أنظمة حديثة غير منيعة على الهاكرز
تحكم بالسيارات عن بعد يثير الخوف من استخدامها قنابل موقوتة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نجح طلاب صينيون باستخدام هاتف ذكي للتسلل إلى كومبيوتر سيارة والتحكم بها عن بعد، لتحريكها في الشوارع بأقصى سرعة.
ماجد الخطيب: تمكن طلاب صينيون في جامعة زهيجيانغ من فتح أبواب سيارة من نوع تيسلا "س"، وطي سقفها، واستخدام منبهها وجهاز الموسيقى فيها، وهم يقفون على بعد مئات الأمتار. وأثار الخبر مخاوف خبراء أمن السيارات من سيناريو رعب هوليوودي يتلخص بامكانية استخدام التحكم عن بعد في تحويل السيارات الحديثة إلى قنابل متحركة.
سيناريو الرعب
جرى الحادث على هامش مؤتمر تقنية المعلومات "سيسكان" ببكين، تحديًا لشركة Qihoo 360 التي أعلنت عن سيارة تيسلا المذكورة هدفًا منيعًا، متحدية الهاكرز أن ينجحوا في اختراق نظامها. نجح الطلبة في مسعاهم، ونالوا جائزة 10 آلاف دولار من الشركة، التي أعلنت فورًا عن رغبتها في ضم بعض الطلبة إلى طاقم مهندسيها. ويعتقد أن الطلبة كانوا قادرين على فعل ما هو أكثر لولا زمن التحدي القصير نسبيًا.
لا&تزال قضية استخدام الطائرات كقنابل في مهاجمة برجي المركز التجاري العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن، في 11 ايلول (سبتمبر)، ماثلة في الاذهان. ويبدو أن التقنيات الحديثة التي تحول كامل السيارة تقريبًا إلى كومبيوتر، قد تصبح نقمة على صناعة السيارات، وعلى أمن الدول، ما لم توضع أنظمة احترازية كفيلة بمنع مثل هذه السيناريوهات.
أقل هذه السيناريوهات رعبًا هو نجاح مراهق في التحكم بالسيارة عن بعد لتحريكها في الشوارع مسببًا حوادث سيارات من العيار الثقيل. ويعتقد خبراء الشركة الآن أن نقطة الضعف في أمن السيارة الحديثة تكمن في ارتباطها الدائم بالانترنت، والإمكانيات المتاحة لصاحبها للتحكم في معظم تقنياتها بواسطة هاتفه الذكي. وهذا يعني أن القدرة على اختراق نظام السيارة الأمني تزداد.
وجه آخر
وفيما ينشغل منتجو سيارة تيسلا في ضمان أمن كومبيوتر سياراتهم تحت شعار "سيارة أذكى من الهاكرز"، قال البروفيسور كريستوف بار، رئيس قسم الأمن التكنولوجي بجامعة بوخوم الألمانية، أن لكل تقنية جديدة في السيارة وجهها الآخر. وأضاف بار: "علينا الخشية على سيارتنا من الهاكرز مثل خشيتنا الحالية على الكومبيوتر من الفيروسات".
يتجه المستقبل نحو الأتمتة الكاملة للسيارة لتوفير أقصى الصيانة والراحة لسائق السيارة والركاب، لكن هنا بالضبط يكمن سبب ضعف السيارة المستقبلية الأمني. ودخلت في السنوات العشر الماضية الكثير من التقنيات التي تربط السيارات ببعضها وبالأقمار الصناعية وبالانترنت، والمتوقع أن يزداد عدد هذه الأنظمة. فهناك اليوم الملاح الإلكتروني، وانظمة الفرملة الإلكترونية، ونظام ايقاظ السائق عند نومه لأكثر من ثانية على المقود، وأنظمة التحذير من الحوادث، وانظمة التحذير عند رصف السيارة....إلخ، وهذه كلها ثغرات يمكن للهاكرز أن يتسللوا منها.
أنظمة الاتصال الأخطر
أدخلت الولايات المتحدة نظام التحادث بين السيارات على الطرقات، وتخطط أوروبا لتطبيقه أيضًا عام 2015. تعمل مثل هذه الأنظمة على مسح الطريق وقياس المسافات بين السيارات وتنظيمها، ويجري كل ذلك عبر نظام تحديد الأماكن عبر الاقمار الصناعية. ويعتقد بار أن شبكة الاتصالات بين السيارات ستكون الأخطر على أمن السيارات الحديثة، ما لم يتم ردم الثغرات في وجه الهاكرز.
يمكن لنظام الاتصالات بين السيارات أن يخفض عدد الحوادث على الطرقات بنسبة 30 بالمئة، لكن قدرة الهاكرز على اقتحام كومبيوتر السيارة سترتفع بنسبة أكبر في الوقت نفسه.
يطلق نظام الاتصالات بين السيارات تحذيرًا حينما يرصد، عبر الاقمار الصناعية، وجود حادث أمامها على بعد 100 متر، وهذا شيء جيد. إلا أن النظام سيكرر الاشارة عدة مرات، وإلى العديد من السيارات السائرة على نفس الخط، وذلك هو مبعث الخطر. فمجرد ربط هذا النظام عبر موضع الارتباط في كومبيوتر السيارة يفتح للهاكرز إمكانية اختراق نظام هذا الكومبيوتر.
حلم السائق الاوتوماتيكي
ينتظر في المستقبل، وكما هي الحال مع الطيارين الأوتوماتيكيين على متون الطائرات، أن يتمكن الإنسان مستقبلًا من ترك امور قيادة السيارة إلى السائق الاوتوماتيكي كي يتمتع بقيلولة صغيرة. لكن مثل هذا النظام بالضبط سيتيح إمكانية التحكم بالسيارة عن بعد بواسطة الهاكرز.
وتعمل الشركات الألمانية مثل مرسيدس وبي أم دبليو واودي وفولكسفاغن منذ الآن على برامج تعيق التدخل الخارجي في نظام التحكم بالسيارة. واثبت خبراء بريطانيون في العام الماضي ضعف شفرات هذه الأنظمة أمام تقنيات الهاكرز الحديثة حين تمكنوا من كشف شفرة شركة فولكسفاغن.
أهلهم هذا النجاح للكشف عن سهولة اختراق أنظمة سيارات فولكسفاغن وأودي وبنتلي ولامبورغيني، ولم يمنع الخبراء البريطانيين من كشف الشفرة علنيًا&سوى قرار محكمة، تدخل الاتحاد الأوروبي فيه.
ثلاث نقاط ضعف
في دراسة أخيرة شارك في إعدادها معهد ابحاث السيارات الاستراتيجي ومركز إدارة الإنتاج، تم التطرق إلى ثلاث نقاط ضعف ممكن أن يتسلل الهاكرز منها إلى أنظمة السيارة الحديثة المرتبطة بالانترنت. الأولى هي الاتصالات عبر الانترنت، مواضع ارتباط كومبيوتر السيارة بالأجهزة اليدوية مثل الهاتف الذكي والألواح الإلكترونية، وسيل المعلومات المتدفق إلى السيارة عبر الاقمار الصناعية والشبكة العنكبوتية وغيرها.
يصعب تصور سيناريو رعب يستخدم فيه الارهابيون السيارات المخطوفة عن بعد في عمليات تفجير، لكن المستقبل يخبئ الكثير من تقنيات الربط الكامل للسيارة بشركات الانترنت. وتعمل معظم شركات صناعة السيارات الألمانية مع غوغل وآبل من أجل دمج أنظمتها في كومبيوتر السيارة. وهذا يطرح على كل هذه الشركات مجتمعة أن ترسل إلى شوارع المدن سيارات عصيّة على الهاكرز.