كوريا الشمالية ستحاكم مواطنًا أميركيًا في 14 سبتمبر

سول: اعلنت كوريا الشمالية الاحد انها ستحاكم مواطنا اميركيا معتقلا لديها في 14 ايلول/سبتمبر قبل اقل من اسبوع على النداء التلفزيوني الذي وجّهه ماثيو ميلر لطلب المساعدة من واشنطن. وميلر واحد من بين ثلاثة اميركيين معتقلين لدى النظام الكوري الشمالي، وقد اوقف في نيسان/ابريل بعدما قام كما يبدو بتمزيق تأشيرة دخوله عند مكتب الهجرة وطلب اللجوء.

وافادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان "المحكمة العليا في جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية قررت محاكمة الاميركي ماثيو ميلر الموقوف حاليا، في 14 ايلول/سبتمبر بموجب التهم التي وجهتها اليه الهيئة المعنية". ولم تعط الوكالة تفاصيل اضافية. وكانت كوريا الشمالية اعلنت في حزيران/يونيو انها ستحيله مع مواطن اميركي اخر يدعى جيفري فاولي الى المحاكمة بتهم غير محددة تتعلق "بتدبير اعمال عدائية".

وفي مطلع ايلول/سبتمبر ناشد ميلر وفاولي مع الاميركي الثالث المحتجز في كوريا الشمالية كينيث باي واشنطن مساعدتهم في مقابلة مع شبكة "سي ان ان". وقال ميلر "اعتقد ان هذه المقابلة هي فرصتي الاخيرة لدفع الحكومة الاميركية الى مساعدتي".

وتعهد مسؤولون اميركيون غداة بث المقابلات بانهم سيبذلون كل جهود ممكنة من اجل الافراج عن الاميركيين الثلاثة. لكن المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بساكي رفضت التحدث عن الجهود الاميركية انذاك، قائلة ان واشنطن لا تريد تعريض دبلوماسيتها للخطر.

كما لم ترد على اسئلة حول ما اذا كانت واشنطن مستعدة لارسال موفد رفيع المستوى الى بيونغ يانغ، كما فعلت في حالات سابقة، حين تمكن الرئيس السابق بيل كلينتون والحاكم السابق بيل ريتشاردسون من التوصل الى اتفاق للافراج عن اميركيين معتقلين. وقالت بساكي "نواصل العمل بنشاط لضمان الافراج عن المواطنين الاميركيين الثلاثة".

واحتجز فاولي الذي دخل كوريا الشمالية في 29 نيسان/ابريل، بعدما ترك على ما يبدو انجيلا في الفندق. اما باي فقد اعتقل في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وحكم عليه بالسجن 15 سنة مع الاشغال الشاقة في 2013 بتهمة العمل على قلب النظام. ولا تقيم واشنطن علاقات مع كوريا الشمالية وتتولى السفارة السويدية تصريف الاعمال في مثل هذه الحالات القنصلية. وقام مسؤولون سويديون بزيارة باي في 11 اب/اغسطس، فيما زاروا فاولي وميلر في اواخر حزيران/يونيو.

وحددت كوريا الشمالية موعد محاكمة ميلر تزامنًا مع اطلاقها حملة دبلوماسية عبر ارسال دبلوماسيين كبار في زيارات نادرة الى اوروبا ويحتمل الى الولايات المتحدة. ووصل كانغ سوك-جو امين عام اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم السبت الى المانيا في اطار جولة ستقوده ايضا الى ايطاليا. واشارت معلومات ايضا الى ان وزير الخارجية ري سو-يونغ يعتزم زيارة نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في وقت لاحق هذا الشهر، في اول زيارة من نوعها الى الولايات المتحدة منذ 15 عاما.

ورأى كيم يونغ-هيون استاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعو دونغوك ان بيونغ يانغ وفي اطار حملتها الدبلوماسية الجديدة تعتزم استخدام المعتقلين الاميركيين كورقة في يدها لارغام واشنطن على العودة الى طاولة المفاوضات. وقال كيم "تامل كوريا الشمالية في ان ترسل واشنطن مبعوثا رفيع المستوى كما تامل في تحسين العلاقات مع واشنطن واحراز تقدم في المفاوضات النووية".

وكرر امين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم عند وصوله الى برلين، دعوة واشنطن الى استئناف المفاوضات السداسية المجمدة حول البرنامج النووي الكوري الشمالي. ونقلت عنه وكالة يونهاب الكورية الجنوبية القول ان "الولايات المتحدة ستحدد شروطا (لاستئناف المفاوضات) وانا اقول فلنقم بذلك بدون شروط". والمفاوضات السداسية التي تضم الكوريتين وروسيا والولايات المتحدة والصين واليابان والهادفة الى تقديم مساعدات لكوريا الشمالية مقابل نزع اسلحتها النووية، مجمدة منذ 2009.

وتريد سيول وواشنطن ان تبدي بيونغ يانغ صدقا حيال التخلي عن برامج اسلحتها النووية قبل استئناف المحادثات. وقد احتجز عدد من الاجانب في كوريا الشمالية لسنوات، والكثير منهم بتهم القيام بانشطة دينية. وسمح لبعضهم بالعودة الى بلادهم بسبب تقدمهم في السن او بعد تدخل من شخصيات اميركية رفيعة المستوى.

وتعتبر كوريا الشمالية المبشرين الاجانب على انهم مثيرو فتنة يعملون على اثارة الفوضى ويشكلون تهديدا لقيادتها. وتحكم عائلة كيم وضمنها الزعيم الحالي كيم جونغ-اون هذه الدولة المعزولة الفقيرة منذ ثلاثة اجيال بقبضة حديدية.