قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: مع اللجوء الى القضاء الدولي يكون الفلسطينيون نقلوا النزاع مع الاسرائيليين الى مرحلة جديدة خطيرة مليئة بالتحديات والمخاطر المرتبطة الى حد كبير بالعقوبات التي ستفرضها اسرائيل كما يرى خبراء.وبعد 70 عاما تقريبا من النزاع وعقود من الجهود الدبلوماسية، يعبر القادة الاسرائيليون والفلسطينيون والخبراء عن الخلاصة نفسها: وهي الوصول الى مأزق خطير وعودة مستحيلة كما يبدو الى المفاوضات.&وبعد انغلاق الافق السياسي قرر الفلسطينيون القيام بخطوة جديدة وطلبوا في 30 كانون الاول/ديسمبر من مجلس الامن الدولي التصويت على مشروع قرار يطلب الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة بحلول نهاية 2017.وبعد رفض مشروع القرار في مجلس الامن، نفذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهديد الذي لوح به منذ فترة طويلة وقدم طلب الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية الذي يتيح ملاحقة مسؤولين اسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب.&وامام ما اعتبرته اعلان حرب دبلوماسية ومثلما تفعل في كل مرة تريد فيها الرد على تحرك فلسطيني، جمدت اسرائيل تحويل 106 ملايين يورو من الضرائب التي تجمع لحساب السلطة الفلسطينية. وتوعدت برد "اقوى واكثر شمولية".وقال ناجي شراب الخبير السياسي في غزة ان "اسرائيل يمكن ان تكثف اجراءاتها العقابية ضد الفلسطينيين مع اقتراب الانتخابات التشريعية" المرتقبة في اسرائيل في 17 اذار/مارس.&ويرى الخبراء ان دوامة المبادرات الفلسطينية والعقوبات الاسرائيلية تذكر بما حصل العام 2012 حين نالت فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة.ويرون ان اسرائيل وحليفها الاميركي يواجهان هذه المرة "معضلة" لان اسرائيل تريد "ان تكون قادرة على ممارسة ضغط على السلطة الفلسطينية لمنعها من التوجه الى المحكمة الجنائية الدولية لكنها في الوقت نفسه لا تريد اضعافها لانه من مصلحتها ان تكون قوية بما فيه الكفاية للسيطرة على الوضع في الضفة الغربية" المحتلة كما يقول روبي سابيل الخبير القانوني والمستشار السابق في الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس.&وبالنسبة لمعارضيها، فان السلطة الفلسطينية اصبحت "تابعة" للاسرائيليين في الضفة الغربية عبر تعاونها الامني معهم. ويهدد عباس بانتظام بقطع هذا التعاون لكنه لم يقم بذلك ابدا.وهذا التعاون تريده السلطة الفلسطينية ايضا بشدة في مواجهة حماس، منافسة حركة فتح. واذا قطعته فلن يبقى بيدها سوى ورقة واحدة وهي حل نفسها.&ويقول ناجي شراب ان السلطة الفلسطينية تستند الى مخاطر الانفجار الذي قد يشعل المنطقة اذا ما تم حل السلطة. ويضيف ان "السلطة تراهن على ان المجموعة الدولية ستمارس ضغوطا على اسرائيل لتجنب هذا الامر".واذا كانت السلطة الفلسطينية تلعب اخر الاوراق بيدها فذلك لان "عملية السلام التي انطلقت من اوسلو (اتفاقات الحكم الذاتي عام 1993) انتهت الى غير رجعة ونحن اليوم في بداية مرحلة جديدة" كما يقول كريم بيطار المتخصص في شؤون الشرق الاوسط.&ويوضح ان "الفصل الجديد، وهو صراع القوة السياسي والقانوني وفي مجال الاعلام على الساحة الدولية، لا يزال في بداياته واطره لم تظهر بعد بشكل واضح".وفي هذا السياق لا يسجل اي من الاطراف نقاطا، كما يرى بيطار قائلا ان هناك اولا "الخطوة الناقصة للفلسطينيين" في الامم المتحدة ثم "عنجهية الاسرائيليين الذين ابدوا تصلبا" واخيرا "مكر المجموعة الدولية" واللغة المزدوجة للولايات المتحدة التي تطرح نفسها مدافعة عن حقوق الانسان لكنها تندد في الوقت نفسه بلجوء الفلسطينيين الى المحكمة الجنائية الدولية.&والموقف الاميركي يبقى العنصر الغامض في هذه المرحلة الجديدة. فواشنطن القلقة كسواها من تصاعد التوتر اعلنت انها تعارض في آن لجوء الفلسطينيين الى المحكمة الجنائية الدولية والردود العقابية الاسرائيلية.&لكن وزارة الخارجية الاميركية حذرت من ان اي محاولة فلسطينية في اتجاه احالة مسؤولين اسرائيليين امام المحكمة الجنائية الدولية سيكون لها "تداعيات" على المساعدة الاميركية التي تقدم للفلسطينيين والبالغة 400 مليون دولار سنويا وتعتبر مهمة جدا لموازنة السلطة وللاستقرار الفلسطيني.