زيارة استثنائية في ظروف دولية غير اعتيادية
أجندة الأمير سلمان في باريس حافلة بالمشاورات والاتفاقيات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يصف مراقبون زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا&بالاستثنائية، خاصة أنها تأتي في ظروف دولية غير اعتيادية. والزيارة التي تستمر أربعة أيام حافلة بالمباحثات وبالمشاورات الثنائية، وفي أحوال التطرف المتصاعد في المنطقة.
حيان الهاجري من الرياض: وصل الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، إلى العاصمة الفرنسية باريس في زيارة رسمية يلتقي خلالها بالرئيس فرانسوا هولاند وبكبار المسؤولين الفرنسيين، ليستعرض معهم ملفات ذات اهتمام مشترك بين البلدين، إلى آخر التطورات في الشرق الأوسط.
تثمن عاليًا
وأكد قصر الإليزيه أن هولاند سيستقبل الأمير سلمان في أول أيام زيارته الرسمية، الأولى له وهو ولي للعهد.
وأكدت مصادر فرنسية رسمية أن باريس تثمن عاليًا المباحثات التي ستجري خلال أربعة أيام تستغرقها الزيارة، خصوصًا أن هذه المباحثات ستتناول الوضع المتدهور في الشرق الأوسط، في ضوء الصعود الكبير للتطرف، خصوصًا في العراق وسوريا، كما ستسلط الضوء قويًا على الحاجة إلى تبادل الآراء بين فرنسا والسعودية في هذا الاطار، بعدما حذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز من انتقال الارهاب إلى أوروبا، وإلى مناطق أخرى في العالم، إن لم يتم توطيد التعاون الدولي لمكافحته.
الدولة الوحيدة
وعن هذه الزيارة التي تصفها فرنسا بالاستثنائية، نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن المحلل الاستراتيجي فضل بن سعد البوعينين قوله إنها تأتي في ظروف دولية غير اعتيادية، "تسببت في إحداث فوضى عارمة في المنطقة، وساعدت على تمدد المنظمات الإرهابية في المنطقة العربية، حتى باتت تهدد السلم الدولي".
وأضاف البوعينين: "زيارة الأمير سلمان يمكن أن تسهم في بلورة قرار دولي داعم لأمن واستقرار المنطقة، ومواجهة الإرهاب وحماية الدول والشعوب من مآسٍ أصابت بعضها، وستصيب بعضها الآخر في حال عدم مواجهتها بحزم من المجتمع الدولي".
وقال الدكتور عبد الله القباع، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود: "فرنسا تدرك أن السعودية هي الدولة الوحيدة التي ما زالت تطالب جميع الدول والمنظمات الدولية باتخاذ موقف موحد إزاء قضايا الإرهاب، التي بدأت تهدد النظام والاستقرار العالمي، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط".
تطورات إيجابية ملموسة
وفي حديث صحفي، وصف السفير الفرنسي لدى السعودية برتران بزانسنو&الزيارة بالتاريخية، وبأنها فرصة لإجراء محادثات تتناول التطورات في المنطقة، خصوصًا تجديد التعاون لمكافحة الإرهاب والتطرف، "لأنها تأتي للتأكيد على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، وعلى تطابق وجهات نظر الرياض وباريس في الكثير من الملفات السياسية في المنطقة، خصوصًا تجاه ما يجري في سوريا".
وعن هدف الزيارة، قال إن فرنسا تريد إظهار نوعية العلاقات الاستثنائية بين البلدين، التي تتحلى بالثقة والصداقة. فالعلاقات التقليدية بين باريس والرياض عرفت تطورات إيجابية ملموسة، تعود لتطابق المواقف بشأن مجموعة من الملفات السياسية الإقليمية، "وكانت النتيجة أن العام 2013 كان استثنائيًا في مجال العقود الثنائية، إذ أن قيمة العقود التي حصلت عليها الشركات الفرنسية في المملكة زادت قيمتها على 6,5 مليارات يورو، نصفها عقود مدنية والنصف الآخر عقود دفاعية وأمنية".
مكافحة الارهاب
ورأى بزانسنو&أن منطقة الشرق الأوسط تجتاز مرحلة دقيقة وخطيرة تثير قلق دول المنطقة، كما تثير قلق الفرنسيين، "وزيارة الأمير سلمان ستكون مناسبة لتعميق المناقشات والمشاورات بين باريس والرياض حول الملفات الأساسية، وهي الإرهاب وكيفية الوقوف بوجهه، والوضع في سوريا والعراق ولبنان، فضلًا عن الملف الإيراني وملف النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وكل أوجه الملفات الإقليمية الساخنة، والجانب الفرنسي حريص على التشاور مع السلطات السعودية حول هذه الملفات والاستماع لتحليلاتها وتوقعاتها".
أضاف: "خلال زيارة الرئيس هولاند إلى المملكة في كانون الأول (ديسمبر)، تم الاتفاق على مساعدة الجيش اللبناني عبر هبة سعودية قيمتها 3 مليارات دولار، لشراء أسلحة فرنسية تساعده على حماية الأراضي اللبنانية، وعلى توسيع الاستثمارات السعودية في فرنسا، والتحضير لإطلاق مشروع بحري عسكري واسع، والاتفاق على عقد اجتماع أول للجنة المشتركة حول النووي المدني، وزيارة ولي العهد فرصة لتقويم ما توصلنا إليه حتى الآن، ومن المقرر الانتهاء من ملف المساعدة العسكرية للجيش اللبناني، وتقويم ما آلت إليه المناقشات بين وزير الخارجية الفرنسي ووزير المال السعودي حول تشجيع الاستثمارات السعودية في فرنسا".
مناقشات تفصيلية
وبحسب السفير الفرنسي لدى الرياض، تود باريس أن تتوصل، مع نهاية العام الجاري، إلى التوقيع على أول شريحة من الاتفاقات، مع مناقشة تفصيلية حول البرنامج البحري العسكري المشترك، ومشاريع تعاون أخرى في مجال الدفاع الجوي والأقمار الصناعية وغيرها.
ويؤكد السفير أن هذه الزيارة مهمة سياسيًا، لما توفره من فرصة للتشاور حول المسائل الإقليمية والعمل المشترك، ولتقويم ما تحقق منذ زيارة هولاند للسعودية في العام الماضي، وإعطاء دفعة جديدة للمشاريع الكثيرة التي نريد أن نحققها معًا.
أضاف: "فرنسا مهتمة للغاية بمشاريع أخرى لم آتِ على ذكرها، مثل الطاقة الشمسية والنقل الجوي، والسكك الحديدية أو مترو الأنفاق والصحة، حيث سيتم قريبًا جدًا&توقيع اتفاق مع معهد باستور، أو بالنسبة للصناعات الغذائية، حيث يدور البحث حول مجموعة واسعة من المشاريع. وأعود لأذكر رغبتنا المشتركة في التعاون في القطاع النووي المدني".&