دمشق تعلن استعدادها للتعاون مع واشنطن في مكافحة الارهاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: أعلنت دمشق الاثنين استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي بما فيه واشنطن في مجال مكافحة الارهاب، إلا أنها اعتبرت أن أي ضربة عسكرية لتنظيمات متطرفة على ارضها ستعتبر "عدوانا" اذا حصلت من دون تنسيق مسبق مع الحكومة السورية.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية وليد المعلم في دمشق في وقت تواصل الولايات المتحدة قصف مواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق، وبعد ايام من اعلان رئيس اركان الجيوش الاميركية انه لا يمكن هزم التنظيم الجهادي المتطرف من دون استهدافه في سوريا ايضا.
وقال المعلم "نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الاقليمية والمجتمع الدولي من اجل مكافحة الارهاب". وعما اذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال "اهلا وسهلا بالجميع".
واضاف ان بلاده مستعدة للتعاون "من خلال ائتلاف دولي او اقليمي او من خلال تعاون ثنائي". وعن موقع سوريا في هذا الائتلاف، قال "من الطبيعي جغرافيا وعمليا وعملانيا، ان سوريا هي مركز هذا الائتلاف الدولي والا هل يحاربون داعش بالمناظير؟. لا بد ان ياتوا الى سوريا للتنسيق معها من اجل مكافحة داعش والنصرة اذا كانوا جادين".
وردا على سؤال عن ضربات جوية محتملة فوق الاراضي السورية قد يقوم بها الاميركيون، قال "اننا جاهزون للتنسيق والتعاون لاننا نحن ابناء الارض ونعرف كيف تكون الغارة مجدية او عدم جدواها". واضاف المعلم ان من يريد المشاركة في توجيه هذه الضربات "لا يوجد لديه مبرر الا بالتنسيق معنا اذا كان راغبا بمكافحة الارهاب واي شي خارج عن ذلك هو عدوان".
وعما اذا كانت الدفاعات الجوية السورية ستسقط طائرات اميركية تقوم بقصف مواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" في البلاد، قال المعلم "لدينا اجهزة دفاع جوي. اذا لم يكن هناك تنسيق فقد نصل الى هذه المرحلة. (...) نحن نعرض التعاون والتنسيق بشكل مسبق لمنع العدوان".
وقال "عندما يقولون ان محاربة داعش في العراق لا تكفي، لا بد من محاربتها في سوريا، نحن نقول تعالوا ننسق". وكان رئيس اركان الهيئة المشتركة للجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي صرح في 22 آب/اغسطس بان لا يمكن "هزم" تنظيم "الدولة الاسلامية" من دون "التعامل مع فرع التنظيم في سوريا".
ونفذت واشنطن خلال الاسابيع الاخيرة سلسلة ضربات جوية لمواقع التنظيم المتطرف داخل الاراضي العراقية، واعتبرت وزارة الدفاع الاميركية ان هذا التنظيم هو اخطر "مجموعة ارهابية" خلال السنوات الاخيرة.
واعرب المعلم عن اعتقاده بان الغارات الجوية " لا يمكن وحدها ان تقضي على تنظيمي النصرة وداعش في سوريا". وجدد الدعوة الى "تجفيف منابع الارهاب" و"وقف التحريض الفكري على الارهاب" و"التزام دول الجوار بضبط الحدود وتبادل المعلومات الامنية معنا"، مضيفا "لا بد من وقف التمويل، لا بد من وقف التسليح".
ومنذ بداية الازمة السورية في منتصف آذار (مارس) 2011، لا تقر دمشق بوجود معارضة ضدها، بل تتحدث عن مؤامرة ينفذها "ارهابيون" وممولة من الخارج.
وتسبب النزاع السوري الذي بدأ سلميا ثم تحول عسكريا، ويشهد منذ اشهر تعاظما لدور التنظيمات المتطرفة وابرزها "الدولة الاسلامية" بمقتل اكثر من 180 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينما تشير ارقام الامم المتحدة الى اكثر من 190 الف قتيل.
وكشف المعلم انه تباحث هاتفيا في الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في "اهمية تحرك روسيا على الساحتين الاقليمية والدولية من اجل تنسيق اقليمي ودولي لمكافحة الارهاب"، متحدثا عن "تطابق كامل في الموقفين الروسي والسوري".
وينتهج النظام السوري خطابا اكثر ثقة طارحا نفسه البديل في مواجهة الارهاب، وذلك منذ استنفار المجتمع الدولي ازاء الخطر الذي يشكله تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يزرع الرعب في مناطق سيطرته في العراق وسوريا بسبب عمليات القتل والذبح والصلب والتنكيل العشوائية التي يقوم بها.
&ومن آخر جرائمه قطع راس الصحافي الاميركي جيمس فولي الذي خطف في سوريا منذ حوالى سنتين. ودان المعلم قتل فولي "باشد العبارات"، مشيرا الى انه لم يسمع اي "ادانة غربية للمجازر التي ترتكبها داعش ضد قواتنا المسلحة ومواطنينا".
وتمكن تنظيم "داعش" الاحد من الاستيلاء على آخر معاقل النظام في محافظة الرقة في شمال سوريا، ليتفرد بالسيطرة على اول محافظة سورية بكاملها تقريبا. وجاء ذلك بعد سلسلة هجمات على مطار الطبقة العسكري انتهىت بانسحاب قوات النظام من المطار. وقتل في المعركة التي استمرت خمسة ايام 195 جنديا سوريا و346 مقاتلا من الدولة الاسلامية.
ونشر مؤيدون للتنظيم المتطرف صورا مروعة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لرؤوس جنود مقطوعة ومرفوعة على عصي او مرمية ارضا.
وبرر المعلم الانسحاب من المطار قائلا ان "الدفاع البطولي" للقوات المسلحة عن مطار الطبقة "ادى الى قتل العشرات بل المئات من عناصر داعش". لكن "حرصا على حياة الجنود" اقدمت القيادة العسكرية على "سحبهم ونقلهم الى مواقع قريبة مع العتاد والطائرات وافرغت القاعدة من محتواها"، معتبرا ان "هذه امور تحدث في كل العمليات العسكرية في جيوش العالم".
&