أخبار

توصيات باحتساب أجرة السفر بحسب وزن الراكب

المسافر البدين يهدد أمن الطائرات الصغيرة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

توفيت فيلما سولتيز في العام 2012 في كانبيرا، بعدما رفضت شركات الطيران نقلها على طائراتها لأنها كانت تزن 192 كيلوغرامًا. واضطرت "كاي أل أم" الهولندية ولوفتهانزا الألمانية ودلتا الاميركية إلى ترضية زوجها الذي طالب بتعويضات تصل إلى 6 ملايين دولار.

ماجد الخطيب: يمكن للبدين أن يحجز مقعدين في الطائرة لتلافي أي مشكلة، أو أن يدفع مبلغًا إضافيًا، أو أن يسافر برًا أو بحرًا، لكن مشكلة أمن الطيران مع الحمولات الثقيلة تتفاقم يومًا بعد يوم. فتعليمات أمن الطيران الدولي حول حمولات الطائرات تعود إلى التسعينات من القرن العشرين، ويعرف الجميع أن معدل وزن الإنسان زاد بشكل كبير خلال هذه الفترة، واصبحت البدانة ظاهرة عالمية لا بد من تعليمات جديدة تنظمها.

لوزن المسافرين

وفي العادة، يجري وزن الحقائب بدقة لتقدير وزن حمولة الطائرة، لكن لا أحد يهتم بوزن المسافرين، في حين أن أوزانهم تعادل أربعة أضعاف وزن الحقائب كمعدل وسطي، تضاف إليها طبعًا حمولة الطائرة من الصناديق والسلع المرسلة.

وطبيعي لن يكون للحمولة ووزن المسافرين تأثير كبير على أمن طائرة من طراز إيرباص 380 وتوازنها أثناء الطيران، لكن المشكلة تزداد مع الطائرات الأصغر، وتتفاقم مع الطائرات الصغيرة. ولهذا يدعو خبراء أمن الطائرات اليوم إلى وزن المسافر، وعدم الاكتفاء بوزن حقائبه.

وحذرت وكالة أمن الطيران الاسترالية من مخاطر الخطأ في تقدير حمولة الطائرة، وخصوصًا حمولة المسافرين. ودعت إلى وزن المسافرين بدقة، وموازنة وزنهم وتوزيع مقاعدهم مع توزيع وزن الطائرة وحمولتها.

فهناك أجزاء في الطائرة أثقل وزنًا من غيرها، ولا يجوز أن تثقل الأجزاء الثقيلة بما هو أكثر من طاقة تحملها. وظهر من دراسة أجرتها وكالة أمن الطائرات الاسترالية أن تقديرات حمولة الطائرة من قبل المختصين لا تنطبق في معظم الأحوال مع الحمولة الحقيقية للطائرة.

أطفال أخلّوا بتوازن الطائرة

يعود اهتمام وكالة الأمن الجوية الاسترالية بموضوع وزن المسافرين إلى حادثة تعرضت لها طائرة كنتاس من طراز بوينغ 737 قبل أشهر، إذ كان أطفال فوق سن 12 سنة، وعددهم 78، ضيوف الطائرة بمفردهم. اختل وزن الطائرة وكادت تتعرض للسقوط حينما تجمع الأطفال كلهم في خلفية الطائرة لتناول وجبة الغداء.

ويعود سبب الاختلال في الوزن، بحسب الخبراء، إلى أن شركة الطيران احتسبت أوزان الأطفال بمثابة أوزان بالغين يتراوح وزن الواحد منهم حول 80 كغم. وهذا يعني أن الخبراء قدروا حمولة الطائرة بنحو 5 أطنان أكثر، وواجهت الطائرة صعوبة في الاقلاع وتعرض استقرارها للخطر أثناء الطيران.

وفي دراسة لوكالة أمن الطيران الأوروبي، ظهر أن وزن الركاب لا يشكل سوى 9% من وزن طائرة جمبو المقلعة، لكن وزن المسافرين يشكل 20% من وزن الطائرة الصغيرة العاملة على الخطوط الداخلية، ما قد يعرض أمنها للخطر بسبب زيادة وزن المسافرين.

وزن المسافر زاد

اعتبرت وكالة أمن الجو الأوروبية سقوط طائرة "بيتش كرافت 199د"، من شركة ميدويست في كارولينا الجنوبية سنة 2003 مثالًا على دور الأوزان الثقيلة في تهديد أمن الطائرة. لقي في هذا الحادث 19 راكبًا حتفهم اضافة إلى اثنين من طاقم الطائرة، وتوصل خبراء الأمن الجوي الأميركيون إلى أن زيادة حمولة الطائرة، وخصوصًا من البدناء، والخطأ في توزيع الحمولة، كانا سبب اضطراب طيران الطائرة وسقوطها.

وتوصل الخبراء أيضًا إلى أن معدل وزن المسافر كان يزيد على&9 كغم عن المعدل القديم الذي دأبت الشركة على احتسابه. وكان وزن الرجال الحقيقي أكبر بكثير من أوزانهم المقدرة، في حين كان وزن النساء أقل مما قدّر، علمًا أن التعليمات الأميركية، بالنسبة للطائرات الصغيرة، توصي بوزن شامل للذكر لا يزيد عن 88 كغم مع حقيبته اليدوية، ووزن شامل للمرأة مع حقيبتها اليدوية لا يزيد عن 70 كغم، ووزن للأطفال لا يزيد عن 30 كغم.

ركاب الجوية اثقل وزنًا

أجرت وكالة الأمن الجوي الأوروبية دراسة بين 23 ألف راكب على الخطوط المختلفة وتوصلت إلى أن تقدير وزن الراكب سنة 1995 يقل 4 كغم عن وزنه الحقيقي عام 2008، وإلى أن ركاب الخطوط الجوية هم عادة اثقل من ركاب الطائرات المستأجرة (شارتر). ودعت، على هذا الأساس، إلى فرض رقابة دقيقة على حمولات الخطوط الجوية.

وأوصت الوكالة بعد هذه الدراسة باحتساب وزن 76 كغم (نساء ورجال) كمعدل عام لركاب الطائرات المستأجرة، مقابل معدل 84 كغم لركاب الخطوط الجوية، مع معدل 84 كغم للراكب مع حقيبته في الطائرات التي يقل عدد مقاعدها عن 30.

ولم يكن الأمر مفاجئًا بالنسبة للوكالة حينما اكتشفت أن أوزان الركاب في الشتاء تزيد عن أوزانهم في الصيف. فالإنسان الأوروبي ينتظر فصل الصيف بلوعة كي يتخلص من الكيلوغرامات الزائدة التي كسبها أثناء فترة الشتاء الطويل، كما أن حقائبه اليدوية وملابسه التي يرتديها أثناء الطيران تصبح أثقل بعدة كيلوغرامات أثناء الشتاء.

ويعكف الآن خبير الأمن الجوي الألماني هيرمان زايدلر على اعداد جدول يتم على أساسه احتساب الحمولة والأسعار، حسب أوزان المسافرين، بما يضمن عدم تعرض أمن الطائرة للخلل بسبب الوزن. وصارت خطوط ساموا الأميركية الصغيرة الأولى التي تزن المسافرين بدقة، وتحتسب سعر بطاقة الطيران بحسب وزن المسافر.

لوفتهانزا تغيّر اقلاعها

قررت شركة لوفتهانزا تغيير طريقة الاقلاع من مطار فرانكفورت بما يضمن تقليل الضجيج والاقتصاد بالوقود وخفض نسبة ثاني أوكسيد الكربون الذي ينبعث عن الطائرات.

قاس خبراء الشركة الضجيج المنطلق عن المحركات على ارتفاع 305 أمتار فوق المطار، حينما يسحب الطيار العجلات ويزيد من سرعة الطائرة إلى الأعلى. وشملت الدراسة اقلاع 70 ألف طائرة من طائراتها طوال سنة كاملة، علمًا أن طياري لوفتهانزا كانوا يغيّرون سرعتهم فوق المطار على ارتفاع 457 مترًا، أي أكثر بنحو 152 مترًا من الارتفاع الجديد.

وتوصل الخبراء إلى أن الضجيج على ارتفاع 305 أمتار ينخفض بنسبة الربع عنه في ارتفاع 457 مترًا، كما تنخفض مقاومة الهواء بشكل واضح بما يقلل كمية الكيروسين المستهلكة. ويعد تغيّر الارتفاع بالاقتصاد بنحو 3000 طن من الكيروسين سنويًا، وتقليل انبعاث ثاني اوكسيد الكربون بنحو 10 آلاف طن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف