحذيرات السيستاني للكتل السياسية من مغبة تصعيد مطالبها وشروطها لتشكيل الحكومة، في وقت انطلقت خلال الساعات الاخيرة المباحثات الرسمية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، حيث دعا رئيسها المكلف حيدر العبادي هذه الكتل إلى الالتزام بالدستور في مطالبها، موضحًا أن التحالف الشيعي هو الذي يقودها، وسط مخاوف من عرقلة الشروط الكثيرة التي تطرحها الكتل خلال مفاوضات تشكيل الحكومة ضمن المدة الدستورية التي تنتهي في التاسع من الشهر المقبل.
فقد انطلقت الليلة الماضية رسمياً المفاوضات حول تشكيل الحكومة بإجتماع بين التحالف الوطني الشيعي وتحالف القوى العراقية السني، بينما اجتمع وفد التحالف الكردستاني اليوم الجمعة في بغداد مع الرئيس معصوم وقادة التحالف الشيعي.
وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم كلف رسمياً في الحادي عشر من الشهر الحالي القيادي في حزب الدعوة الإسلامية حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، الذي أعلن في الرابع عشر من الشهر الحالي عن سحب ترشيحه ودعم العبادي لتشكيل الحكومة الجديدة.