قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد أن خسرت شعبيتها في مصر، وتكاد تندثر سياسياً، بسبب الضربات الأمنية واعتقال وهروب قياداتها للخارج، وإبعاد قطر سبعة من قياداتها مؤخراً، تلقت جماعة الإخوان المسلمين ضربات قاصمة جديدة، بانهيار ما يسمى ب&"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب"، بانسحاب أثنين من أكبر مكوناته، وهما حزب الوسط، وحزب الوطن، وتوجيه الجماعة الإسلامية انتقادات حادة للإخوان، مع توقعات بانسحابها من التحالف أيضاً.&&
القاهرة: اشتدت حالة العزلة السياسية والمجتمعية التي تعيش فيها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مع ظهور بوادر الإنهيار الكامل لما يعرف ب"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب"، وهو تحالف من أحزاب وقوى إسلامية ترفض عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وتعتبر ما حصل في 3 يوليو/ تموز 2013 إنقلاباً عسكرياً قاده وزير الدفاع آنذاك ورئيس الجمهورية الحالي عبد الفتاح السيسي.&انهيار التحالف الذي تختبئ "الإخوان" وراءه سياسياً، جاء في أعقاب انسحاب أكبر حزبين إسلاميين منه، وهما حزب الوسط بقيادة أبو العلا ماضي، وهو منشق سابق عن الجماعة، ومعتقل حالياً، على خلفية تهم تتعلق بممارسة العنف والتحريض عليه، اضافة إلى حزب الوطن السلفي، وهو أكبر حزب ممثل للتيار السلفي في مصر. ويتوقع انسحاب الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية من التحالف أيضاً، لاسيما في ظل الإنتقادات العلنية التي يوجهها قيادات الجماعة للإخوان.&والتحالف الذي دشنه الإخوان والأحزاب الإسلامية أثناء إعتصام أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، في غضون شهر يوليو/ تموز 2013، أصبح أشبه ما يكون ب"الرجل المريض"، الذي ينتظر إعلان وفاته في أية لحظة.&&وقال الدكتور كمال الهلباوي، القيادي السابق في التنظيم الدولي للإخوان، ل"إيلاف" إنه لم يكن هناك أي تحالف فعلي، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان هي من كانت تسيطر عليه، وتديره من وراء الستار. ولفت إلى أنها كانت تهدف من وراء هذا التحالف إلى&إظهار أن المعارضة للتغيير السياسي الذي حصل في 3 يوليو/ تموز 2013، لا تقتصر على الإخوان فقط، بل أن هناك تيارا سياسيا كاملا يعارضها. ولفت إلى أن هذا التحالف يعاني العزلة السياسية، وتحول إلى ما يشبه الرجل المريض، لاسيما في ظل تفرق قياداته بالداخل والخارج، واعتقال قيادات الإخوان. ونبه إلى أن التحالف لم يكن إلا مجرد بيانات صحافية يصدرها من حين لآخر، لتحريض الشباب على التظاهر.&
طريق اللاعودةوأوضح أن إنهيار التحالف وانسحاب الأعضاء منه أمر متوقع، لاسيما أن جماعة الإخوان تصر على المضي قدماً في طريق اللاعودة، أو "الإنتحار السياسي".اعترف التحالف نفسه بما يمر به من أزمة قد تعصف به نهائياً، إلا أنه ونظراً لاعتقال معظم قياداته، أصدر بياناً على لسان مصدر مجهول. وقال في البيان الذي تلقت "إيلاف" نسخة منه: "صرح مصدر مسؤول بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب بأن التحالف بدأ خلال الفترة الأخيرة مشاورات لهيكلة جديدة، للاستفادة من طاقات جديدة لشباب ثورة 25 يناير والقوى الشبابية الميدانية المناضلة، والكيانات الوطنية الثورية والعمالية بجانب الشخصيات العامة، فضلا عن تفعيل التعاون مع الكيانات الرافضة للإنقلاب في المتفق عليه والإعذار في المختلف فيه، في إطار التطوير الثوري الواجب وتحقيق الاصطفاف الشعبي اللازم لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير".&وأضاف التحالف: "المشاورات حول الهيكلة الجديدة للتحالف، جاءت بعد أن أعلن حزب الوسط رغبته للعمل من خارج التحالف لتحقيق الأهداف نفسها، وبعد أن علقت عضوية حزب الوطن في التحالف، وذلك من منطلق ضبط المسار، وإنجاز الجهود على طريق الثورة لتحقيق النصر باذن الله عز وجل".&
مكونات التحالفيتكون التحالف من مجموعة من الأحزاب الإسلامية التي خرجت للنور في أعقاب ثورة 25 يناير، ومنها: "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، و"الوسط"، وهو حزب إسلامي أنشأه المنشق السابق عن الجماعة أبو العلا ماضي. ويقبع ماضي وعصام سلطان نائب رئيس الحزب في السجن، في تهم تتعلق بالتحريض على العنف، بينما فر محمد محسوب نائب رئيس الحزب للخارج.ويشارك حزب الوطن السلفي في التحالف، وهو حزب انشق عن حزب النور، وأنشأه الدكتور عماد عبد الغفور، مساعد رئيس الجمهورية السابق محمد مرسي، ويتفوق على حزب النور عددياً، ويمتلك قواعد في مختلف أنحاء الجمهورية.كما يشارك حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في التحالف، وهو حزب أنشأه قيادات الجماعة التي مارست الإرهاب ضد الدولة في التسعينات من القرن الماضي، ويتوقع انشقاق الحزب عن التحالف، لاسيما أن عبود الزمر، القيادي في الجماعة وجه انتقادات شديدة للإخوان، مطالباً إياهم بالتخلي عن مطلب عودة مرسي للحكم، ونبذ العنف والإندماج سياسياً في الدولة والمجتمع.ويضم التحالف عدة أحزاب إسلامية صغيرة، منها: "الأصالة"، "الفضيلة"، الإستقلال، وهو أحزاب غير مؤثرة في الشارع، وليس لها ثقل سياسي.&
لا انتقال لدعم السلطةانسحاب الأحزاب الإسلامية من التحالف الوطني لدعم الشرعية، لا يعني الإنتقال من مربع المعارضة إلى المربع الداعم للسلطة الحالية في مصر، وقال الدكتور يسري حماد، نائب رئيس حزب الوطن، في تصريحات لموقع حزبه: "لابد أن نوضح أن حزب الوطن لم ينتقل من مربع إلى مربع آخر أو أن هناك تغيرا في طريقة تعامل الحزب مع الأحداث، فالشيء الثابت أن الحزب ما زال مصرا على رؤيته لأحداث 3 يوليو 2013، بأنها انقلاب عسكري مكتمل الأركان هدفه عودة دولة مبارك بحذافيرها، بل بشكل أشد قسوة وضراوة على الشعب المصري". وأعرب عن اعتقاده بأن "التحالف الوطني لدعم الشرعية حمى البلاد من الانزلاق إلى الفوضى، وحزب الوطن كان مشاركا فعالا في وضع وصياغة إستراتيجية التحالف القائمة على حماية البلاد من مخططات العنف والفوضى".&واتهم حماد النظام الحاكم الحالي ب"تجريم أي عمل سياسي معارض"، وقال: "ما حدث في الفترة الأخيرة هو انسداد للأفق السياسي وتجريم لأي عمل سياسي معارض، ما دفع عددا كبيرا من النشطاء والسياسيين والكتاب إلى القفز من سفينة الانقلاب، والمطالبة بعودة دولة القانون والدستور".&
لا انيهارووفقاً لوجهة نظر ضياء الصاوي، القيادي بما يعرف ب"شباب ضد الإنقلاب"، فإن التحالف الوطني لدعم الشرعية لم يتأثر بانسحاب حزبي الوسط والوطن، وقال ل"إيلاف" إن هذين الحزبين انسحبا من التحالف بصفتهما الإعتبارية، بينما قياداتهما وعدد كبير من الشخصيات العامة ما زالت مستمرة في التحالف. وأضاف أن الدكتور محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط وحاتم عزام القيادي في الحزب، أعلنا إستمرارهما في التحالف.&ولفت الصاوي إلى أن التظاهرات ما زالت مستمرة بالقوة نفسها، ولم تتأثر، منوهاً بأن شباب حزب الوسط، أعلن استمراره في التحالف والنضال ضد "الإنقلاب العسكري". ولفت إلى أنه رغم إنسحاب الحزبين إلا أن موقفهما من الأوضاع السياسية لم تتغير، فما زالا يؤمنان بأن "ما حصل في 3 يوليو/ تموز 2013 إنقلاب عسكري، وأن عبد الفتاح السيسي مغتصب للسلطة"، مشيراً إلى أن الحزبين أعلنا أن انسحابهما جاء من أجل تكوين كيان معارض جديد يجمع مختلف أطياف المعارضة، الإسلامية والليبرالية. ويستبعد تعرض الحزبين لأية ضغوط سياسية للتخلي عن الإخوان، وقال إن وجهة نظرهما في أن "السيسي مغتصب للسلطة لم تتغير، ما يعني أن الضغوط السياسية مستبعدة".&وفي محاولة منه لتدارك التداعيات السياسية لتفكك التحالف، دشن التنظيم الدولي للإخوان، تحالفاً جديداً في الخارج سماه "التحالف الثوري المصري"، غير أن الصاوي يرى أن التحالف الأخير ليس بديلاً للأول، بل مكملاً له، وقال إن التحالف الثوري المصري أطلق في الخارج قبل انسحاب حزب الوسط، مشيراً إلى أنه تحالف يضم المصريين العارضين للنظام في الخارج، ويهدف إلى التعريف بالقضية المصرية في الخارج. ونبه إلى التحالف الوطني لدعم الشرعية، يعمل في الداخل، ويقود ويتابع ما وصفه ب"الحراك الثوري في الداخل المصري".&ورفض الصاوي التحليلات التي تذهب إلى أن انسحاب حزبي الوسط والوطن، يأتي من أجل التبرؤ من الإخوان، والترشح للإنتخابات البرلمانية المقبلة، وقال الصاوي: "قيادات الحزبين أعلنت أنها لا تعترف بما حصل في 3 يوليو، وتعتبره إنقلابا، وأن عبد الفتاح السيسي مغتصب للسلطة"، مشيراً إلى أنه ليست هناك أية بوادر على إجراء الإنتخابات البرلمانية حتى الآن، ولم يتحدد موعدها بعد، ما يبطل هذه التأويلات حول الإنسحاب.&&وحسب وجهة نظر الدكتور محمد رفاعي، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، فإن جماعة الإخوان تترنح، وأضاف ل"إيلاف" أن الجماعة تلقت ضربات قاضية منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، مشيراً إلى أن الجماعة وهي في مقاعد المعارضة تمارس الإستبداد والإقصاء ضد شركائها. وأوضح أن التحالف الوطني منذ تدشينه في اعتصام أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية، وهو يدار من خلال قيادات الجماعة، ولفت إلى أن الجماعة تنفرد بالقرار في التحالف، ويخضع لأهواء القيادات في قطر. ولفت إلى أن عمليات تهميش الأحزاب المشاركة في التحالف، ولاسيما حزبي الوسط والوطن، وهما أكبر حزبين في التحالف أغضب قيادات الحزبين وقررا الإنسحاب منه. وتوقع أن تكون عملية الإنسحاب جاءت بعد رفض جماعة الإخوان مراجعة مواقفها.&&&&