سلفيون اعتبروها بدعة لا سابق لها
إنتقادات في تونس لظاهرة (الحجّ الأبيض)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شهدت مدن تونسية كثيرة خلال الأسابيع الماضية تمارين (الحج الأبيض)، التي حاول القائمون عليها تقريب مناسك الحج إلى ذوي الثقافة المحدودة، واستعملوا مجسمات للكعبة والأماكن المقدسة لدى المسلمين في السعودية.
تونس: سخر ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي من تجربة (الحج الأبيض) التي أشرفت عليها وزارة الشؤون الدينية في تونس بالتعاون مع بعض الجمعيات الدينية.
والحج الأبيض، هو تمرين أو (بروفة) تشرف عليها السلطات بمساعدة نشطاء جمعويين، لمحاولة تبسيط مناسك الحج لاصحاب الثقافة الدينية المحدودة والمستوى التعليمي المتواضع.
وشاركت جمعيات اسلامية في هذا النشاط من قبيل& الجمعية التونسية للحج والعمرة وجمعية ضيوف الرحمان.
لتقريب الصورة
وهذا التمرين الطقوسي الذي يسبق أداء شعيرة الحج (الركن الخامس في الديانة الإسلامية) في السعودية، أقيم لأول مرة العام الماضي في تونس، لكنه كان محدود الانتشار، أما هذا العام، فقد عاشت مدن تونسية كثيرة خلال الأسابيع الماضية على وقع طقوس (الحج الأبيض).
ويتم تركيز مجسمات خلال هذا التمرين الذي يقام في مساحات واسعة (الملاعب الرياضية خاصة)، وتمثل تلك المجسمات المراحل التي يمر بها الحاج منذ وصوله إلى السعودية، خاصة الوقوف بجبل عرفة والطواف بالكعبة، وشعائر مزدلفة ومنى.
ففي محافظة الكاف مثلا، تم يوم السبت تصميم مجسم للكعبة وتم وضعه وسط ملعب بالمدينة، وطاف من حوله الحجيج. كما تمّ وضع "لوحات إرشادية" كتبت عليها أسماء الأماكن التي ستقع زيارتها في البقاع المقدسة على غرار جبل عرفات والجمرة الصغرى والجمرة الوسطى والجمرة الكبرى ومنى ومزدلفة.
ترحيب
أشاد بالعملية التي شهدت اقبالاً طيبًا من المواطنين، كثيرون اعتبروها وسيلة مبتكرة لتدريب الحجاج على أداء مناسكهم في أفضل الظروف.
وقال معلق يدعى نذير على فايسبوك: "الفكرة جيدة وتطبيقها كان مميزًا، الكتيبات والارشادات المقروءة لا تجدي نفعًا مع من لا يجيد القراءة والكتابة، و"الحج الأبيض" يجعلهم على دراية بما ينتظرهم في البقاع المقدسة ويزيدهم حماسًا لأداء هذه الفريضة".
إنتقادات
محسوبون على التيار السلفي اعتبروا (الحج الابيض) بدعة جاءت بها حكومة حركة النهضة الاسلامية العام الماضي، وتبنتها حكومة التكنوقراط الجديدة.
وهاجم مغردون ومعلقون على تويتر وفايسبوك هذا النشاط، وتساءلوا عن القصد من وراءه في حين طرح آخرون تساؤلات حول "خطورة" نقل الأماكن المقدسة والكعبة الشريفة ولو رمزيًا إلى الملاعب الرياضية التي قالوا إنها "أماكن غير طاهرة".
من جانبه، انتقد الباحث وأستاذ التاريخ المعاصر عادل اللطيفي "العمليات البيضاء لمناسك الحج" التي تجري في عدد من مدن البلاد.
وقال في تصريح لموقع إلكتروني: " إنها وسيلة لاحتلال الفضاء العام بتعلات بيداغوجية".
وأضاف: "الجماعة تتعامل وكأنّ التونسيين دخلوا الإسلام منذ سنتين وأنهم يكتشفون الحج لأول مرة".
وختم اللطيفي بالقول إن هذه الممارسات تسمى في علم الاجتماع "التدين الفرجوي"!
وعلق بعض الغاضبين من الظاهرة بالقول إنّ الجمعيات الاسلامية التي تشارك في الترويج لهذا النشاط، مقربة من حركة النهضة، وقياداتها هم نشطاء في "النهضة" ويرومون توظيف المشاعر الدينية للحجاج من أجل الدعاية الانتخابية لحزبهم.
يشار إلى أنّ عدداً من خطباء الجمعة في مدن تونسية كثيرة تحدثوا عن (الحج الأبيض) ودعوا المقبلين على الحج إلى المشاركة في ذلك التمرين.
&