ظريف يناقش مع السيستاني الأوضاع العراقية
المالكي يأمر الجيش بهجوم ضد داعش وصولًا إلى الموصل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دعا المالكي القوات العراقية إلى شنّ هجوم ضد تنظيم الدولة الإسلامية وصولًا إلى مدينة الموصل الشمالية، التي يسيطر عليها التنظيم منذ أكثر من شهرين. وأكد أن العراق سيكون مقبرة لهذا التنظيم.
أسامة مهدي: أمر رئيس الوزراء المنتهية ولايته القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي خلال زيارة إلى قاعدة سبايكر الجوية بالقرب من مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) أمر القادة الأمنيين بالانتقال إلى مرحلة الهجوم، وعدم الاكتفاء بالدفاع، وصولًا إلى مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى (375 كم شمال غرب بغداد) لانتزاعها من تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". وأكد أن قاعدة سبايكر ستكون منطلقًا لتحرير الموصل.
وشدد المالكي في كلمة بالقادة على ضرورة عدم بقاء قاعدة سبايكر ومعها مدينة تكريت في حال دفاع، وإنما الانتقال إلى مرحلة الهجوم عبر الكمائن والضربات السريعة. وأشار إلى أن قاعدة سبايكر تمثل هدفًا نوعيًا ورمزيًا، الأمر الذي يتطلب استعادة زمام المبادرة، ومنع العدو، في إشارة إلى داعش، من استعادة الأهداف التي تم طرده منها.&&
بداية انهيار العدو
وقال "إننا نستطيع الآن أن نقول إننا انتصرنا بعدما تحوّلنا إلى مرحلة المعنويات والنجاحات التي تحققت واستعادة زمام المبادرة.. وإذا كنا قد فتحنا طريق سبايكر، فإننا يجب أن لا نعطيه... فحالة اليأس بدأت تدبّ في صفوف العدو"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الإعلامي الليلة الماضية، إطلعت على نصه "إيلاف". وأشار إلى أن "القوات المسلحة وبمساندة أبطال الحشد الوطني يحققون في كل يوم انتصارات كبيرة، سواء هنا أو في الأنبار وديالى وبعض مناطق سهل نينوى، ولذلك يجب علينا عدم التساهل مع الأعداء وألا نسمح لهم بالسيطرة على شبر من أرض العراق".
وتحدث المالكي عمّا أسماها "المعنويات العالية التي تتمتع بها قواتنا المسلحة وحالة اليأس التي لحت بالجماعات الإرهابية بعد الهزائم التي ألمّت بها"، مما يتطلب من القوات الأمنية زيادة الزخم في الهجمات للقضاء عليها بشكل كامل. ودعا جميع تشكيلات القوات المسلحة إلى توحيد جهودها وتنسيق العمل "لتحقيق الانتصار الناجز على أعداء العراق"، واعدًا "بتقديم كل أنواع الدعم العسكري واللوجستي إلى مركز القيادة في قاعدة سبايكر".
وأضاف المالكي إن "أي هدف يتحقق فيه نصر لا يمكن التنازل عنه، واليأس ذهب، وإن العراق سيكون مقبرة داعش بهمّة العراقيين، فهو عدو قذر، ولا يميّز بين عراقي وعراقي". وعرفت قاعدة سبايكر إثر قتل مسلحين عراقيين متعاونين مع تنظيم الدولة الإسلامية في الثاني عشر من حزيران (يونيو) الماضي حوالى 1700 من الطلبة العسكريين في القاعدة، مما هيّأ للتنظيم السيطرة عليها، في ما بعد، قبل أن تطرده القوات العراقية منها في وقت لاحق.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قد تبنى الليلة الماضية التفجيرات التي ضربت مدينتي كركوك وأربيل في شمال العراق السبت الماضي، وأدت إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. وقال التنظيم في بيان إن استهداف المناطق الكردية جاء ردًا على تعاون البيشمركة الكردية مع الحلف الأميركي "الرافضي"، في إشارة إلى القوات العراقية، التي يتهمها بالخضوع لسيطرة الشيعة. وأضاف أن مفرزة تابعة لما أسماها بولاية كركوك قامت بتفجير سيارة مركونة في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان الشمالي.
وضربت ثلاث تفجيرات بثلاث سيارات مفخخة مساء السبت مدينة كركوك الشمالية، وأودت بحياة 22 شخصًا، وجرح 120 آخرين، وبعد أكثر من ساعة حدث تفجير مماثل في أربيل، ما أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص بحسب مصادر طبية.
ومنذ أكثر من شهرين يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في محافظات عراقية، وخاصة في الشمال والغرب والشرق. ثم تمكنت القوات العراقية مدعومة بميليشيات مسلحة موالية لها وقوات البيشمركة بعد تدخل عسكري أميركي من طرد المسلحين، وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات، بعد معارك ضارية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
&
ظريف يناقش مع السيستاني التطورات السياسية والأمنية
في اليوم الثاني لزيارته إلى العراق يلتقي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مدينة النجف اليوم مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني.
ومن المنتظر أن يستعرض ظريف مع السيستاني الأوضاع في العراق والمنطقة، وموقف المرجعية الشيعية من هذه التطورات، إضافة إلى مفاوضات الكتل لتشكيل الحكومة الجديدة. كما يتوقع أن يلتقي مع عدد آخر من المراجع الشيعية الكبار، ثم يلتقي مع محافظ النجف (160 كم جنوب بغداد) عدنان الزرفي.
وفي نهاية اليوم الأول لزيارته إلى بغداد، بحث ظريف مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم العلاقات الثنائية، ومشاركة إيران في المؤتمر الدولي حول الإرهاب، الذي سيعقد في بغداد قريبًا. وأكد معصوم تطلع العراق "إلى تمتين العلاقات التاريخية مع إيران بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين"، كما نقل عنه بيان رئاسي الليلة الماضية، داعيًا إيران إلى مشاركة فعالة في المؤتمر الدولي، الذي سيعقد في بغداد حول الإرهاب في العراق قريبًا، بمشاركة أوروبية وإقليمية واسعة.
وشدد على "الحاجة الفعلية إلى تعاون إقليمي ودولي من أجل مواجهة التحديات الإرهابية ودحرها على أيدي العراقيين، الذين يتعرّضون إلى أشرس هجمة تستهدف المنطقة والعالم بشكل عام من خلال استهدافها العراق".
الإرهاب يستهدف الجميع
من جانبه أكد ظريف دعم إيران لحكومة عراقية جديدة، والعمل معها على ما يعزز العلاقات بين البلدين الجارين. وقال إن "خطر الإرهاب لا يستهدف إثنية معينة، وإنما هو يستهدف الجميع"، داعيًا إلى "تعاون إقليمي واسع، وعلى صعد مختلفة، من أجل مواجهة الإرهاب ودحره نهائيًا". ونقل ظريف دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الرئيس معصوم لزيارة إيران، حيث تم قبولها، وسيحدد موعدها لاحقًا.
وأجرى ظريف أمس أيضًا مباحثات مع رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ووزير الخارجية هوشيار زيباري. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيباري أكد ظريف أن بلاده لم تدفع بأي قوات إلى العراق لمساعدته على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وشدد على دعم العبادي لتشكيل حكومة شاملة، بينما أكد نظيره العراقي زيباري أن العراقيين هم من يشكلون حكومتهم، وليس واشنطن أو طهران.
تأتي زيارة ظريف لبغداد في وقت نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بشدة السبت تقارير أشارت إلى وجود قوات عسكرية إيرانية في العراق. وكانت تقارير أشارت في وقت سابق إلى أن حوالى 1500 جندي إيراني عبروا الحدود الجمعة، وانسحبوا باتجاه الحدود السبت، بسبب تأجيل عملية اقتحام مدينة جلولاء في محافظة ديالى، التي تشترك حدودها مع إيران، لاستعادتها من سيطرة الدولة الإسلامية.
وأضافت أن مدفعية إيرانية اشتركت أيضًا في القصف الذي استهدف وسط المدينة أمس. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد في وقت سابق استعداد بلاده لدعم العراق عسكريًا في مواجهة مسلحي الدولة الإسلامية& قائلًا "إذا طلبت الحكومة العراقية من إيران الدعم رسميًا، فإننا مستعدون لذلك في إطار القوانين الدولية".&&