بهدف مواجهة المقاتلين المتطرفين
مداما... آخر موقع فرنسي متقدم على أبواب ليبيا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وسط الصحراء المترامية الاطراف في أقصى شمال النيجر، يظهر فجأة صف من الخيام وعدد من الآليات في حين يعمل 200 عسكري بهمة ونشاط على بناء قاعدة عسكرية على ابواب ليبيا لمواجهة الإسلاميين المتطرفين.
النيجر: هذه هي مداما، اخر موقع متقدم للجيش الفرنسي في منطقة الساحل، والاقرب الى معاقل الجهاديين في جنوب ليبيا، من حيث يتحركون بلا رقيب ويؤرقون مضاجع الدول المجاورة.&هناك، على بعد 100 كيلومتر شمالا، تقع الحدود الليبية، والى اليسار قليلا "معبر السلفادور" وهو نقطة التهريب الى النيجر ومالي، يشرح اللفتنانت-كولونيل توما فينيدوري لوزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، بعد نزوله من طائرة الترانسال في القاعدة الخميس.&يعاين الوزير ذاك الاتجاه حيث يختبئ العدو غير المرئي ليهدد انطلاقا من ليبيا شمال مالي الذي تم تحريره للتو من تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي ومن حركتي التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وانصار الدين المنبثقتين منه.&وفي الافق تهب ريح شرقية ساخنة قادمة من البحر المتوسط محملة بالرمال تذريها في كل مكان، ممتحنة قدرة الرجال والمعدات. وبعد القيظ الشديد يهبط برد شتوي قارس مع درجات حرارة تتدنى عن الصفر ليلا.&ورغم قساوته، يوفر المكان ثروات لا تقدر بثمن مقابل التحديات البشرية واللوجستية: فالماء هنا وفير ويمكن العثور عليه على عمق 13 مترا، لتزويد القاعدة باحتياجاتها.&وقال توما فينيدوري الذي يدير عملية اقامة المعسكر "كنا محظوظين، الليبيون حفروا آبارا في فترة بناء الطريق الصحراوي، وهو مشروع كبير بدأه القذافي".&والغريب ان هذه القلعة القديمة من حقبة الاستعمار الفرنسي والتي بات يحرسها جنود نيجريون بعد الاستقلال، لا تزال منتصبة هنا باعتزاز على بعد بضعة امتار من القاعدة الجديدة، رغم تآكل رؤوس أسوارها المسننة بفعل الريح على امتداد الزمن.&وعلى بعد مئات الامتار، تنتظر شاحنات محملة بالبضائع اذنا من رجال الجمارك، بعد ان يفتش الجيش النيجري حمولتها. وتنتشر في الرمال حول المكان فضلات وبقايا عظام حيوانات.&قال الجنرال جان-بيار بالاسيه قائد قوة برخان الفرنسية في الساحل "خلال يومين او ثلاثة سيتم تأخير نقطة العبور كيلومترين الى ثلاثة. نقبل (بوجودها على مقربة) لكن من وجهة النظر التكتيكية، ينبغي التخلص من هذا الوضع".&ولتأمين المنطقة، اقام الفرنسيون نقطة حراسة محصنة على مرتفع على بعد كيلومترين. كما تحلق المروحيات باستمرار فوق المنطقة، وفي حال الطوارئ يمكن استدعاء طائرات رافال من نجامينا على بعد 1100 كيلومتر. وقال الجنرال بالاسيه "يمكنهم الوصول الى هنا خلال 40 دقيقة".&ومنذ فترة طويلة، بات الجنود الفرنسيون معتادين على شظف العيش في الصحراء. ويقول السرجنت الكسندر من فوج الهندسة التاسع عشر "اننا نخيم في الصحراء حتى وان كانت الخيام مكيفة. لا شيء يخيفنا".&ولكن لا مجال لاهمال حتى صغائر الامور، بما في ذلك على المستوى الصحي. فهناك 12 اختصاصيا من الجراحين واطباء التخدير والممرضين يديرون مستشفى ميدانيا مع غرفة عمليات واجهزة للتصوير بالاشعة ولنقل الدم.&وقال الكولونيل الطبيب باتريس راميارا المسؤول عن المستشفى "نعمل معا منذ ثلاث سنوات. في ظروف الحرب لا بد من التحلي بروح الفريق. الاساس هو اجلاء الجرحى ونقلهم خلال 24 ساعة الى فرنسا".&وفي ورشة بسيطة مغطاة بشادر، يعمل ميكانيكيون على صيانة المعدات. وقال الجنرال بالاسيه "تمكنا هنا من تغيير محرك مروحية كاراكال".&وتستغرق الشاحنات التي تحمل الامدادات الى القاعدة 15 يوما للوصول من نيامي او نجامينا. اما طائرات النقل العسكري، وهي البديل الوحيد عنها، فيعتمد اقلاعها على شدة العواصف الرملية. على هذه المسافة البعيدة عن كل شيء، ينبغي الاعتماد على النفس.&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف