رأى أن طريقة ميستورا لن تجدي نفعًا
عمار قربي: الحرب على داعش تخدم النظام والائتلاف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني: اعتبر الدكتور عمار قربي الأمين العام لتيار التغيير الوطني أن الموفد الأممي الجديد إلى سوريا ستيفان دي ميستورا "يحاول أن يعمل بطريقة مختلفة عن سلفه الأخضر الإبراهيمي، حيث فضل العمل بصمت، وأبدى استعداده للعمل مع النظام السوري، لدرجة افتتاحه مكتب له في دمشق، في الوقت الذي كان يرفض النظام استقبال نائب الإبراهيمي ومبعوث الجامعة العربية ناصر القدوة".
لكن قربي رأى، في تصريحات خاصة لـ"إيلاف"، أن "هذه التحركات الدبلوماسية لن تجدي نفعًا، فالدول الغربية قد قررت أن تستبعد النظام السوري من حربها على الإرهاب، كما إنها لن تعتمد على جميع أطراف المعارضة السورية المسلحة في ذلك، وعليه فإن جهود ميستورا ستكون خارج الصندوق، ولن تتعدى ملء الفراغ الإعلامي مع إعطاء التغطية القانونية لذلك".
صراعات إقليمية ودولية
أما لجهة العلاقة الجديدة مع النظام، فأكد قربي "أنها أيضًا لن تثمر عن شيء، لأن تخوم كل طرف باتت واضحة ومعروفة، والقضية فقدت هويتها السورية لمصلحة صراع محلي على السلطة بين المعارضة والنظام على حساب دم السوريين وصراع إقليمي بين السعودية وإيران، وصراع دولي بين الولايات المتحدة وروسيا، في ظل عودة أجواء الحرب الباردة مع تعقد الملف الأوكراني وباقي الملفات الدولية".
من وجهة نظر قربي فإن "الثورة السورية تحوّلت من ثورة لاستعادة الحرية والكرامة إلى صراع على السلطة، بوجود أمراء حلب وائتلاف معارض معيّن من الدول النافذة، بحيث أصبح حارسًا أمينًا لمصالح الدول بدلًا من العناية بهموم الشعب السوري" على حد قوله.
تخدم النظام والمعارضة
وأضاف أن "الحرب على داعش تخدم النظام والائتلاف، لأنها ستزيح منافسًا قويًا على صراعهما على السلطة. أما دوليًا فقد أدت داعش دورها المرسوم لها من دون علمها، حيث أعاد التاريخ نفسه مرات عدة، من أفغانستان إلى الشيشان إلى العراق فليبيا... ويبدو أن الجماعات الأصولية الجهادية غبية لأنها لا تتعلم من التاريخ ولا من تجاربها، كما إن إغراء السلطة أقوى من أي تكتيك".
وأشار قربي إلى "أن الرئيس أوباما لم يكن بإمكانه أزاحة المالكي لولا داعش، كما إن معظم ممثلي الدول على قناعة تامة بأن داعش والنصرة هما القادرتان على محاربة النظام، وليس مجموعات من مزارعين وأطباء أسنان "كما وصفهم أوباما نفسه"، واليوم وبعد انتهاء خدمات داعش في العراق، وتخلص الدول الغربية من كل من يحمل الفكر الجهادي، عبر إرساله إلى سوريا بتذكرة ذهاب بدون عودة، أقفلت حدودها أمام عودتهم تحت التهديد بالاعتقال ونزع الجنسية.
أثمان باهظة
ولفت إلى أن "تجارب الغرب مع التخلص ممن يحملون هذا الفكر كانت مكلفة جدًا سياسيًا وماليًا، وتسببت بفضائح أخلاقية وحقوقية، فكلنا يذكر الثمن الذي دفعته كندا عندما سلمت سرًا المعارض السوري ماهر عرار إلى فرع فلسطين، حيث اعتقل أربع سنوات، إذ استقال قائد الشرطة، وكانت أزمة حكومية.. كما إن ألمانيا دفعت ثمنًا غاليًا بفضح صحيفة دير شبيغل لدورها في اعتقال الزمار الألماني من أصل سوري، حيث اعتقلته في المغرب، وقامت المخابرات الألمانية والمغربية والأميركية، بالتعاون على نقله إلى سجون النظام السوري، الذي حكم عليه بالإعدام، وخفف الحكم لـ 12 سنة سجن، انتهت منذ أسابيع، وكانت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان السورية قد أصدرت تقريرًا مفصلًا عن العملية فضحت دور تلك الدول... ناهيك عن أبو قتادة وأسامة السايس وعبد الرحمن موسى وغيرهم".
وخلص إلى القول إنه اليوم "تخلصت هذه الدول من مئات أو آلاف هؤلاء الأشخاص بإرسالهم إلى الأراضي السورية مجانًا ومن دون ثمن، والتي وجد فيها النظام فرصة لوسم الثورة بالإرهاب، فقام بدوره بفتح السجون أمام هؤلاء، فتشكلت داعش، التي قامت بتأدية الدور على أكمل وجه ".
وكان وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم اعتبر أن مكافحة الإرهاب يجب أن تحتل الأولوية. وأشار المعلم، خلال استقباله المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا، إلى أن "الأولوية حاليًا لمكافحة الإرهاب، الذي أصبح أولوية للمجتمع الدولي، وإرادة الشعب السوري هي التي تحدد مصيره ومستقبله". ووصل ميستورا إلى دمشق في وقت سابق أمس، في أول زيارة له منذ تعيينه.