أخبار

سائقو غزة يتحدون الموت على الطرقات

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: يدرك محمد الخطيب انه يجازف بحياته كلما جلس وراء المقود ليجوب الطرقات وينقل مياه الشرب الى اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.&وسبق ان شهد محمد البالغ 23 عاما حربين اسرائيليتين، في 2008-2009 وفي 2012. لكنه لم يشهد على الاطلاق هذا القدر الهائل من العنف والقصف والموت، على ما يقول.&ويقر السائق في مرآب مصنع تحلية مياه البحر الصغير "ما ان أجلس وراء المقود، حتى أشعر بالخوف وتتوتر أعصابي"، فيما سمع دوي القصف الاسرائيلي من بعيد.&وينقل الخطيب حمولة قيمة. فقد باتت 90% من مياه الصنابير غير صالحة للشرب في غزة، وباتت مياه البحر المحلاة موردا اساسيا لسكان غزة ولا سيما اللاجئين.&لكن بالرغم من الطلب يشهد المصنع صعوبات في العمل. فالسائقون لا يتحمسون للقيادة على الطرقات نظرا لأن سيارات النقل تشكل اهدافا للطيران الاسرائيلي.&وبدا الخطيب منهكا نتيجة عمله وتوتر اعصابه.&وتابع "احيانا اتجه الى منزل لتسليم (المياه) فاجده مدمرا".&ويضيف "على غرار عائلة متى... كنت اذهب باستمرار لملء خزان المياه في منزلهم. في احد الايام ذهبت، ولم يعد هناك منزل".&ولا تهدد الضربات عمله اليومي فحسب. فقد قتل ثلاثة من اصدقائه واصيب عدد منهم. ويقيم ثمانية من افراد عائلته في منزله في شمال غزة عادة، لكنهم باتوا حاليا 30 شخصا.&وقال صاحب المصنع حسام حنيف مبتسما "محمد طيب القلب".&واوضح "في اثناء خدمته، ان سمعت زوجته دوي القصف تتصل به فورا وتقول له +عد الى المنزل+، وهذا ما يفعله".&واضاف "احد العاملين لدي لم يات الى العمل الا يوما واحدا منذ بدء الحرب، فعائلته تخاف عليه كثيرا وتمنعه من الخروج".&في اخر طريق رملية تسلكها الدواب يبدو مصنع حنيف متواضعا جدا، يشبه مستودعا.&وتاتي الشاحنات كل صباح لتعبئة المياه ثم تنطلق لتجول على المدارس والمنازل في شمال ووسط قطاع غزة.&وهي تسلك الطرقات التي باتت مليئة بالحفر واحيانا غير صالحة للمرور بعد سقوط قذائف عليها.&وقدرت منظمة اوكسفام الخيرية ان ثلث سكان غزة البالغ عددهم 1,8 ملايين باتوا محرومين من مياه الشرب.&في الاحياء الاكثر دمارا في غزة، على غرار منطقة الشجاعية، لا تجري المياه في الصنابير اكثر من ساعة او اثنتين يوميا.&ويساعد ابن صاحب المصنع، طالب المعلوماتية البالغ 24 عاما، والده منذ بدء الحرب.&وروى محمود حنيف "في البداية لم تكن لدي مشاكل كبيرة. لكن عندما دخلت الدبابات والجنود (الى قطاع غزة) بدأ الناس ينزحون وهنا تعقدت الامور".&واوضح "بدأ الناس يستوقفونني في وسط الطريق ويقولون +ارجوك، طفلي يريد ان يشرب+ ويحاولون اخذ الماء من مؤخرة الشاحنة".&وسحب هاتفه المحمول من جيب بنطاله وعرض تسجيل فيديو لحادثة اثرت فيه، حيث شهد قصفا في احدى جولاته.&وقال "الخوف. الموت. هذا ما شعرت به".&وليس المصنع نفسه في مأمن، وقال والد محمود "بالامس سقطت قذيفة على بعد 100 متر من هنا".&واضاف "لكن علينا مواصلة العمل. صحيح اننا شركة لكننا نقوم كذلك بمهمة انسانية".&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف